تحل ذكرى يوم الأرض الـ46 في ظل هجمة سلطوية شرسة على البشر والحجر والشجر في النقب، حيث يعتبر الأهالي أن كل يوم هو يوم أرض كون منطقة الجنوب تتعرض لعمليات هدم شبه يومية وتجريف أراضٍ وإبادة محاصيل ومحاربة مصادر الرزق من المواشي وحتى الإبل التي لا يتم الاعتراف بها كحيوان زراعي!
ويقول المركز الميداني للمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، معيقل الهواشلة، في حديث لمراسل "كل العرب"، إنه في النقب كل يوم بالنسبة للأهالي هو يوم أرض ويضيف قائلا: "السلطات الإسرائيلية مستمرة في هجمتها الشرسة على أرض النقب ونقول بشكل واضح وصريح بأن هذه الهجمة لا تزيدنا إلا عزما وإصرارا بالثبات على أرضنا. يوم الأرض الخالد نزرع فيه أشجار الزيتون ونقول للسلطات نحن هنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون".
أما محمد أبو قويدر، عضو اللجنة المحلية لقرية الزرنوق، فيقول إنّ يوم الأرض يأتي "في ظل مصادرة الأراضي وحرث المحاصيل الزراعية وسياسة هدم البيوت في القرى غير المعترف بها، وفي قرية الزرنوق لوحدها تمّ هدم عشرة منازل في الفترة الأخيرة، نتيجة سياسة اضطهاد ظالمة هدفها هدم الإنسان قبل هدم البيت".
وقد تمّ العام الماضي هدم 3004 منازل – كما كشف موقع "كل العرب" – وذلك بزيادة مئات المنازل عن العام الأسبق، حيث تمارس السلطات الإسرائيلية ضغوطات هائلة على أصحاب الأرض من العرب-البدو ليهدموا بيوتهم بأنفسهم، إلى جانب التضييق اليومي الذي تقوم بها أذرع السلطات المختلفة، بضغط وتحريض دموي من اليمين العنصري المتطرف بذريعة إنفاذ القانون.
الناشط حسين الرفايعة، رئيس اللجنة المحلية لقرية بير الحمام، يقول إن "يوم الأرض هو يوم عزيز على قلوبنا جميعا، واعتقد أنه يجب تغيير الوضع كما كان في السابق من مهرجانات وغيره، وتثقيف شبابنا على حب الأرض من خلال الفعاليات وندوات سياسية، ونستغل مثل هذا اليوم لتوجيه شبابنا على طرق النضال السليمة، فنحن اليوم نعاني من هدم البيوت وكذلك نعاني أيضا من شواذ لدى شبابنا في المجتمع".
وكانت فعاليات ذكرى يوم الأرض بدأت السبت الماضي، وتضمنت زرع أشتال الزيتون في أراضي العراقيب وخربة الوطن غير المعترف بهما وقرية سعوة، وشملت ترميم مقبرة عشيرة العقبي المهجرة في العراقيب أيضا، فيما أكد ناشطون أنّ المعركة على الأرض لا زالت هي خط المواجهة الساخن مقابل العقلية الاستعمارية للسلطات الساعية للاستيلاء على الأرض وتهويدها ومحاصرة أهلها، وبناء بلدات ومستوطنات يهودية جديدة في النقب، ضمن مشروع التهويد والاقتلاع والمصادرة.