لقد حولتم البيوت في المدن والقرى العربية الى بيوت ماتم وعزاء ولجنازات كبيرة تشارك معظم الناس فيها مواساة وترحم وبقلوب مكسورة وعيون تدمع وحزنا يملأ القلوب وألما وتأثرا لما وصلنا اليه في مجتمعنا العربي , هل من ضمير وعقل يصحى بعد هذا السيل الغزير لدماء ابنائنا؟
هل الأنسانية خلت من الأنسان لأخيه الأنسان وأصبحت في خبر كان في هذا الزمن الرديء وهل أصبحت العلاقة المادية والمصلحة الخاصة ما بين الناس هي القاسم المشترك اكثر وتطغى على أي رابط او أي علاقة اجتماعية اخرى ان كانت هذه العلاقة علاقة قربة حقيقية او كأي علاقة اجتماعية عادية فالخلاف المادي يعبد الطريق بشكل قوي لأرتكاب جريمة القتل كما حدث مؤخرا في المثلث عندما قام قريب بقتل قريبه على ارضية الخلاف المادي فيما بينهم وقام هذه القريب بدفنه بعد ان اقدم على عملية القتل وبعد تحقيق اجري من قبل الشرطة تم العثور على الجثة بالقرب من البلد وأعتقل المشتبه به وقد اعترف المتهم بما نسب اليه من ارتكاب جريمة القتل لقريبه وذلك حسب ما ذكر ونشر بالصحف ووسائل اعلام اخرى
ان جرائم القتل وسفك الدماء الجارية في وسطنا العربي ليست هي الحل لا بل تزيد الأمور اكثر تعقيدا وأكثر صعوبة وتجعل من الحل لا امكانية حل وتفتح الطريق على مصراعيه للقتل المضاد والعنف يستشري اكثر وزيادة للكراهية اضعاف مضاعفة ما بين الفرقاء وهكذا دواليك نجعل استمرارية متواصلة لسفك دماء بعضنا البعض وتبقى أسس المشكلة على حالها دون الوصول الى حل حتى تأتي جريمة القتل المنتظرة خلف الباب وهكذا سلسلة الاجرام والقتل تستمر في مجتمعنا العربي دون أفق ولا سقف لها ولا لكل النداءات التي ترفع والاصوات التي تطالب وقف هذا المسلخ الدموي المفتوح في شارعنا العربي
لقد كفى قتل وسفك للدماء في شارعنا العربي وعلينا نحن ان نكون الحكماء ف مصلحة شعبنا وليس الاخرين
فأما من ناحية الشرطة وسياستها بمعالجة ومكافحة الجريمة في الوسط العربي فهي تنتهج سياسة (على عينك يا تاجر) كما يقال , لقد عبر عن هذه السياسة وبشكل واضح كل لوضوح اكثر من سياسه واحد في هذه البلاد مثلا : عاموس يدلين كان يشغل منصب أمني عال جدا , قال في أحد المقابلات المتلفزة عندما سؤل عما يجري في الوسط العربي من احداث قتل يومي
-اذا كان كل الذي يجري في الوسط العربي بعيدا عنا ولم يكن هذا السلاح موجها ضد اليهود فليقتلوا بعضهم البعض (قالها الزلمة) بشكل عنصري وواضح كل الوضوح
ليس في هذا التصريح لتفسير له سوى الحقد والشماتة بعينها , أسمعتم ايها الناس التي تقتلون؟ أليس لكم فيها عبرة لتعتبر؟
واصطف الى جانب هذا الزلمة واعاد نفس المقولة التي قالها يدلين حايم رامون , عندم سؤل في احدى البرامج التلفزيونية عن رأيه عما يجري في الوسط العربي من احداث قتل متواصلة قال نفس العبارات التي قالها من سبقه في العبارات العنصرية
اعتقد ان مثل هذه التفوهات العنصرية يجب ان تكون مؤشر واضح تماما لنا ما يدور في ذهون هؤلاء الحكام وما يظنون اتجاه الوسط العربي , اذا اصبح علينا كجمهور عربي انا نأخذ من هذه العبارات العنصرية الدرس او الدروس ونعود الى جادة الصواب والعقل المتنور ونعرف ما يدور حولنا
اذا يجب ان تتوقف هذه المهزلة الظالمة اللعينة التي اوقعتموها انتم التي تقتلون في وسطنا العربي ووضعتم الاقلية العربية في هذه البلاد في الدرك الاسفل من الانحطاط والردة والسمعة السيئة لنا ولأولادنا ولمجتمعنا بأسره واصبحنا نمشي مطأطئي الرؤوس ومنخفضي القامة والعزة والكرامة امام الاخرين ونتيجة حمام الدم الجاري في مجتمعنا العربي ومن هنا اقول لهؤلاء الناس التي يقومون بعملية القتل في المجتمع العربي ومن باب كل الحرص على الوحدة الوطنية لهذا الشعب التي هي اغلى ما يمكن ان تتحقق لأي شعب تحت قبة السماء اقول لكم : "كفى ما قتلتم وما قورطتم ( من قاروط) من الاطفال وما رملتم من النساء وجعلتم هؤلاء الاطفال يعيشون عنوة دون حنان وحب الابوة ورعايته التي هو بأمس الحاجة اليها وفي النهاية اتمنى لكافة الأسر من ابناء مدنا وقرانا ان لا يروا مكروه بعد الان ولا يسمع ولا يقرأ عن حادثة قتل جديد في محيطنا العربي وكل عام وانتم بخير
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab
com