تباينت آراء المواطنين العرب الذين شاركوا في المؤتمر القطري لمكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي، الذي عُقد في القصر الثقافي بمدينة رهط في النقب، الثلاثاء.
وعبر عدد من المواطنين عن استهجانهم لعدم مشاركة ضباط كبار في الشرطة في المؤتمر، علما أن مصدرا موثوقا أكد لمراسل "كل العرب" دعوة قائد شرطة لواء الجنوب اللواء عمار بيرتس، ونائبه للمشاركة في المؤتمر. مصدر في وزارة الأمن الداخلي أكد في حديث لمراسلنا أنّه كانت هناك نية لمشاركة اللواء المتقاعد جمال حكروش، ولكن القضية التي أثيرت حوله واستقالته من سلك الشرطة منع تواجده.
كان هذا المؤتمر الأول الذي قام عليه مدير سلطة حماية الجمهور في مدينة رهط، وحيد الصانع، ويبدو أن المدير الجديد الذي تم تعيينه مؤخرا في منصبه – والمعروف لنا بإدارته لهبوعيل رهط – جاء مع نشاط فائق لتغيير الأوضاع الراهنة. والحقيقة هي أن وزير الأمن الداخلي عومر بار-ليف أمر بأن يتم تنظيم مؤتمرين مشابهين في المثلث والجليل، وذلك أيضا لسماع آراء الخبراء والمختصين، وعلى رأسهم المواطنين.
نائب وزير الأمن الداخلي والمسؤول عن ملف العنف في المجتمع العربي من قبل الحكومة، يوآف سيجالوفيتش، قال في رده على تساؤولا مراسل "كل العرب" فيما إذا كان يؤمن بمثل هذه المؤتمرات حيث قال إنّه "يؤمن بالناس" وإنه يلتقى مع عدد من القياديين والشيوخ والوجهاء أثناء المؤتمر، والذين يتم الاجتماع بهم بصورة دورية وحتى أسبوعية ضمن "مسار آمن" المسؤول عنه، وأكد أهمية هذا المؤتمر
مداخلات غاضبة
أثناء خطاب وزير الأمن الداخلي تم سماع عدد من المداخلات الغاضبة من قبل الجمهور، بينها الناشط السياسي حسين العبرة الذي تساءل عن التمييز في عمل الشرطة التي تلقي القبض على القتلة من المجتمع اليهودي خلال ساعات بدون الحاجة إلى استخبارات، في حين لا تستطيع فك رموز الجريمة غالبا في المجتمع العربي.
وأشار المحامي مهران الهزيّل إلى أنّ "القوانين التي تصدر عن هذه الحكومة تمس بصورة واضحة بحقوق الإنسان، من بينها قضية التفتيش الجسدي".
طلال سليمان القريناوي، الناشط الاجتماعي، تحدث بحرارة خلال حلقة نقاش حول قضية الجريمة قائلا إنّ "الشرطة حين تصادر السيارات وأموال الناس العاديين فأنها تتعامل بعنف مع المواطنين". وفي حديث لمراسل "كل العرب" قال إنّه لا يؤمن بالمؤتمرات بل بالعمل على أرض الواقع، وأضاف أنه "كنت أمام مسرحية اليوم".
معظم مشاكل النقب – بسبب الانتخابات
عُلا نجمي-يوسف، مديرة مشروع مجتمع آمن في مبادرات إبراهيم، أشارت إلى أهمية هذه المؤتمرات خاصة أنها عقدت في النقب، الذي انسلخ عن منطقة الشمال. وتابعت قائلة: "وجود الأشخاص من كافة المجالات، من قيادة دينية وعشائرية وسياسية، هو مقولة أنه يجب وضع هذه القضية على طاولة الجميع".
الشيخ عقل الأطرش أكد وسط تصفيق حاد من الجمهور إلى أنّ "غالبية المشاكل في المجتمع البدوي بدأت بسبب الانتخابات إن كان ذلك للسلطات المحلية أو الكنيست، ولم يتم طرح هذا الصراع الدموي على أرض الواقع". وأشار رجل الإصلاح في حديث لمراسل "كل العرب" إلى أنّه "لا أعول على هذه المؤتمرات كثيرا حيث تمتاز بالخطابات المتشابهة، ولكن في الواقع يتطلب منا نحن أبناء المجتمع أن نأخذ على عاتقنا مسؤولية من كبار وصغار".
خطابات وكلمات كثيرة سمعناها في المؤتمر. وعود بمليارات وخطط جديدة. سيغالوفيتش قال في تصريح لـ"كل العرب": "من الناحية العملية، فإن خطط الحكومة طويلة الأمد، 550 التي تحدثنا عنها اليوم 550 و-549، بالإضافة إلى الخطط للبدو التي سيتم الموافقة عليها الأسبوع المقبل، هي خطط بنى تحتية ستضيف أبعادًا للحصانة الاجتماعية، والمواصلات والصحة والتعليم وهكذا. ما أعمله هو بصورة فورية ووفق ما هو موجود - كيف نستطيع وقف التدهور!".