أُختتمَت في العاصمة الرّوسيّة موسكو جلسةٌ خاصّة وطارئة جمعت بين فضيلة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة وبين مبعوث الرّئيس الرّوسيّ إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ونائب وزير الخارجيّة الرّوسيّة ميخائيل بوغدانوف، والمبعوث الخاصّ للرّئيس الرّوسيّ لشؤون التّسوية السّوريّة ألكسندر لافرينتييف.
خلال الجلسة الّتي عُقدت بتنسيقٍ طارئ، عرض فضيلة الشّيخ تسلسل الأحداث الأخيرة في جبل الدّروز والسّويداء، متطرّقًا إلى الأزمة الاقتصاديّة والأمنيّة هناك، وما تبعها من اضطراباتٍ وخروج الجماهير إلى الشّوارع، وقد أكّد فضيلته خلال الجلسة أنّ الطّائفة الدّرزيّة في سوريا هي جزءٌ أساسيّ ومركزيّ من الدّولة السّوريّة والشّعب السّوريّ، مذكّرًا بما قدّمته من تضحياتٍ من أجل استقلال سوريا على مدار عشرات السّنين منذ الثّورة السّورية الكبرى وحتّى اليوم. وعليه، أكّد فضيلته على أهميّة المحافظة على كرامة الجبل وسكّانه، وضمان الحقوق الأساسيّة والإنسانيّة لكافّة الفئات ومنع ممارسة الملاحقات ومعالجة قضايا المطلوبين وفق القانون وبشكل متساوٍ عادل..
هذا، وطالب فضيلته خلال الاجتماع بضرورة إيجاد آليّة لتقديم المساعدات لأبناء الطّائفة في الجبل، وذلك تيسيرًا لعبور الأزمة الاقتصاديّة الحاليّة، إلى جانب مناشدته بضرورة المبادرة إلى إنشاء مشاريع إجتماعيّة واقتصاديّة لتنمية الاقتصاد المجتمعيّ في الجبل، مشيدًا بدور الجيش الرّوسيّ في توزيع معونات إنسانية على السكان.
في هذا السياق، عُرِض ونوقش اقتراحٌ هامّ لفتح معبر آمنٍ مع الأردن بتنسيق بين المملكة الأردنيّة والجمهوريّة السّوريّة، وذلك من أجل إنعاش الجبل اقتصاديًّا وتوفير فرص المعيشة اللّائقة.
كما وأكّد فضيلته خلال اللّقاء على ضرورة ترسيخ مكانة وموقع الدّروز في الدّستور السّوريّ وذلك من خلال التّسوية الجارية حاليًّا في سوريا تحت رعايةٍ دوليّة.
أمّا نائب الوزير بوغدانوف والمنسّق الخاصّ لافرنتييف، فقد أعربا عن تفهّمهما للمواقف والمطالب المطروحة من قِبَل فضيلته، وما نُقل إليهما من قلقٍ شديد إزاء وضع أبناء الطّائفة في الجبل، واعدين بدراسة المواضيع المطروحة مع وزارة الدّفاع الرّوسيّة ومختلف القوى العاملة في سوريا، من أجل ضمان عودة الأمان إلى شوارع السّويداء وإيجاد السّبل الملائمة لإيصال المعونات الإنسانيّة المطلوبة.
أمّا فيما يخصّ المواضيع المتعلّقة بالحكومة السّوريّة، فقد صرح الإثنان أنهم سيتابعونها مع دمشق عبر القنوات المباشرة بين الطّرفين، وذلك حتّى يتمّ تحقيق المطالب على أرض الواقع.
من جهته، أكّد المبعوث الخاص لافرنتييف لفضيلة الشّيخ أنّه التقى قبل أسابيع عدّة مع الرّئيس السّوريّ بشّار الأسد وتناقشا حول مواضيع عدّة كان من بينها الأوضاع الرّاهنة في الجنوب السّوريّ، مؤكّدًا على نيّته بدراسة المواضيع المتعلّقة بالطّائفة الدّرزيّة مع الرّئاسة الرّوسيّة ونقل مطالب فضيلته إليها.
يُذكر أنّه شارك في الاجتماع كلٌّ من الوزير السّابق صالح طريف، والقنصل الرّوسيّ العامّ الفخري الدّكتور أمين صفيّه.
يذكر أيضًا أنّ المبعوث الخاصّ لافرنتييف، كان قد انتُدب من قبل الرّئيس الرّوسيّ فلادمير بوتين، من أجل متابعة التّسوية في سوريا وتنسيقها مع كافّة الأطراف هناك، الأمر الّذي يجعل من مشاركته في لقاءاتٍ من هذا القبيل نادرةً جدًّا.
في نهاية الاجتماع، تمّ الاتّفاق على القيام بخطوات عمليّة وقريبة زمنيًّا، من أجل حلّ القضايا المطروحة ومتابعتها من قبل الدّولة الرّوسيّة وفضيلة الشّيخ.