حضرة المربية شيرين ناطور الحافي – مديرة قسم التعليم العربي بوزارة التربية والتعليم،
أولا أبارك لك منصبك الجديد وارجو لك التوفيق في خدمة التعليم العربي في البلاد، واشكر الأستاذ عبد الله الخطيب على ما قدم من خدمات للتعليم العربي في البلاد.
حضرة المربية المحترمة، كلنا يعرف أهمية التعليم وأثره في نهضة المجتمعات وبناء الحضارات ، وأثر المناهج التعليمية في تكوين وبناء شخصية أولادنا في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة والانفتاح نحو العالم الخارجي .ولن ينهض مجتمعنا دون إعطاء الأولوية للنظام التربوي والتعليمي لأنه هو الأساس في تطوير وبناء الإنسان والمجتمع .
تأثير المدارس على الطلاب أصبح ضعيفا هذه الأيام ولا يتعدى تأثيرها اسوارها الخارجية , فأصبحت وسائل التواصل الاجتماعية والتقنيات على أنواعها واليوتيوب مشاركا فعالا في تربية أولادنا , وعلى مدارسنا اخذ هذا بعين الاعتبار وتحذير طلابنا مما يبث فيها من تلويث للعقول ومن الإدمان عليها .
يجب أن يكون للمدرسة دور كبير في بناء وصياغة شخصية وقدرات الطالب المستقبليه بعد الاهل, اذا قامت بواجبها كما يجب , وفقا لمناهج تربويه متقدمه وحديثه ، اما اذا كان التعليم في المدرسه وفقا لمناهج دراسية أكل الدهر عليها وشرب , فهذا يهدم شخصية الطالب ولا يوفر له مستقبل باهر , ولذلك يجب إصلاح التعليم الذي هو من ضروريات الحياة بل هو الاكسجين الذي بدونه تبدو الحياة متخلفة ومتعثرة ، والقصد بإصلاح التعليم هو ان تحقق العملية التعليمية اهدافها بخلق جيل متعلم ومثقف وواعي ينبذ العنف والتعصب على جميع أنواعه ويحترم القيم الانسانية , ويمتلك القيم والأخلاق وأدوات التأهيل , بحيث يؤهل الطالب مستقبلا عند الكبر دخول معترك الحياة العملية ويخوضها بنجاح , ومواجهة مشكلات الحياة وعلى رأسها ضمان مهنه تكفل له حياة كريمه , وأيضا إصلاح التعليم يتم بوجود المعلم المؤهل بحيث يرى مهنته رسالة مقدسة هامة وليست وظيفة كما يراها البعض اليوم , وكذلك وجود مدير جدير يألاداره , يقود العمليه التعليمية , وهو الذي يفرض النظام ويشكل القدوة الحسنة للمعلمين والطلاب , ويزيل كل الاوصاف السلبية والضعف الذي لحق بالعملية التعليمية , والأمر الاخر الذي يدخل ضمن اصلاح التعليم هو البناء المدرسي الذي اصبح قديما في مدارس كثيرة في بلداتنا ولا يلائم متطلبات العصر , وأصبحت المدرسه أيضا تضم أعداد كبيرة من الطلاب نتيجة الازدياد الطبيعي للسكان , وهذا يقلل من قدرة المدرسة على العطاء والتعليم نتيجة اكتظاظ الطلاب في الصفوف , وكذلك من ضمن اصلاح التعليم مناهج دراسية تلائم المستوى العقلي للطالب وتلائم مفاهيم العصر مع المحافظه على قيمنا ومعاييرنا الاجتماعية ,فمثل هذه المناهج الدراسية هي المضمون الذي نريده لطلابنا .
التعليم الذي نريده لأبنائنا هو الذي يؤهلهم للحياة , وهو الذي يهذب تصرفاتهم , ويحصنهم ضد الرذيلة والجريمة والتعصب، ويقود الى تطوير المجتمع , ويجعل المجتمعات قادرة على تبني حلول عملية للمشاكل الاجتماعية , ومن أجل تحقيق الأهداف الأساسية للتعليم لا بد من توفير البيئة الإيجابية المناسبة، والانتقال بأساليب التعليم من التلقين إلى تنمية القدرات العقلية وتشجيع الابتكار والإبداع، كما أن ذلك يتطلب المراجعة المستمرة لمناهج التعليم وتطويرها بما يتلاءم مع التغيرات العالمية المتسارعة، والبحث عن أفضل الطرق والوسائل التعليمية التي تحقق أعلى مستويات التعلم، وتشجيع البحوث العلمية التي تكشف واقع التعليم، وتعالج مشكلاته، ونشر ثقافة الجودة، وتكثيف البرامج التدريبية في المؤسسات التعليمية، والعمل على تفعيل المنهج الحديث الذي لا يكتفي بالكتاب المدرسي، ويعمل على استخدام مصادر متعددة للتعلم، ويركز على تفاعل عناصر البيئة التعليمية بما فيها المعلم.
كل تلك الإجراءات من شأنها بناء الشخصية المتزنة للطالب وتحقيق الاستعداد المعرفي والنفسي لمراحل ما بعد التعليم العام، سواء في الجامعة أو المعهد أو حتى قطاعات العمل وكذلك في المجتمع.
مع تمنياتي لك بالنجاح والتوفيق .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com