في محاضرة قيّمة، تكاد أن تكون "وثيقة تاريخيّة"، ألقاها "إلان بابيه"، اليهودي التقدّمي، الذي دأب على انتقاد اسرائيل واحتلالها وسياساتها العنيفة والعنصرية ضد الشعب الفلسطيني. مثله في ذلك مثل ميكو بيليد، ابن الجنرال رجل السلام ماتياس بيليد، ومثل البروفيسور نورمان فنكلشتاين ومثل نعّوم تشومسكي.
يقول إيلان بابيه عن الموجات الأخيرة من "المستعمرين الصهاينة" الذين وصلوا من أوروبا إلى ميناء حيفا هربا من الملاحقات في أوروبا..... "لقد وصلوا إلى ميناء حيفا فقراء لا يملكون إلا القليل من المال في جيوبهم. .....
يقول د. ناصر اللحام، رئيس تحربر وكالة معا بالمقام والصدد: " أن اليهود الذين وصلوا إلى بلادنا هربا من النازية كانوا حفاة عراة جوعى وجربانين"(مصابين بمرض الجرب).
يقول إلان بابية ويتفّق معه في الرأي ناصر اللحام أن الفلسطينيين الطيبين ابناء البلاد الأصليين "احتضنوا" هؤلاء الجوعى الذين لا يلوون على شيء، أسكنوهم معهم في بيوتهم، وأطعموهم وأسقوهم وألبسوهم وعلاوة على ذلك علّموهم الزراعة ورعي المواشي، لان هؤلاء القادمون من روسيا ومن أوروبا الشرقية كان محظورا عليهم هناك العمل بالزراعة.
ويقول بابيه أنّهم كانوا يقضون يومهم في العمل، أمّا في اللبل، فكانوا يكتبون، يكتبون على ضوء الشمعة أو ضوء السراج، لكن كانوا يُدوّنون كلّ شيء، يكتبون ويكتبون ويكتبون، وهذا جيد لأنهم كتبوا الكثير، وتركوا وراءهم "وثائق" كثيرة!!! أوراق مكتوبة،.
كانوا يكتبون عن كل شيء، عن العمل في الزراعة ورعي المواشي، وعن "هجوم" الناموس عليهم ليلا نهارا، وعن علاقاتهم الاجتماعية، يقول أن الرجال لم يكونوا يُحبون النسا، لكن يحبّون الرجال.... بالمناسبة يقال أن تيودور هيرتزل أبو الصهيونية كان "مثليّا". ..... وكان من أهم ما يكتبونه أنُهم ليسوا سعداء في فلسطين وأنهم يشعرون "بخيبة أمل كبيرة" كون البلاد الجديدة "مليئة بالغرباء؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!، ومن هم الغرباء يا سادة يا كرام؟؟؟؟؟؟ انهم بالنسبة لهم هم مُضيّفوهم من الفلسطينيين الطيّبين الذين أطعموهم وآووهم!!!!!!
وهذا يُدلّل ومن أوّل لحظة على العقلية الاستعمارية العنصرية لهؤلاء المستوطنين، فهم كالحية التي تضعها في عبّك وما أن تشعر بالدفء حتى تلسعك!!!!!!!!! عقلية احتلالية احلالية من اللحظات الأولى.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com