فوزي برهوم المتحدث الرسمي بإسم حماس في حديث خاص لموقع العرب:
* لولا التنسيق الأمني وسحب سلاح المقاومة واعتقال المقاومين الفلسطينيين من قبل السلطة الفلسطينية في تبادل أدوار مع الكيان الصهيوني، لما تجرأ المستوطنون على مهاجمة بيوت اهلنا وأبنائنا في الضفة الغربية في الخليل
* نؤكد على شروطنا بالنسبة للصفقة لاطلاق سراح جلعاد شاليط وهي اطلاق سراح اكبر عدد ممكن من قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني من كافة الفصائل الفلسطينية"
* قبيل انتهاء التهدئة ستشهد الساحة الفلسطينية تصعيدا من قبل العدو الصهيوني على اهلنا وعلى شعبنا وتحديدا في غزة حتى يتم ابتزاز الفصائل الفلسطينية وحماس كي تمدد التهدئة بدون ثمن
* نؤكد في حماس وفي الكثير من الفصائل الفلسطينية بأن التهدئة لم تكن ورقة في وجه المقاومة، ومن حقنا الرد على كل عدوان صهيوني يستهدف أبناء شعبنا الفلسطيني
* إن الفصائل الفلسطينية تضع نصب أعينها عدة اهداف، منها أن أي قرار في التهدئة يجب أن يكون في اطار التوافق الوطني واطار مراعاة المصالح العليا لشعبنا وفي اطار التواصل مع القاهرة التي رعت التهدئة
* الذي عنوّن العام القادم بالعام الدموي هو الاحتلال الصهيوني بتخطيطيه الدموي والرئيس محمود عباس بتخطيطه لتصفية حركة حماس
على ضوء الأنباء التي تناقلتها وسائل الاعلام في العالم العربي حول نقل رسائل إسرائيلية الى حركتي حماس والجهاد الإسلامي، تحذرهما من الاستمرار في اطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل، لأن ذلك سيعرض قطاع غزة لعملية عسكرية واسعة وعنيفة، وعلى ضوء التصعيد والرد الإسرائيلي وحصار قطاع غزة وتجويع أبناء الشعب الفلسطيني وقتله وإلغاء كل مقومات الحياة في القطاع، ولاستمرار اللغط حول عدم السماح لحجاج غزة بالسفر للحج وتبادل الاتهامات بين حماس والسلطة الفلسطينية والمملكة العربية السعودية، أجرينا الحوار التالي مع فوزي برهوم المتحدث الرسمي بإسم حركة حماس الذي هاجم بعنف الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسياسته القائمة على تصفية حماس ونزع سلاح المقاومين على حد قوله
فوزي برهوم المتحدث الرسمي بإسم حركة حماس
المستوطنون هاجموا اهالي الخليل والبطش يستفحل
كيف تنظر حماس الى هذا التصعيد؟
فوزي برهوم:" تصعيد المستوطنين على اهلنا في الضفة الغربية جاء عقب تصاعد وتيرة التنسيق الأمني الخطير بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، وتحديدا في المدن التي نشرت فيها قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية التي عملت على سحب سلاح المقاومة واعتقال المجاهدين والمقاومين والمناضلين وملاحقتهم ومطاردتهم، مما أدى الى توغل المستوطنين على شعبنا واهلنا في الخليل ونابلس، وهي المدن التي تم فيها التركيز على التنسيق الأمني
لولا التنسيق الأمني وسحب سلاح المقاومة واعتقال المقاومين الفلسطينيين من قبل السلطة الفلسطينية في تبادل أدوار مع الكيان الصهيوني، لما تجرأ المستوطنون على مهاجمة بيوت اهلنا وأبنائنا في الضفة الغربية في الخليل، بعد أن أصبحوا لا يحسبون أي حساب للمقاومة بعد تصفيتها، ولذلك فإن السلطة الفلسطينية تتحمل مسؤولية الاعتداءات على أبناء شعبنا الذين أصبحوا مكشوفي الظهر في وجه سلاح جنود الاحتلال والمستوطنين"
وما العمل إزاء هذا التصعيد؟
فوزي برهوم:"نحن نؤكد على ضرورة ايقاف التنسيق الأمني الخطير وان يستبسل المجاهدون والمقاومون في الميدان والا يسلموا سلاحهم وأن يبقوا في حالة الدفاع في معركة العزة والكرامة عن الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية وعن شعبهم وذويهم"
ما هي أبعاد ما يحدث حاليا على التهدئة مع اسرائيل التي تنتهي في التاسع عشر من الشهر المقبل وهل في اعتقادك سيمدد اتفاق التهدئة لفترة أخرى؟
فوزي برهوم:" كنا على علم عندما توافقنا مع المطلب المصري بخصوص التهدئة أننا نتعامل مع عدو ومجرم وماكر وقاتل، ولم نترك في لحظة من اللحظات شعبنا لحسن نوايا الاحتلال الصهيوني، والتزمنا بإتفاق التهدئة حتى نسحب كافة الذرائع ونعطي الفرصة الكافية للمجهود المصري كي ينجح للكشف عن وجه المحتل امام العالم، وبالتالي تحققت هذه الأمور فمصر لم تستطع الضغط على الاحتلال كي تلزمه بإحترام التهدئة، ونحن كشفنا هذا المحتل وفضحناه امام العالم وجرائمه المتواصلة في ظل التهدئة هي دلالة على ذلك، وسحبنا كافة الذرائع التي كانت امام الكيان الصهيوني وبالتالي هذا يعطينا المبرر بأن المقاومة هي حق مشروع في الدفاع عن انفسنا وعن شعبنا
من الواضح أيضا أنه قبيل انتهاء التهدئة ستشهد الساحة الفلسطينية تصعيدا من قبل العدو الصهيوني على اهلنا وعلى شعبنا وتحديدا في غزة حتى يتم ابتزاز الفصائل الفلسطينية وحماس كي تمدد التهدئة بدون ثمن بحسب ما يلبي نزوات ورغبات الاحتلال وليس بما يحفظ امن وآمان الشعب الفلسطيني، ولكن نحن نؤكد على أننا في حماس وفي الكثير من الفصائل الفلسطينية بأن التهدئة لم تكن ورقة في وجه المقاومة، ومن حقنا الرد على كل عدوان صهيوني يستهدف أبناء شعبنا الفلسطيني كما ونطالب بتصعيد المقاومة في الضفة الغربية حتى يدفع المغتصبون الصهاينة ثمنا غاليا جراء العدوان على أهلنا في المدن والبلدات والقرى الفلسطينية
إن خيار المقاومة هو الخيار الانجح والأقوى للجم العدوان واسترداد حقوقنا المسلوبة سواء كانت تهدئة أم لم تكن لأننا جاهزون لكل الخيارات"
ما هي قراءتك لما ستسفر عنه الجلسات التي تعقدها حماس مع فصائل المقاومة الفلسطينية للنقاش والتباحث بشأن التهدئة قبيل انتهاء مدتها وهل تتوقع اجماعا على تمديدها أم أن الأراء ستختلف؟
فوزي برهوم:" شيء طبيعي ان تجتمع الفصائل الفلسطينية قبيل انتهاء التهدئة حتى تقيم هذه المرحلة التي لم يلتزم بها الاحتلال الصهيوني وببنودها
العدوان الصهيوني متواصل ومعبر رفح لم يفتح والمعابر مغلقة والحصار ما زال مفروضا على غزة وهنالك استفراد بالضفة الغربية ومن الطبيعي أن تجتمع الفصائل كي تقول كلمة واضحة بخصوص التهدئة
إن الفصائل الفلسطينية تضع نصب أعينها عدة اهداف، منها أن أي قرار في التهدئة يجب أن يكون في اطار التوافق الوطني واطار مراعاة المصالح العليا لشعبنا وفي اطار التواصل مع القاهرة التي رعت التهدئة
الأمر متروك للفصائل والقضية ليست استفرادا من فصيل بالقرار الذي يجب أن يكون في اطار توافق وطني، ولكن من الواضح أن كل الفصائل أكدت أن المحتل لم يلتزم بأي بند من بنود التهدئة"
أولمرت في أيامه الأخيرة يحاول أن يطلق سراح الجندي غلعاد شاليط ومن جهة اخرى هنالك ضغوطات على وزير الامن ايهود براك الذي وعد بأن شاليط سيحرر من الآسر قريبا
كيف تنظر حماس الى هذه التصريحات والتحركات في الجانب الاسرائيلي؟
فوزي برهوم:"هنالك حالة افلاس لدى الاحتلال الصهيوني في كيفية التعامل مع ملف المقاومة ومع ملف الجندي جلعاد شاليط وهذا الافلاس ينعكس ضمن مناكفات داخلية وانقسامات نتيجة للفشل والانقسام
واضح ان الكيان الصهيوني لديه عقلية وذهنية تؤمن بالقضاء على الشعب الفلسطيني وتدمير الارض الفلسطينية والمقدسات الفلسطينية لإقامة دولة يهودية عنصرية
ما يجري من تصعيد من قبل براك وموفاز وغيره يأتي في اطار المناكفات للوصول الى الحكم في الانتخابات الصهيوينة المقبلة
وواضح ان المزيد من التصعيد الاعلامي والتهديدات والقتل والعدوان والحصار يؤدي الى الفوز بأصوات أكثر بحسب ذهنية وتفكير الكثير من جنرالات الحرب الصهاينة
وبالتالي واضح انه قبيل انتهاء التهدئة وقبل الانتخابات الصهيوينة سنشهد المزيد من التصعيد الاعلامي والتهديدات والهجوم الميداني على اهلنا في الضفة الغربية والقدس
نؤمن بخيار حقيقي وواضح وهو خيار المقاومة الذي اثبت نجاحه على مدار السنوات الطويلة
الاعلان عن اطلاق سراح أسرى عشية عيد الأضحى المبارك هو طريقة لتجميل وجه الاحتلال القبيح بعدما أن تم فضحه وعدم التزامه بالتهدئة وما يجري في القدس والضفة الغربية من قتل واغتيالات
نحن نرحب بعودة اي اسير فلسطيني الى اهله وشعبه فهم اعتقلوا ضمن سياسة العدوان والاجرام الصهيوني على اهلنا وشعبنا وبالتالي نحن نقول من الخطورة بما كان ان تتم مقايضة الأسرى وقضيتهم المقدسة بتصفية المقاومة والاستمرار بالتنسيق الامني، واطلاق سراحهم لا نتعامل معه كحسن نية من الاحتلال لأن لا نية حسنة لديه، كما انه يجب اطلاق سراح جميع الاسرى من سجون الاحتلال، ونؤكد على شروطنا بالنسبة للصفقة لاطلاق سراح جلعاد شاليط وهي اطلاق سراح اكبر عدد ممكن من قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني من كافة الفصائل الفلسطينية"
حماس اتهمت السلطة الفلسطينية بالتآمر مع المملكة العربية السعودية ضد حجاج غزة ومنعهم من السفر ما أدى الى موجة من تبادل الاتهامات واللغط الاعلامي
فوزي برهوم:"سلطة المقاطعة سطت على حصة غزة من الحجاج ولم تعطيها حصتها كما في كل عام 60% للضفة و40% لغزة
هي تعاملت مع ال60% من حجاج الضفة وانهت اجراءاتهم، أما ال40% من حجاج غزة فنسقت اجراءاتهم عبر التلفونات والهواتف النقالة دون قرعة ودون قنوات رسمية وتسجيل رسمي ودون اي شيء
إن سلطة المقاطعة غررت للاسف بمصر وبالمملكة العربية السعودية واوهمتهما أن كل شيء على ما يرام وان هنالك توافق فلسطيني على هذه الطريقة، ولكن سرعان ما كشف النقاب عن هذا التغرير والتضليل بأن تقدمنا نحن بكشوفاتنا الرسمية واعدادنا الرسمية والقرعة الرسمية وبالقنوات الرسمية الى المملكة العربية السعودية، ومن الواضح ان التغرير ما زال هو سيد الموقف لدى سلطة المقاطعة بالنسبة للمملكة العربية السعودية
للأسف الشديد فإن حجاج قطاع غزة الذين سجلوا بالقرعة الرسمية وبالقنوات الرسمية في غزة ولدى حكومة الوحدة في غزة لم يحصلوا حتى الآن على تأشيرات لتأدية فريضة الحج، وهذا نتيجة التضليل
حتى حجاج غزة الذين سجلوا لدى سلطة المقاطعة من غزة حتى اللحظة لم يحصلوا على جوازات السفر التي بقيت محتجزة هناك
سمعنا عبر وسائل الاعلام ان معبر رفح مفتوح، وللاسف الشديد ليست هذه هي الحالة الطبيعية لفتح معبر رفح عبر الاعلام، لأنه في كل مرة يتم فيها ادخال مصاب او جريح من غزة الى مصر او العكس يتم فيها التنسيق المتبادل بين طواقم مصرية وطواقم فلسطينية في غزة وفي هذه المرة لم يتم التواصل مع الطواقم الفلسطينية من قبل مصر ولم يتم التنسيق مع طواقم المعبر من قبل المسؤولين المصريين ولم يتم تسليمنا كشوفات بمن هم الحجاج وما هو عددهم واين هم في غزة كما ان آلاف الحجاج في غزة ليس لديهم جوازات سفر
فكيف سترضى مصر بعبور الاف الأفراد دون بطاقات هوية ودون جوازات سفر ودون كشوفات رسمية معلنة ودون تنسيق مسبق
هذه الطريقة غير سوية وغير سليمة وكان الهدف منها احراج حماس"
أنت تقول أن هنالك من تآمر على هؤلاء الحجاج؟
فوزي برهوم:" أول من تآمر هي سلطة المقاطعة وهي غررت بمصر وغررت بالمملكة العربية السعودية وأحدثت وقيعة بين الحجاج وبين ابناء شعبنا الفلسطيني وعمقت الانقسام وسيست هذه الفريضة المقدسة وكان سيد الموقف لديهم الكذب والتضليل والتغرير وهم يتحملون مسؤولية تعطيل سفر حجاج قطاع غزة بهذه الطريقة السيئة التي أساءت لأبناء شعبنا الفلسطيني"
هل تعتقد أن الاجواء الحالية هي أجواء لا تبشر خيرا بكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والتوصل الى حل للمشكلة بين فتح وحماس ونحن على عتبة عام 2009 ؟
فوزي برهوم:"عام 2009 يبدأه الاحتلال الصهيوني بتصعيد على اهلنا في القدس والضفة وغزة وهم اختاروا العنوان الدموي لهذا العام
نحن في حماس نقول ان المشكلة بين حماس وفتح هي مشكلة ما زالت قائمة تحتاج الى تذليل العقبات
ولكن حتى هذه اللحظة للأسف الشديد كل من يسير في كنف المسيرة الصهيو-أمريكية لا يخدم شعبه
فكيف لرئيس سلطة فلسطينية الذي ما زال يؤمن بالتفاوض والتطبيع مع الاحتلال ويريد تصفية المقاومة وحماس
كيف سنعلن عن بداية مرحلة توافق معه وهو الذي ينعت القاومة بالمقاومة العبثية في حين يحترم التواصل مع الاحتلال وزعمائه ولا يرضى ان يتواصل مع شعبه الفلسطيني!!
اعتقد أن التغيير قادم لا محالة وفي 2009-1-9 موعد انتهاء فترة رئاسة محمود عباس وبعد عام هناك انتخابات تشريعية والحق الفلسطيني هو الذي سيثبت في النهاية
نحن في حماس نقول ان الذي عنوّن العام القادم بالعام الدموي هو الاحتلال الصهيوني بتخطيطيه الدموي والرئيس محمود عباس بتخطيطه لتصفية حركة حماس"