تُبذل جهود حثيثة لإقامة لجان لإفشاء السلام في بلداتنا لعلاج العنف وتقليصه، وهذه اللجان تكون عنوانا لحل المشاكل الاجتماعية قبل استفحالها في كل بلد وأخرى.
هذه اللجان هدفها بث روح الأخوة والتسامح بين أبناء البلد الواحد ونبذ العنف والتعصب وكل مظاهر التشرذم والانقسام والمحافظة على العلاقات الطيبة بين سكانها، ومنع الشجارات العائلية والتشبث بالجذور والأصالة والقيم والعادات الأصيلة، اتباعا للمثل القائل "نجبرها قبل ان تنكسر" ، وذلك لكي تحل كل مشكلة بسلام ووئام وعلى احسن وجه، ولأن كل واحد منا يؤمن ان "الصلح سيد الاحكام" وان استعمال العنف يؤدي الى خسارة فادحة والى الكوارث والمصائب وما لا يحمد عقباه.
مجتمعنا العربي الذي تكثر فيه الشجارات والصراعات والعنف لأتفه الاسباب يفتقد وينقصه احيانا كثيرة الأمن والسلم الأهلي الذي يعتبر من أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات هذه الايام، فالصراعات العائلية في قرانا والتنافر الحاصل يهدد السلم الاهلي الذي لا يهتم به الكثير من الناس بالرغم من أهميته القصوى لكل مواطن.
الامن والسلم الاهلي هو اكسجين الحياة، ومن دونه لا طعم ولا معنى للحياة وهو من أعظم النعم التي حلت على لإنسان، ولا يعرف قيمته إلا الذي فقده، والسلم الاهلي فيه حماية لأمن الإنسان وروحه وعرضه وأملاكه من الاذى وحمايته من التهديدات التي قد تعرض حياته وحريته ولقمة عيشه واقتصاده للخطر، وله تأثير على التطور النفسي لأولادنا ولأجيالنا.
الأمن والسلم الأهلي مسؤولية اجتماعية بوصفه ينبع من مسؤولية الفرد تجاه نفسه وأسرته والمحيطين به، ومن ثم تلعب الثقافة والوعي والأخلاق والقيم دورا مركزيا في الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي أو النيل منه، في الاستقرار والاطمئنان في حياة الفرد عامل ضروري لحفظ توازنه الاجتماعي والثقافي والعقائدي، وهو الخطوة لكل تنمية والأساس لكل استقرار.
يجب ان يكون هناك خطاب الوعظ والخطاب التربوي التعليمي في مدارسنا ودور العبادة وفي بيوتنا، وتكريس الحوار والحكمة والتروي في حل الخلافات والمشاكل وأن تكون لجان إفشاء السلام في بلداتنا هي العنوان في حل الخلافات ويجب احترامها واحترام قراراتها، وعلينا صون وحدة بلداتنا والسلم الأهلي فيها من اجل استقرار مجتمعنا ومستقبل أبنائنا، فالعنف خط أحمر ويجب ان لا نستعمله مهما كان السبب او الخلاف.
هناك تحولات وتغيرات في كل المجتمعات وكذلك في مجتمعنا بسبب العولمة والثورة التكنولوجية، ولكن لا نسمح لهذه التغيرات ان تكون معول هدم في جدار الوحدة الوطنية وفي اساسات مجتمعنا، بل نريد ان تكون هذه التغيرات رافعه ونقطة انطلاق نحو التقدم والتطور.
حمى الله مجتمعنا من كل شر.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com