اعتبرت مصادر اعلامية اوروبية، أن رفض 35 دولة دعم القرار المناهض لروسيا في الأمم المتحدة علامة مقلقة بالنسبة للولايات المتحدة.
وفي مقال كتبه الخبير في القضايا الدولية تيد كاربنتر، "وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدين الغزو الروسي لأوكرانيا ويطالب بالانسحاب الفوري للقوات العسكرية الروسية. وكانت إدارة بايدن راضية عن النتيجة.. ظاهريا كان لدى المسؤولين الأمريكيين سبب للرضا لأن التصويت كان لصالحهم بأغلبية ساحقة. وصوتت 141 دولة لصالح القرار، بينما صوتت خمس دول فقط ضده.
ومع ذلك، يكشف التصويت عن بعض النتائج المثيرة للاهتمام والمقلقة لهدف واشنطن المتمثل في تشكيل تحالف عالمي منيع لإلحاق الألم المالي والسياسي بالحكومة الروسية بسبب عدوانها على أوكرانيا، وهو العدد الكبير من الممتنعين عن التصويت. إذ رفضت 35 دولة استرضاء الولايات المتحدة، واختارت بدلا من ذلك الامتناع عن التصويت".
وتابع ، بالنظر إلى العلاقات المتنامية بين موسكو وبكين، سيكون من غير الواقعي أن يتوقع القادة الأمريكيون أن تدعم الصين أي إجراءات عقابية واقعية ضد روسيا".
وأضاف الكاتب، لقد دفعت سياسة واشنطن العدائية العلنية لروسيا والصين إلى شراكة استراتيجية وثيقة.
وخلص المؤلف إلى أن بكين قادرة حتى على مساعدة موسكو في تخفيف تأثير أي عقوبات يفرضه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
من جانب آخر، وبحسب الصحيفة، "لم تكن بعض الأسماء المدرجة في قائمة الممتنعين عن التصويت مفاجئة. كدول آسيا الوسطى مثل كازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان وأرمينيا. وكوبا (عميل قديم لروسيا من الحقبة السوفيتية)، كما تسعى الأنظمة اليسارية الأحدث في أمريكا اللاتينية في نيكاراغوا وبوليفيا والسلفادور للحصول على الدعم المالي والسياسي من روسيا. كما اختارت تركمانستان وأوزبكستان وفنزويلا عدم التصويت.. عدم الإدلاء بأصواتهم على الإطلاق وهو ما يعادل فعليا الامتناع عن التصويت".
إلا أن الدول الأخرى المدرجة في القائمة كانت أكثر إثارة للدهشة، إذ كان هناك العديد من الدول من الشرق الأوسط الكبير، وأبرزها الجزائر، وأكبر صدمة على الإطلاق، العراق، بالنظر إلى اعتماد بغداد العسكري والاقتصادي الواسع على الولايات المتحدة، إذ كان من الممكن أن يعتقد المرء أن تصويت العراق كان سيظهر بقوة في خانة الإيجابيات.
كما كانت المفاجأة الكبيرة الأخرى هي الكتلة الكبيرة من الأعضاء الأفارقة الذين امتنعوا عن التصويت.
ولفت الكاتب إلى أن الأمر الأكثر إثارة للقلق أيضا بالنسبة للولايات المتحدة، كان عندما رفضت الدول الرئيسية في جنوب آسيا وشرق آسيا وخاصة الهند والصين التصويت لصالح القرار. أصبح مدى استياء واشنطن واضحا عندما انتقد بايدن شخصيا كلا البلدين لقرارهما.
لم تحافظ الهند على حيادها فحسب، بل جلبت أيضا سريلانكا وبنغلاديش معها. علاوة على ذلك، انضمت باكستان إلى صفوف الدول التي امتنعت عن التصويت. ورفضت فيتنام ومنغوليا دعم القرار. ورأت واشنطن تصويت فيتنام مخيبا للآمال بشكل خاص، حيث كانت واشنطن تتودد بنشاط إلى هانوي كشريك اقتصادي وأمني لسنوات.