تأتي ذكرى ميلادي 29 /5 هذه السنة.. وأنا أقف على ناصية الواقع، أرى العالم يتدهور.. حروب وأوبئة وأزمات هنا وهناك، ومحتل "أبله" يقع غرب النهر يقَضم ارضي وحلمي بالعودة، وشعب صامد يحمل هويته ومجده بالألوان علمه، يتحدى جبروت الظلم بالتضحية والفداء، ليقول ما زلنا هنا.. لا رحيل ولا موت بل حياة لونها خضراء كأشجار الزيتون والبرتقال.
تأتي ذكرى ميلادي، وأشعر بالحنين لمن رحلوا مبكرا، كنتُ أستحق منهم الانتظار قليلا، رحلوا دون وداع يليق بهم.. ابي وصديقي.. فأقع فريسة بين الحنين والذكريات.
تأتي ذكرى ميلادي، ولستُ بصاحب تجربة عميقة بالكتابة، أحاول على قدر الامكان ان أعبر عن تجربتي المتواضعة في عالمي السياسة والاعلام وحقول الثقافة، ايماناً مني ان للكتابة دروب ومسارات سار عليها من سبقوني، لذلك أبحث على دربي ومساري لأكتب من خلاله ما أشعر وما أؤمن وما أستقرأ ما يدور من حولي.
تأتي ذكرى ميلادي، وما زالتُ أنتظر تلك الجميلة التي أسمها "الحياة" رغم ما تحمله من أوهام وعثرات، أنتظرها في كل صباح ومساء.. انتظرها بحنين وشغف الحالمين الباحثين عن تلك الأساطير.. التي عاشها من مضى قَبلِي في سراب الانتظار.تأتي ذكرى ميلادي، فلن أنظر الى الوراء، ولن أحزن على ما فات.. ولكن سأموت ندماً.. ان لم أتعلم مجدداً العيش بجنون، وتذوق الفرح المتجدد بالحنين دون خوف، ستة وثلاثون عاما..قضيتها مع من أحب..وعملت فيها ما أحب..و سامضي فيها نحو ما أحب.. وساعلنها في كل يوم: تحيا الحياة.. الى آخر العمر.