توالت الحروبات المتتالية وعشنا مراحلها منذ العام ١٩٦٧ الخامس من حزيران واحتلال إسرائيل لمناطق الضفة والقطاع وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان السورية، وما كان قبلها عام ١٩٥٦ من العدوان الثلاثي على مصر وما كان من حروبات لم نراها ،بل تعلمنا عنها عبر مناهج التاريخ والجغرافيا ، فبعد عام ١٩٦٧ بدأت الحرب الباردة بين عامي ١٩٦٨ و١٩٦٩ التي تواصلت بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية واللبنانية،فكان مسلسل الحرب واردا على جدول أعمال اسرائيل في الأعتداء والتوسع أينما سنح لها أن تضرب في الأستعمار والتوسع إلى أن أستمر هذا الوضع إلى عام ١٩٧٣ حرب العاشر من رمضان ، أو حرب الغفران بتسمية أولاد عمومتنا..!
في هذا التاريخ لأول مرة تتغير روح الحرب بمبادرة عربية مصرية وسورية حيث تم شن الحرب على إسرائيل من جبهتين المصرية من الجنوب والسورية من الشمال وكانت النتائج أن تفوقت مصر وسوريا بعنصر المفاجئة وانتصروا على الجيش الإسرائيلي خلال الاسبوعين الأولين ،في حين تغيرت المعادلة على الجبهة السورية الشمالية بعد أن توقفت الحرب من قبل مصر بقرار من الرئيس السادات والتدخل الأمريكي المباشر ،حيث تم أقامة الخيمة في سيناء في الكيلو متر ١٠١ والمفاوضات بين مصر وإسرائيل في زمن السادات وكان الهدف تخطيط أمريكي أسرائيلي أوروبي مع حلف الأطلسي الموجود اليوم بنفس السياسة والنهج ضد كل ماهو شرقي أو غربي عربي وسلم او تحييد اكبر دولة عربيه عن العالم
العربي الا وهي مصر..
القضية الفلسطينية التي عشنا مسلسلها الدرامي وعلى مدار سنوات، ومنذ العام ١٩٤٨ وحتى اليوم لم يكن أي بوادر حل لهذه الدولة التي سلبت أصحابها وأهلها حق العيش بكرامة من وطنها، بعدما هجر أهلها وتم طردهم الى البلدان العربية المجاورة ،ناهيك عن المجازر بحق المواطنين في فلسطين آنذاك وبأعتراف باحثين اسرائيلين شرقيين، وطبعا بتاريخ مفصل في كتب صدرت من كتاب فلسطينيين، وأصدارات الموسوعة الفلسطينية..
لم تتوقف تلك الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين إلى أن هاجمت إسرائيل لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية عام ١٩٨٢ تحت اسم حرب (سلامة الجليل)
وبهذه الحرب استطاع أريك شارون وزير الدفاع الإسرائيلي الوصول إلى بيروت وكانت تحترق وعالمنا العربي يتفرج عليها،طبعا لم تتكلل نجاحات إسرائيل هناك بعد أن شعرت بعنف المقاومة الفلسطينية واللبنانية معا وتم إخراج الجيش الإسرائيلي من لبنان بشرط أن تخرج منظمة التحرير إلى تونس ومن هناك إلى مقرها الجديد غزه، وهنا كان الضياع بكل الاتفاقيات على مدار سنوات منذ سنة ١٩٩١وحنى يومنا هذا ودون أنجاز لقيام دولة فلسطين..!
المذنب بحق الشعب الفلسطيني ليست إسرائيل وحدها ،لا بل أمريكا وحلف الناتو الذين شاركوا في تدمير وقتل الأطفال في كل من فلسطين والعراق واليمن وسوريا وليبيا، لقد قامت دولا جديدة وأعلنوا عن أستقلالها وفلسطين لم تنجح في تسمية الأستقلال إلى يومنا هذا والسبل واضحة،الأ وهي ميول أمريكا والغرب إلى جانب إسرائيل وإهمال الشعب الفلسطيني من منطلق العرق والجذر والكراهية والعداء الذي لم يفهمه حتى يومنا هذا أي زعيم او ملك او رئيس وأمير عربي حتى يغير نهج المسار والاذلال المستمر لأمريكا والحلفاء..
أذا لماذا تعتبون على روسيا في حربها على اوكرانيا؟؟، حيث لا نرغب بأي حرب ولكن المفهوم السياسي الصحيح في هذا الزمن أن للقوي القرار في تغيير التاريخ والمعاملة القاسية نحو العالم،فكما زرعت أمريكا وحلف الناتو الحقد والكراهية بين الاوكرانيين والروس أبناء الشعب الواحد ومنذ الاتحاد السوفياتي، اليوم تلقوا الرد المتوقع من الروس، فلو كانوا عادلين في الحلول العالمية وتحديدا في القضية الفلسطينية، لما حدث هذا الصراع وكانت الصورة تختلف أطلاقا ،وما يحدث اليوم يفسر الأحداث الكثيرة من الكراهية من أمريكا والحلفاء لأبناء الجلدة السمراء من العرب والمسلمين في هذا العالم، عنصرية وتمييز لا مثيل لها اطلاقا.. !!
ومن هنا أتوجه إلى أعضاء حلف الناتو وأمريكا أن تتوقف عن بث ديمقراطيتها المزيفة في هذا العالم، لروسيا الحق في الدفاع عن حدودها الاستراتيجية تماما كما أنتم أيها الأمريكان حينما فعلتم بعد ما دمرتم دول عربية وإسلامية عن بكرة أبيها دون تبرير وعانى منكم الشعب الفلسطيني الأمرين ..
ان هذه العرب العالمية الثالثة الباردة لهي حرب الفصل القادم بعد أن تتم السيطرة على أوكرانيا وما يتأتى لاحقا ومستقبلا على أتساع رقعة الخلافات أن لم تهدأ أمريكا والحلفاء في التوقف عن الخداع والكذب الحاصل على مدار سنوات من تاريخ تضليل وحصار عازل لكل الأمم التي تريد العيش بكرامة بعد ما داست أمريكا والناتو على كرامتها..
(أنها حرب عالمية باردة في أنتظار القادم مستقبلا..)
اللهم أني قد نبهت وأن كنت على خطأ فيقوموني..
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com