نعيش في هذه الأيام العشرة الاواخر من شهر رمضان، شهر العبادة والطاعات، هذا الشهر الذي ننتظره كل سنة بفارغ الصبر لنتفرغ أكثر لواجبنا نحو الله، فنزيد من عبادتنا من صلاة وصيام وقراءة القران الكريم وايتاء الزكاة والصدقات، فيصبح المجتمع أكثر تماسكا من أي شهر اخر.
وكما هو متبع في هذا الشهر الفضيل، نذهب مساءا الى المسجد لأداء صلاة التراويح، تلك العبادة التي تتطلب الكثير من الهدوء والخشوع من اجل اتمامها على أكمل وجه، ولكن للأسف، ما ان تبدأ صلاة التراويح حتى تنطلق الالعاب النارية واصوات التراكتورونات والدراجات النارية، والتي عدلت فيها أجهزة العادم (الاكزوستات) لتكون عالية ومزعجة، فما هذا؟ كيف يفعل هؤلاء الشبيبة هذه الاعمال القبيحة أساسا والفظيعة في مثل هذا الشهر الفضيل وخصوصا وقت صلاة التراويح؟ الا يعلم كل منا إذا كان هذا الشاب المزعج خارج المسجد هو ابنه ام لا؟! فهو لم يأت الينا من قرية مجاورة او من عالم اخر! انهم فقط ابناؤنا! اما إذا كنا نعلم ولا نريد ان يوقف كل منا ابنه عن هذه الاعمال المخزية، فهنا تكمن الطامة الكبرى ويكون مصير مجتمعنا استمرارا لمسيرتنا نحو الهاوية، والعياذ بالله.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز، وهو اصدق القائلين: ﴿وَلْتَكُنْ مِنكم أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الخَيْرِ ويَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾. ان المقصود من هذه الآية الكريمة ان ننهى ابناءنا عن القيام بهذه الفواحش، فبدلا من تجاهل هذه الاعمال التي يقوم بها ابناؤنا، يتوجب علينا امام الله ورسوله ان لا نسمح لهم الاستمرار بهذا النهج الخاطئ. والباقي عندكم.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com