ودّع الجولان العربي، في قرية مجدل شمس، يوم أمس الأحد الشخصية الوطنية، والأسير المحرر، إبراهيم نصر الله (أبو شحادة)، وهو أب العائلة المسيحية الوحيدة التي بقيت في قرى الجولان، ويسكن مع عائلته في قريته مجدل شمس، تاركا حياة نضالية مشرّفة، دفع فيها الثمن الغالي، من أجل الحرية والعودة الى حضن الوطن سورية، وكانت الجنازة بمشهد مهيب، يعكس أبهى وجوه سورية الجميلة. وألقى راعي الطائفة الأرثوذكسية في كفر ياسيف، عطا الله مخولي كلمة وطنية، عن جمالية وحدة الشعب الواحد، والكفاح من أجل الحرية.
والمناضل إبراهيم نصر الله، كان حتى أوائل سنوات السبعين، مدير المدرسة في قرية مجدل شمس، إلا أنه بسبب مواقفه الوطنية الصارمة، لاحقه الاحتلال الصهيوني ، وطرده من عمله، وأمضى فترة في غياهب سجون الاحتلال، ليخرج أسيرا محررا، على دروب الكفاح، يرعى أرضه و يفلحها .
وكان المناضل نصر الله مع عائلته، واحدا من النسيج الجامع للمجتمع السوري في القرى المحتلة منذ العام 1967، وهذا ما انعكس في وداعه الأخير، إذ تقدّم الجنازة، كهنة الروم الأرثوذكس من شمال فلسطين ، ومن خلفهم كان شيوخ الطائفة المعروفية الكريمة يهللون التهاليل الدينية التي يتلونها في المسيرات الجنائزية، ل يسجى جثمانه في واحدة من ساحات مجدل شمس، حيث أقيمت عليه الصلاة.
والقى الأب عطا الله مخولي، راعي الطائفة الارثوذكسية في قرية كفر ياسيف، وهو الشخصية الوطنية المعروفة، كلمة مؤثرة عن الراحل ومسيرته النضالية الطويلة، وعن النسيج المجتمعي الواحد في الجولان العربي السوري المحتل، موطن الكفاح العنيد من أجل الحرية.
وقال الأب مخولي، إن البلد لا يكمل إلا بالصناديد على شاكلة أبو شحادة، الذي كان واحدا من أهل قريته.. مجدل شمس بلد الصمود، وهي علم تعالى فوق كل حدود، وفوق كل ظلم وظالم، ونعلم أيضا، أن المرحوم قد زُج به في السجون "الإسرائيلية" وتم التنكيل به، كما تم التنكيل بكثيرين ما زالوا على قيد الحياة.
وتابع مخولي، نرى قضبان السجون ونحن على يقين بأننا باصرارنا ومحبتنا لأرضنا، نستطيع أن نقتلع كل قضيب يأسر جسدنا، ولا يستطيع أن يأسر نفوسنا وحريتنا.