على ضوء ما نشاهده ونسمعه عبر الشاشات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي، يبدو لي أن ما يحدث من قبل روسيا الحفاظ على حدودها الأقليمية التاريخية وعدم السماح لأوكرانيا العبث بمصير هذا التاريخ الذي يشكل تحالفا قديما ضمن الاتحاد السوفياتي سابقا، ومن مجريات الأحداث أرى أن رئيس أوكرانيا هو من عبث بقرارات موسكو، حين تحداها باللجوء إلى حلف الناتو وامريكا لحمايتة من روسيا، التي ما زالت حتى يومنا هذا تقدم له ضخ الغاز والتزود بالطاقة النفطية، وعليه استهجن تلك التصرفات وجر بلاده إلى حرب وتشريد وقتل ونزوح، كان هذا الرئيس الأوكراني بغنى عنها..
انا لست من هواة الحرب والكثير مثلي لا يرغبون الحروبات والتشريد، ولكن يبقى للتحليل منطق وللأستنتاج حقيقة لا بد من أن نكتبها تدوينا وأمانة للتاريخ، وعليه فالكاتب او المحلل صاحب الضمير الحر، لا بد وأن يدون الحقائق المؤكدة وليس التزوير والكذب، فعالمنا أصبح مكشوفا الكبير والصغير،للمتعلم وغير المتعلم على حد سواء، من العولمة والتقنية في كافة أنحاء الكرة الأرضية..
أن الحرب الدائرة اليوم ليست حربا بين روسيا وأوكرانيا، بقدر ما هي حربا بين روسيا وأمريكا،والكل يعلم من نقاد ومحللين وصحافة ،(أن أمريكا حوت قطبي عالمي، وروسيا دب قطبي عالمي) والتناحر بينهما ما زال يشهد مسرحا من السجال السياسي والدبلوماسية إلى أن تحول في اللحظات الأخيرة إلى أستراتيجي وربما حدودي ولا نعرف إلى أين يصل المراد به وإلى أين سيؤدي هذا المسار من التناطح ومن يكون المسيطر في إدارة دفة العالم على الكرة الارضية..
ما قدمه رئيس أوكرانيا بطلب ألانضمام إلى حلف الناتو ، كانت القشة التي كسرت ظهر الجمل ، وأشعلت الحرب مع الإمبراطورية الروسية الداعمة له كجارة أستراتيجية ،فكيف يمكن أن تكون بحلف الناتو ، أو أن تجلبه إلى حدود روسيا.. !؟ أمر يتعارض والقوانين المتبعة أو المعهودة بين القطبين ،فحتى طلب اللجوء للناتو لم يبحث أو يتم أو يوافق عليه، وتركته لوحده في معركة مصيرية خاسرة في النهايه،ومن المؤسف أن تطلب المساعدة من أحد لا يريد أن يقدمها ، بحيث كنت تأخذها من قبل جارتك وحليفتك الروسية سابقا،وما زلت تستمدها رغم الحرب الدائرة حتى الآن..!!
الناتو وأمريكا أعزائي القراء..
هم من أعتدوا على العراق وسوريا واليمن وليبيا ،وقتلوا كل من صدام حسين ومعمر القذافي، ونهبوا ثرواتهم الطبيعية وعاثوا خرابا وفسادا في هذه البلاد وتحت أسم الدين والطائفية،لقد نهجوا نهج الديكتاتورية، وبعكس الديمقراطية التي يتغنون بها على الدوام والقيادة من الشرطي المسؤول الأول الولايات المتحدة الامريكية ، فكيف لنا أن نصدق هذا الحلف والحلفاء بعدما عاثوا خرابا في الكرة الأرضية جمعاء وفي كافة القارات من العالم..آسيا أفريفيا ،وامريكا اللاتينية والشرق بأكمله وما يسمونه الشرق الأوسط ،وهو الشرق العربي..
في ظل هذه الحرب أندهشت وتفاجئت فيما يحدث عبر الحدود للطلاب العرب الذي يعيشون ويتعلمون في أوكرانيا ومعاناتهم عبر الحدود وأهاناتهم بتصرفات مشينة من هؤلاء الشعوب التي تعد نفسها متحضرة ،!! ويتهمونهم هم وجنسهم سبب الحرب..! ناهيك عن الترحال للنازحين من أوكرانيا إلى دول أوروبا الغربية والشرقية المجاورة والتسهيلات لهم ،حيث قالوا لهم وبدون خجل أن الشعب الأوكراني النازح شعب مثقف وهو يشبهنا ومن نفس العرق والجذر وليس هناك شبه بينه وبين النازح أو اللاجئ العراقي أو السوري والليبي، ووصفوهم بالتخلف والجهل ومن العالم الثالث..
نظرة عنصرية لا مثيل لها..!!
من هنا أتوجه لكل حماة السلام ومن يدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان أن يتعاملوا مع الحدث بحق وحقيقة وليس أن تكيلو بمكيالين..!، للأسف تلك هي سياساتكم اللعينة المضطربة والتي نعيشها معكم منذ سنوات خلت،
تصادقون وتخدعون أصدقائكم طمعا في ثرواتهم النفطية وأستعمارهم السياسي مقابل الحفاظ على نظام حكمهم الديكتاتوري الذي تحمونه وتدافعون عنه بديمقراطيتكم المزيفة ونهجكم الاستعماري التوسعي ، !! وعليه أنبهكم بأن تنهجوا نهجا عادلا بحق البشرية والإنسانية،وليس من حقكم الأعتراض ضد روسيا التي تدافع من منطلق الحفاظ على حدودها استراتيجيا وفق المعاهدات الدولية لتلك الحدود..
أنا لست مع روسيا في أي حرب غير عادله،وهذا ينطبق على كل دوله كبيرة مثل أمريكا وحلفائها والرغبة في الأستعمار والتوسع على حساب أي
شعب أو دولة في هذا العالم ولا تنسى أيها القاريء العزيز أن الولايات المتحدة الأمريكية ودول خلف الناتو هي محور الشر الأعتى والاقسى في ما حدث للدول العربية منها وعلى مدار سنوات..!
فلا حاجة أن نستهجن او ندين روسيا على فعلتها في ظل هذا التكاتف ضدها حين نسوا ما فعلوا بعلم كامل..!
اللهم أني بلغت، وأن كنت على خطأ فيقوموني..
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com