حضرات رجال الدين المحترمين , كما تعرفون فان مجتمعنا يمر بظروف صعبه ودوركم مهم جدا في المجتمع كما أثبتته الأبحاث بحماية المجتمعات من الانحراف عن النهج الديني والقيمي والأخلاق الصحيحة والعادات والتقاليد على مر الزمن , وكما تعرفون أهمية تعزيز القيم الدينية والدنيوية والمعايير الاجتماعية في نفوس أولادنا خاصة في هذه الأيام التي يمر بها مجتمعنا من تغير جذري في نمط الحياة نتيجة الثورة التكنولوجية والانفتاح للعالم الخارجي والتأثر بقشور الحضارات الأخرى ,وكذلك ضعف صلاحيات الأب وانشغال الاهل بامور كثيرة ألهتهم عن التربية الاسرية السليمة بل أدت الى إهمال تربوي , وكذلك تخلي المدارس عن الدور التربوي والتركيز على التعليم فقط , كل هذه العوامل والمسببات بغياب الإهمال الأسري والإرشاد والتوجيه التربوي والوطني أحدثت تغيرات اجتماعية وتعثرات عند ابنائنا وادت الى اختلاط الحابل بالنابل .
بهذه الظروف التي تعرض ويتعرض لها مجتمعنا , وبعد فشل جهات كثيرة في إصلاح الأوضاع الاجتماعية ووضع حد للعنف ومضاعفاته , من المفضل ان يبرز دور رجال الدين بالوعظ والإرشاد وتحصين النشء بالخطب والمواعظ الهادفة لما لها من تأثير على المصلين الذين تلتقون معهم يوميا في دور العبادة ,وليس التحدث بخطب متكررة بعيدة عن الواقع وهموم الحياة اليومية ومن المفضل القيام بزيارات بيتية لما لها من تأثير كبير .
الاخوة رجال الدين , ارجو ان تتوفر في خطاباتكم ومواعظكم ما من شأنه تحصين شبابنا , ولقد أثبتت الأبحاث التي أجريت في أمريكا ان للدين تأثير كبير على الفرد اكثر بكثير من اللقاءات مع العامل الاجتماعي والنفسي , ويا ريت إقامة هيئة من المشايخ ورجال الدين من المختصين بالأمور الدينية والتربوية يتم تحضير خطب تعالج المشاكل والظواهر الاجتماعية وتكون موحدة في جميع دور العبادة , حيث تتطرق للعنف بأنواعه المختلفة والقتل والفوضى , والظواهر السلبية والتحذير منها وايجاد سبل لعلاجها .
لذا نهيب برجال الدين من الطوائف الثلاثة , مسلمون وموحدون ومسيحيون تجنيد كل طاقاتهم التطرق في خطبهم ومواعظهم في دور العبادة التركيز امام الاهالي الاهتمام بموضوع التربية الاسرية ومطالبة الاهل بالحفاظ على أولادهم من خطورة الألعاب الالكترونية والادمان عليها والحفاظ على أولادهم من خطر استعمال المخدرات ومن كل اخطار الظواهر السلبية في المجتمع لما لها من تأثير سلبي على عقول ونفسيات أولادهم , كلي امل ان تلبوا النداء ولكم جزيل الشكر .
الدكتور صالح نجيدات--مدير جمعية الطور للحفاظ على حقوق الاطفال وحمايتهم