السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: ما دواعي فتور المشاركة المجتمعية في الشأن الفلسطيني؟ ربما كان ذلك عائدا إلى ردة فعل وسمة من سمات المجتمع الفلسطيني الذي يعاني تشويهاً لإرادته يبلغ حد الشعور بالاغتراب أمام أوضاع تغلب عليها ضحالة القيم وهشاشة المؤسسات، وتفشي داء اللامبالاة، وفي تقديري أن القيام بدور حقيقي في استرداد عملية الفعل الاجتماعي أمر بعيد المنال، ويتطلب جهوداً مجتمعية واعية ومتواصلة، ويحتاج إلى توحيد الوجهات مع الاعتراف بالتعددية وديمقراطية المشاركة، وتأصيل هذه المشاركة وتعميق سلوكياتها دون أن تتحول إلى هامش ديكوري مفرغ من المضامين والأهداف.
وجِدَ تسجيل لأهل أثينا يقول: سنناضل إلى الأبد من أجل المُثل والأفكار المقدسة للمدينة، سنعمل على نقل هذه المدينة نحو الأفضل، وأكثر جمالاً مما كانت عند انتقالها إلينا، وفي محاولة متأخرة تمكن "إدوارد غيبسون" من تشخيص أسباب عدم استمرار مواطني أثينا على ولائهم لتلك المبادئ والأهداف النبيلة، بقوله: وأخيراً، أرادوا الأمن أكثر من الحرية، أرادوا حياة مريحة، فخسروها جميعا: الأمن، الحياة المريحة، الحرية، لأنهم امتنعوا عن العطاء لمجتمعهم، وطالبوه بمزيد من العطاء، ورغبوا أكثر من أي شيء بالحرية، ولكن حرية التحرر من المسؤولية، وعندئذ توقفوا عن أن يكونوا أحرارا!!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com