علمونا وربنا الأجداد والآباء ان الاحترام واجب بين الناس، وان طول اللسان ظاهرة غير محمودة، ولا مقبولة، وقيل لسانك حصانك، ان صنته صانك , وان مصرع الفتى بين فكيه نتيجة ثرثرته ، وعلينا المحافظة على عفة اللسان وحسن الخلق بالتعامل مع الآخرين مهما بلغت الخصومة حدتها
وبالامكان الاستقامة في الأسلوب المؤدب الذي يؤدي الغاية ويحافظ على العلاقة بين الطرفين، بدلاً من القذف بالكلمة السيئة البعيدة عن السلوك الأخلاقي والحضاري
الحرب الكلامية لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تبني علاقة ولا تحقق غاية ولا تحترم حرية الرأي والتعبير، وكذلك الرأي والتعبير لا يكونان بالشتائم والقذف، والتطاول على كرامات الناس وتجريحهم
كيف نريد تعليم أولادنا أسلوب الحوار ونحن لا نجيد استعماله في حل مشاكلنا ؟ لماذا نخجل باستعمال أسلوب الحوار عند الخصام والكثير يفضل حل المشاكل بالعنف وتسبب الأذى للآخر وبالذات بالشجارات العائلية ؟ هل يعاني اكثرنا من الشخصية السادية التي تتلذذ بإيقاع الألم والاذى على الآخرين ،وهل هناك أناس بيننا عديمي الرحمة والمسامحة لمن أخطأ بحقهم ؟
فالحوار هو الحل الأمثل والصحيح والحضاري لحل المشاكل والخلافات بين المتخاصمين ان كانوا افرادا ام حمائل او عائلات أو جيران , وبغياب الحوار تحدث الشجارات وما يترتب عليها من نتائج وخيمة ومضاعفات سلبية على جميع الأصعدة ، فالحوار يخفف من حدةَ التصلب في الرأي ،وجلوس الأطراف مقابل بعضهم البعض يخفف من التوتر ويقرب مواقف الأطراف بعضهم الى بعض ويذيب حدة التوتر ومن شأنه أن يأت بحلول تصب في مصلحة الفرد والمجتمع ويجعل المياه تعود الى مجاريها كما كان سابقا
فالحوار يدفع نحو حلحلة القضايا والأزمات ، ويذلل العقبات ويكون للحلول المنطقية والواقعية نصيب أكبر، ويجب ان تتوفر الرغبة والنية الحسنة لانجاح الحوار
ان الاحتكام إلى الحوار هو أيسر الطرق لوضع حد للخلافات التي قد تؤدي بالأطراف المختلفة إلى حافة الخطر ,فالحوار هو سيد الحلول، بل أنجعها في حال كانت الأطراف تنظر لمصلحة المجتمع والأفراد بعين الحريص الواعي للفرد والمجتمع , وهذا الأسلوب هو أقصر الطرق المؤدية الى الصلح الذي هو سيد الاحكام