حلم، ففكرة، ورؤية ثمّ واقع.. فقد نظمت مديرية متنزه وادي الخزان أمسية أعلنت خلالها إطلاق مشروع الأمناء بمدينة رهط، وذلك بمشاركة ثلاثين رجلا وسيدة من الناشطين والقياديين.
وقد افتتحت الأمسية "تالي تفئيرت"، مديرة مديرية متنزه وادي الخزان وشرحت عن المشروع وقدمت فيديو للحاضرين عن رؤية الوادي، الذي يفصل بين الجزء القديم والجديد من المدينة، وهو مُحاط ببيوت سكنيّة، ومراكز تجارية وسياحية ونشاطات جماهيريّة وعامّة.
ولفتت إلى أنّه في السنوات الأخيرة، أقيمت حدائق عامّة ومُتنزّه على امتداد الوادي، وذلك من أجل تهيئته لاستخدام الجمهور الواسع، مشيرة إلى الشركاء في المشروع من "بلديّة رهط، الشركة الاقتصاديّة، سلطة تصريف المياه "شكماه-بسور" والصندوق القومي اليهودي، وإلى جانبهم شركاء إضافيون من الجمهور- مركز جماهيري رهط، وقياديون وناشطون من رهط".
وتحدث مدير عام بلدية رهط، ضياء أسدي، عن أهمية تقوية الروابط بين المدينة والبلدية والمواطنين، فيما أشار مدير عام الشركة الاقتصادية رهط، محمود العمور، في كلمته إلى "الثورة التي تجري في الوادي وتحويله إلى حيز مفتوح للجميع".
"عنات هس"، المسؤولة عن مشروع الاستدامة في المركز الجماهيري رهط، أكدت أهمية النشاط الجماهيري في الحيز العام وتقوية علاقة السكان بمدينتهم.
إلهام الكملات، موجهة مجموعات قدمت وصفا شاملا عن مشروع أمناء وادي الخزام وأهمية دورها وهو مساعدة الجمهور في رهط على التعامل مع الوادي بشكل إيجابي من خلال الربط بالتقاليد، للقصص والتاريخ الاجتماعي للوادي. وعرضت البرنامج للحضور وهو برنامج سنوي مكون من مرحلتين: المرحلة الأولى مبنيّة كدورة تدريبية، والمرحلة الثانية تخطيط وتنفيذ المشاريع التي تم بناؤها في الدورة التدريبية طوال بقية العام.
وفي حديث لمراسلنا أشارت إلى أنّ "النشطاء في هذه المجموعة يهمهم مدينة رهط ونظافتها وشكلها وصورتها، وهم سيشاركون في دورة مدتها ثلاثة أشهر من أجل أن يتحولوا إلى أمناء وناشطين، والذين سيقومون بصياغة أفكار لمشاريع ومبادرات قياديّة تهمّهم، والتي تتمحور حول ربط طبقات اجتماعية مختلفة من السكّان مع الحيّز العام بشكل عام ومع وادي الخزّان بشكل خاص.
استرجاع ما قبل 1948
وقد تم خلال الأمسية عرض فيديو مفصل عن رؤية الوادي المستقبلية، والذي بدأ العمل فيه ببناء حدائق عامة حوله ومركز ثقافي لخدمة سكان المدينة خاصة والنقب عامة، من خلال تحويله إلى منطقة طبيعية الأكبر في رهط، كونه يفصل بين الجزء القديم والجديد فيها.
وقال نائب رئيس بلدية رهط، سامي أبو صهيبان، في حديث لمراسل "كل العرب" إنّ "هذا المشروع هو أحد المشاريع الضخمة التي نسعى إلى تطويرها وتنفيذها على أرض الواقع".
أما سامي أبو صيام، مدير قاعة الرياضة بمدرسة النجاح من قبل المركز الجماهيري، فأكد في حديث له عن شراكته في هذا المشروع المهم جدا للأجيال القادمة.
الأستاذ محمود أبو عابد، فأشار إلى أن "موضوع تحويل الخزان من مجمّع للنفايات إلى متنزه عام هو حلم راودني منذ سنوات، وأبارك كل من فكّر في تحويل هذه الفكرة إلى واقع من أجل رفاهية السكان".
من جانبها أشارت مخططة المدن والمستشارة البيئية، ريهام أبو غظية، إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار التقاليد والإرث البدوي على طول وادي الخزان، وأضافت في حديث لمراسل "كل العرب": "أقدّر المشروع والمبادرة ويجب أن نقوم باسترجاع وترميم المغر والمناطق التاريخية التي اندثرت بعد عام 1948، وسأطرح هذه القضية بقوة".
وسيعمل أمناء الوادي على إشراك الجمهور في بلورة المؤسسات من حوله والربط بين الحداثة والتقاليد العربية-البدوية، وصياغة أفكار لمشاريع ومبادرات قيادية، والتي تدمج طبقات اجتماعية مختلفة من السكان مع الحيز العام، بهدف الحفاظ على وادي الخزان للأجيال القادمة.
وكانت إحدى الضيفات أشارت إلى أنه في نظرها المستقبلي فأن مشروع وادي الخزان "سيبعد أطفالنا عن الشارع ويقلل العنف في المدينة"، ومن هنا الحاجة إلى إشراك التلاميذ والطلاب في التخطيط لمستقبلهم بهدف الحفاظ على وادي الخزان للأجيال القادمة – في تصوّر واضح بأن يكون المتنزه وما حوله فرصة نادرة لإحداث تأثير كجزء من مشروع فريد – بالضبط كما تمّ تحويل وادي بئر السبع إلى أحد أهم المرافق السياحية في عاصمة النقب.