في أجواء طغى عليها الحزن والأسى، شيّعت جماهير غفيرة، قبل عصر السبت، جثماني الطفلين تامر ويوسف النباري من حورة النقب الى مأواهما الأخير في حورة.
ولقي الطفلان حتفهما، أمس الجمعة، اختناقًا في ظروف مأساوية وقاسية، حيث دخلا سيارة خردة بجوار المنزل وأُقفلت عليهما، حيث علقا فيها.
الطفلان - أبناء العمومة - لم يفارقا بعضهما في حياتهما، حيث دفنا أحدهما بجوار الآخر في مقبرة قرية الغراء مسلوبة الإعتراف.
وأدى الجمهور صلاة الجنازة على الطفلين خلف رئيس محكمة الاستئناف الشرعية، القاضي عبدالحكيم سمارة.
وبعد دفنهما، تحدث رئيس القائمة الموحدة، د. منصور عباس، حول ضرورة الحفاظ على حياة الأطفال، لافتا إلى الحاجة إلى دعم الأهل في مصابهم الجلل، وتجمع المشيعين من كافة أنحاء النقب لمشاركة الأهل العزاء.
وسادت أجواء من الحزن والأسى جموع المشيعين، الذين حضروا بالمئات للمشاركة في الجنازة وإلى خيمة العزاء في حارة 3 ببلدة حورة.
"كانا دائما معا"
وقال قريب الطفلين: "فاجعة كبيرة جدا، وحتى الآن لا نستوعب ما حصل. ربنا يجبر على الأهل. الطفلان كانا صديقين ودائما يلعبان مع بعضهما البعض، ويأكلان سوية وتربطهما علاقة تماما مثل الأخوة، وقد توفيا سوية ودفنا أحدهما بجانب الآخر".
وقال أحد الاقرباء لمراسل "كل العرب": "نمر في ظروف نفسية صعبة بعد هذه الحادثة الفجعة، ونشعر بهذا الالتفاف الجماهيري الكبير ومواساة الأهل في كافة أنحاء النقب". وأضاف: "الوالدتان لا تكفان عن البكاء، والأبوان الاخوان يواسيان بعضهما البعض بعذ هذا الفقدان الاليم والموجع. تامر ويوسف كانا مميزين في كل شيء ودائما يلعبان ويلهوان معا. جعلهما الله شفيعين لأهلهم".
وتحول الحدث الفاجعة إلى حديث اليوم في كافة أنحاء النقب. وقال احد المواطنين: "يجب الإنتياه لسيارات الخردة في كل مكان، فهذا ليس الحادث الأول بل سبق وأن حصل في بلدات أخرى، لذلك يجب عدم ترك سيارات من هذا النوع بالقرب من البيوت بل فقط في الأماكن المخصصة كي نمنع فقدان أعزاء لنا".