دائما نوجه ونرشد اولادنا الابتعاد عن رفاق السوء بسبب تأثيرهم السلبي على سلوكياتهم، ولكن للأسف نحن الاهل ادخلنا الى بيوتنا اسوأ رفاق سوء لاولادنا من حيث لا ندري , واولادنا يصطحبونهم ليل نهار وينامون ويستيقظون معهم , انهم اخطر رفاق سوء على مر التاريخ الإنساني وتأثيرهم على أولادنا لا يتصوره عقل هذه الأيام , أنهم أجهزة البلفونات والانترنت ووسائل التواصل الاجتماعية المختلفة التي لا يجيد أولادنا استعمالها، فهذه التقنيات والتكنولوجيا ليست هي المشكلة , بل المشكلة باستعمالها الخاطىء , فهي التقنيات مفيدة وإيجابية اذا أحسن استعمالها، ولكنها خطيرة عند سوء استعمالها , للاسف بواسطة هذه الأجهزة تنشر افلام تيك توك ,ومواد ومعلومات خطيرة جدا على اولادنا وشبابنا ,حيث تعتبر من أخطر ما يكون، وتتصف بقلة الحياء وفارغه من كل مضمون ومعنى وتشكل قدوة سيئة لاجيالنا , هدفها تلويث وتخريب عقول وثقافة اولادنا وتجميد تفكيرهم وابعادهم عن عقيدتهم و موروثهم الحضاري وعاداتهم وتقاليدهم , انطلاقا من المقولة التي تقول، ان تدمير امه اليوم لا يحتاج الى قنابل نووية وصواريخ , ولكن يحتاج الى تخفيض نوعية التعليم والتربية لكي يتفشى الجهل في عقول الأبناء، فانهيار التعليم والتربية والقيم يساوي انهيار امه
ويتوجب على الأهالي مراقبة ما يشاهده أولادهم حتى نقلل من خطر تأثير هذه الأفلام الساقطة
الدراسات والأبحاث تشير الى ان مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعية ، هي التي تسيطر على عقول الأطفال سلباً واجابا حتى الوصول بهم إلى حد الإدمان
ومن خطورة الانترنت على الأطفال أنها تساعد على انفصالهم العاطفي عن الأسرة بل وتضعف روابط التواصل بين أبناء الاسرة الواحدة ، فتجعلهم يميلون إلى الانعزال وقلة الحديث مع الآخرين , فضلاً عن نمو الروح العدوانية لديهم إثر الألعاب العدوانية الشرسة ومشاهدة الأفلام الدموية التي تحرض على العنف ومشاهدة افلام جنسية ،كذلك تشير الأبحاث ان الأبناء لا يشعرون بحزن ولا يتأثرون أو يتألمون بمرض احد أفراد العائلة , وهذا يطور عندهم عدم الإحساس مع الغير , أي عدم الشعور بألم الغير
وحسب الأبحاث فان مشاهدة الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعية تؤثر سلبا على أعصابهم وتقلل من تركيزهم بما ينعكس على دراستهم وانحدار مستواهم التعليمي والتربوي أيضاً , وتأثيرها على الدماغ سلبي جدا إذ تعرقل عملية التعلم وتضعف القدرة على التذكر وفهم واستيعاب الاطفال الذهنية في العمليات الحسابية ويخفض من تحصيلهم العلمي
وقد يكون من أسباب انحراف الأبناء التفكك الأسرى وانهيار المستوى الأخلاقي وسوء التفاهم بين الأبوين ولا يتيسر للطفل تزويده بقواعد المشاركة الاجتماعية، لذا يجد الولد نفسه حرا لأن يصطنع لنفسه ما شاء من معايير وصحبة رفقاء السوء، حيث يسود بين أعضائها السلوك الإجرامي
فإذا لم يتلق الأولاد الرعاية الكافية فسوف يصبحون في المستقبل أشخاصا غير أسوياء، ومن أجل وقاية الأبناء من السلوكيات السلبية هم بحاجة ماسة إلى من يساعدهم في إرشادهم وتخطيط مستقبلهم ، وعلى الوالدين توفير الظروف المناسبة لخلق طفولة سوية وتحصين الأطفال من الانزلاق والجنوح والانحراف السلوكي حفاظا عليهم من كل انحراف وهذا الضمان لحماية المجتمع من كل شر وفساد