في ذكرى يوم الأرض الـ46 ، أصدر مركز مساواة تقريرًا شمل قضايا مركزية يعاني منها المجتمع العربي، مثل مجال الآرض والتخطيط والإسكان.
تحديات امتلاك الأراضي
وجاء في بيان مساواة ما يلي:"تبلغ مساحة الأراضي التي يمتلكها المواطنون العرب نحو 860 ألف دونم، أي نحو 3% من مجمل مساحة أراضي الدولة، وذلك بعد سلسلة من المصادرات وسلب الأراضي التابعة للمواطنين العرب وتجريدهم من ملكيّتهم لها. ونتجت عن ذلك ضائقة سكنية واكتظاظ سكّاني كبير (0.87 إنسان لكل غرفة في الدولة عامة، مقابل 1.42 إنسان لكلّ غرفة في البلدات العربية). وما زاد المشكلة تعقيدًا هو عدم إقرار الخرائط الهيكيّلة التي تمكّن من توفير مساحات إضافيّة للمجتمع العربي، ويعود سبب ذلك إلى مماطلة هيئات التخطيط في التصديق على هذه الخرائط.
ثمّة إهمال بارز ومتعمّد من جانب مديريّة أراضي إسرائيل ووزارة الإسكان في كلّ ما يتعلّق ببناء أحياء عربية جديدة وتوفير وحدات سكنية إضافية، فرغم اعتراف الحكومة بضرورة إضافة 10 آلاف وحدة سكنية، سنويًا، كحدّ أدنى في البلدات العربية، بين السنوات 2004- 2000، إلا أنّ هذه الخطّة لم تخرج إلى حيّز التنفيذ. ونتج عن هذا الوضع وجود نحو 40 ألف بيت غير مرخّص في المجتمع العربي، بسبب الضائقة السكنية الخانقة التي يعاني منها. يُشار هنا إلى أنّ البناء غير المرخّص في المجتمع العربي يتميّز بكونه مباني سكنية، بينما في المجتمع اليهودي هناك ما لا يقلّ عن 84 ألف وحدة بناء غير مرخّص، وتتميّز في معظمها بكونها وحدات تجارية أو إضافات غير قانونية لوحدات سكنيّة قائمة.
إن مشكلة البناء والسكن هي المشكلة الأشد حدةً في القرى غير المعترف بها في النقب (يوجد في هذه القرى نحو 100 الف مواطن وهم يقطنون في 30 قرية غير معترف بها) وفي المدن المختلطة التي تعاني من ظروف معيشية صعبة وتنقصها الخدمات الأساسية للحياة. في هذه المواقع، تقوم الحكومة بهدم البيوت يوميًّا، وبإصدار مئات أوامر الهدم، بدلاً من توفير حلول مناسبة تلائم احتياجات هؤلاء السكّان.
لم تقم الدولة، منذ عام 1948، ببناء أيّ تجمّع سكاني عربي. في المقابل، قامت ببناء أكثر من 620 بلدة يهوديّة. وتحاول حكومة إسرائيل جاهدةً تهويد مناطق عربية، من بينها النقب والجليل (52% فيه هم من العرب)، من خلال مخطّطات تهويد تتبنّاها الحكومة، مثل المخطّطات التي تهدف إلى توسيع المجمّعات اليهودية في كلّ من الجليل والنقب.".
نبذة عن يوم الأرض عام 1976
وزاد البيان:"قامت الحكومات الاسرائيلية منذ عام 1948 بمصادرة غالبية أراضي الشعب الفلسطيني مستخدمة مجموعة من القوانين. وقامت عام 1975 بالاعلان عن 21 الف دونم كمنطقة عسكرية مغلقة بهدف مصادرتها. هبت الجماهير العربية لمواجهة هذا القرار بدعوة من لجنة الدفاع عن الآراضي. وخلال مواجهات افتعتلها الحكومة الاسرائيلية قتل ستة مواطنين واصيب المئات واعتقلت السلطات المئات. أفشلت الجماهير العربية عملية المصادرة وقامت وزارة الامن بالغاء امر الاغلاق العسكري بسنوات التسعين.
الاعتراف بقرى "الاربعين":
قادت لجنة الاربعين النضال لتحصيل الاعتراف بقرى الاربعين غير المعترف فيها في الجليل والمثلث. ونجحت عام 1996 بتحصيل الاعتراف في غالبية القرى غير المعترف فيها في الجليل. ورغم محاولات تحصيل الاعتراف في النقب الا ان الحكومة الاسرائيلية رفضت منح الاعتراف.
تقييد على الحق في السكن:
تواصل الحكومة الاسرائيلية نشاطها لتعميق التمييز في سكن العرب بمناطق مختلفة يتم تطويرها لليهود فقط. حيث اعلنت الحكومة خلال السنة المنصرمة عن نيتها إقامة 8 بلدات لليهود في منطقة النقب ولم تنفذ قرارات سابقة للاعتراف بقرى غير معترف فيها. هدمت "سلطة تطوير النقب" سنويا حوالي 3000 مبنى بمنطقة النقب خلال السنة الاخيرة.
النقب
الاعتراف في الملكية التاريخية على أرض عرب النقب
يتركز المطلب في الاعتراف بملكية عرب النقب بملكيتهم على أراضيهم حسب الوثائق المتوفرة لديهم. ولا تتجاوز نسبة الاراضي المطلوب الاعتراف فيها ال 3% من أرض النقب. تخصص الحكومة الاسرائيلية الاراضي للعائلات اليهودية لإقامة "مزارع عائلية" ومشاريع سياحية عدة تخصيص الاراضي المصادرة لاقامة بلدات لليهود.
التشجير وحراثة الأرض
تقوم الحكومة بتشجير أراضي متنازع عليها لمنع استخدامها من قبل عرب النقب وتقوم بحراثة الأراضي المزروعة من قبل أصحابها على الرغم من انها قامت بمنح عشرات البلدات والعائلات اليهودية ملايين الدونمات للزراعة وتمنحهم مساعدات مالية لدعم الانتاج الزراعي.
الاعتراف في الحق في السكن بالقرى غير المعترف فيها:
نطالب بالاعتراف بحق عرب النقب في السكن بقراهم غير المعترف فيها وعدم مواصلة عمليات النقل القسري التي حدثت بقسم من البلدات مثل ام الحيران عدد من المرات.
تركيز العرب البدو بمناطق سكنية مدنية:
على الرغم من تعدد أشكال السكن التي حصلت عليها المجموعات السكانية اليهودية في النقب (كيبوتسات، موشابيم، قرى، مدن ومزارع عائلية) ترفض السلطات بحق عرب النقب باختيار شكل البلد المعنيين فيها. وتفرض عليهم نموذج واحد من القرى والمدن التقليدية دون منحهم الحق باقامة المناطق الزراعية وتربية المواشي والمناطق الصناعية التي تخدم تطورهم الحضري.
المدن التاريخية والمختلطة:
تحولت المدن التاريخي والمختلطة لاحد أشكال السكن المفضلة للهجرة اليها من قبل سكان الجليل والمثلث والنقب باعقاب الازمات السكنية والتنموية بالبلدات الاصلية. لم تقم البلديات والوزارات الحكومية ببناء أحياء عربية جديدة بهذه المدن على الرغم من الهجرة المتزايدة اليها في السنوات الاخيرة. وعلى العكس فبعض البلديات مثل اللد وعكا تحريض على عرب هذه المدن وتلاحق حقهم في السكن والخدمات.
التخطيط:
لقد حصل تحسن نسبي في عمليات التخطيط في السنوات الاخيرة ولكنه لم يؤدي الى تحسين حقيقي بقضية السكن في البلدات العربية. فغالبية طواقم التخطيط التي تم تعيينها تدار من قبل طواقم تخطيط يهودية تتجاهل الحاجات الاجتماعية والثقافية والتنموية واللغوية لاهل البلدات العربية.
يعمل مركز مساواة على تذويت الهوية والروابط التاريخية حيث نظم في ذكرى احياء يوم الارض فعاليات في قرية العراقيب وسعوة في النقب بالتعاون مع لجنة العراقيب المحلية و جمعية تشرين ومسرح اليمامة حيث انطلقت صباح يوم السبت 26.3.2022 ثلاثة حافلات من الجليل(عرابة وحيفا وجسر الزرقاء) والمثلث (الطيبة) للمشاركة بفعاليات يوم الارض في النقب.
الوجهة الاولى كانت قرية العراقيب حيث خرجت مسيرة نحو مدخل القرية لتبدأ فعالية زراعة الورود بمشاركة مجموعة من الشباب والشابات من غالبية المدن والقرى العربية ثم عقدت جلسة حوارية حول تاريخ القرية منذ الهدم الأول عام 2010 حتى يومنا حيث شارك سعيد وعزيز الطوري سكان القرية ومن مجموعة شباب مساواة عن المصاعب التي واجهوها سكان القرية إضافة لمحاولات تهجيرهم وابعادهم إضافة لان سكان القرية قرروا البقاء فيها والصمود جيلا بعد جيل .
الوجهة الثانية كانت نحو قرية سعوة التي تضمنت مهرجان كبير ليوم الارض حيث بدا شبيبة وطاقم مركز مساواة وسكان النقب في زراعة أشجار الزيتون كرمز للصمود والبقاء على الأرض إضافة لرفض عمليات التشجير التي تنفذها الحكومة الإسرائيلية للسيطرة على أراضي النقب .
وتوجهت مجموعة أخرى من مركز مساواة الى قرية مصمص في المثلث للمشاركة في فعاليات احياء يوم الأرض للتأكيد على أهمية هذه الذكرى .
وشارك المركز يوم الجمعة الماضي 25.3.2022 في معرض صور توثق يوم الأرض في قرية اعبلين بمشاركة فنانين محليين وعالميين منهم عبد عابدي الذي صمم مجسم يعبر عن حدث يوم الأرض ، والقى مدير مركز مساواة جعفر فرح كلمة امام للمشاركين حول عن تحديات يوم الأرض والقضايا الملحة لمجتمعنا العربي المستمرة منذ ذلك الوقت مثل قضايا الإسكان ، والأرض.
اهتم مركز مساواة بإحياء ذكرى يوم الأرض الخالد من الشمال حتى الجنوب جيث أقيمت فعالية في قرية اعبلين في الجليل ، وقرية مصمص في المثلث ، والعراقيب وسعوة في النقب للتأكيد على وحدوية القضايا والمعاناة التي يعيشها مجتمعنا العربي . "، الى هنا نصّ البيان.