أحبّ تسمية "بلاد وادي النيل" وهي بالطبع عربيّا مصر والسودان، وأتذكّر دائما عهد جمال عبد الناصر وبناء السدّ العالي على نهر النيل. يُعتبرُ مفخرة حتى يومنا هذا، وذلك أمام "سد النهضة" الأثيوبي الذي يُهدّدُ مصر والسودان، وادي النيل العربي ربما بالعطش والجفاف!!!!
كما أحبُّ تسمية بلاد الشام، تضمُّ سوريا ولبنان والأردن وفلسطين.
اشعر أنّ مثل هذه التسميات وحدويّة، تُجمّع ولا تّفرّق، أمام الشرذمة التي "يغوص" فيها الوطن العربي حاليّا. وكما يقول محمود درويش رحمه الله في رائعته "مديح الظلّ العالي": "عربٌ أطاعوا رومهم .. عربٌ وباعوا روحهم .. عربٌ وضاعوا!!!!
كُنت أمس أطمئنُّ عبر الواتس آب على صحة صديقة عزيزة تسكن في مدينة "لاباس" في كاليفورنيا التحتا الجنوبية في شمال غرب المكسيك، السيّدة "كونسويلو"، حيث كانت قد أصيبت قبل أكثر من اسبوع بفيروس الكورونا هي وابنتيها الصبيّتين "إنّا وميليسا". وقد طمأنتني كونسويلو بأنها استعادت عافيتها وأن آخر فحص كورونا لها كان نتيجته سلبي.
حمدنا الله هي وأنا على سلامتها وابنتيها. وقالت لي كونسويلو بأنها عادت للتدريس في المدرسة البحرية الحربية وأنها سعيدة بعودتها ولقاء طلّابها.
ودردشنا في أمورٍ شتّى ...
سألتني، وهي مُتابعة مثابرة لكتاباتي ومقالاتي وقصصي،سألتني عن أخبار كُتبي؟؟
فأجبتها وشرحت لها بأنّ كتابي القصصي الثاني الذي صدر العام الماضي بعنوان "ايسولينا وعجة بالفلفل الاسود"، مازال موضوع اطلاقه واشهاره في متحف محمود دروبش في المُداولات. .. "بتحمى وبتبرد" حسب الأجواء، .. لكن سيتم ان شاء الله قريبا ...
أمّا كتابي القصصي الثالث والذي سيحتوي على 30 قصة، فتقريبا جاهز وسيجد طريقه إلى المطبعة في القريب ان شاء الله دائما.
أقول وأشرح هذا لأن كونسويلو بحق ليست معجبة عاديّة بكتاباتي ولكنها تحتفظ بها كلّها باللغة الاسبانية، فأنا ابعثهاُ لها كمانُشرت باللغة العربية، وهي "شاطرة" جدا تقوم بترجمتها عبر مُترّجِم النت وتطبعها على ورق وتحتفظ بها وتبعث لي بملاحظات قيّمة ...
وقد كتبت عنها قصّة سأضمّنها في كتابي القصصي الرابع ان شاء الله. وكانت تحت عنوان: "سيّدة من لاباس"...
بمناسبة كلمة أو تسمية "لاباس" يوجد في دول أمريكا اللآتينية "لاباسين" أو "لاباستين" ان جاز التعبير: الأولى لاباس التي نتحدّث عنها حاليا، مدينة كونسويلو، وهي عاصمة ولاية كاليفورنيا التحتا الجنوبية في الشمال الغربي للمكسيك.
أمّا "مدينة لاباس" الثانية فهي عاصمة جمهورية بوليفيا، وهي أعلى عاصمة في العالم، يبلغ ارتفاعها 4 آلاف متر عن سطح البحر، تقع على أعلى قمم جبال الأنديز...
أمّا أعلى مدينة في العالم فتقع أيضا على قمم جبال الأنديز في بولبفيا وهي "مدينة بوتوسي" ويبلغ ارتفاعها أكثر من 5 آلاف متر عن سطح البحر!!!!.
وأعلى بحيرة في العالم في بوليفيا أيضا واسمها "بُحيرة تيتي كاكا"..
المهم وأنا أدردش مع كونسويلو على الواتس آب ذكرت لها عن أحوال الطقس في بلادنا وان مدينة رام الله تتدثّر بردائها الابيض الثلجي وأن الطقس باردٌ جدا منذ أيام.
فاجأتني كونسويلو بجوابها:
- أعرف لقد قرأت أنك لبست معطفك الازرق الطويل!!!!
للوهلة الأولى لم أنتبه كيف عرفت، لكنني انتبهت مباشرة إلى أنني كنت كتبت مقالا بعنوان: "المعطف الطويل الأزرق الداكن، وقد ارسلته لها عبر الواتس آب، فحوّلته للاسبانية وقرأته ولديها المعلومة،.. وهكذا وصل "صيت" المعطف الازرق الطويل إلى لاباس في شمال غرب المكسيك!!!!.
* منجد صالح - كاتب ودبلوماسي فلسطيني
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com