الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 04:02

هل العنف متجذر في تربيتنا؟

بقلم: د. صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 09/04/22 17:06,  حُتلن: 21:23

نعم هناك خطأ كبير يكمن في تربيتنا لأولادنا، فنحن كأهل نشجع العنف من حيث لا ندري. فمثلا معظم الاهالي يستعملون المصطلحات التالية بالحديث مع أبنائهم والتي تشجع على العنف دون ان يقصدوا ذلك، فيوصوا أبنائهم كالتالي: " كن ذئبا حتى لا تأكلك الذئاب" و"وكن رجلا حتى تهابك الرجال " ...."واللي حيطو واطي كل الناس بتنطو" ..... "وهذا ابن فلان لا تخليه يرفع رأسه عليك ومن اسا وطيلو راسو" ....."واضبعو من اسا، يعني اضربه" .... "خذ حقك بيدك" ......"ان الضعفاء هم من يركزون على التسامح في تعاملاتهم، وأن الرجل هو الذي يأخذ حقه بيده ولا ينتظر الآخرين يقومون بذلك نيابة عنه"، وكذلك تطلب الأم من ابنها ضرب من يضربه في الروضة بالضرب المماثل وهذه المصطلحات التحريضية أو الامثال أو الكلمات تغرس العنف في نفوس اولادنا منذ الصغر.

هذا معناه ان تربيتنا في بيوتنا هي من مسببات العنف الرئيسي. إذن، عندما تكون هذه التربية منتشرة في مجتمعنا ماذا تتوقعون؟ ناهيك عن ثقافة اقصاء الاخرين والتعصب العائلي أو الطائفي والكراهية التي يكمن داخلها عنف كبير وارتفاع نسبة تعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية بين الشباب مع تزايد حمل الأسلحة النارية غير المرخصة والمفرقعات التي أصبحت تستعمل في الشجارات العائلية والسلاح الابيض بين الشباب وكأنه اداة إثبات للقوة.. فهناك الكثير منهم من يحتفظون في سياراتهم بالعصي والسكاكين وكذلك هنالك الفكر السائد و المتغلغل عميقا في عقولنا أن الرجل العنيف هو الرجل الذي تهابه الناس. ففي مثل هذه الاجواء لا نتوقع إلا مزيدا من العنف.

وأخيرا وليس آخرا، حتى نعالج العنف المتجذر عميقا في تربيتنا علينا تغيير الكثير من الافكار السائدة والمتبعة في تربيتنا وهذا ليس بالأمر الهين.

ان خطورة انتشار هذه الثقافة بين أفراد المجتمع وخاصة بين الشباب تستدعي مواجهتها عبر برامج ثقافية وتربوية متنوعة سواء بالتوعية وهي الحد الادنى في المواجهة او اعادة تأهيل من يتسمون بالعنف او معاقبة صارمة لمن لا يتحكم بانفعالاته، مع ضرورة بناء أدبيات تربوية متسامحة متكاتفة في البيت والمدارس تؤسس للتعايش المشترك بين شرائح المجتمع المختلفة وقبول الاخر واحترامه، وإلغاء الآراء المسبقة عن الآخرين ونشر ثقافة التسامح كوقاية بعيدة المدى.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com
 

مقالات متعلقة

.