بسبب الإهمال التربوي , عندما يكبر الطفل تكبر معه مشاكله ، وكما قيل: "من حسنت بدايته حسنت نهايته " فالتخلف والجريمة في مجتمعنا لا تحدث من فراغ بل نتيجة الإهمال, وبالرغم من أننا نعلم كلنا ان العنف والقتل والفوضى سببه الاهمال المتراكم للتربية الا ان الاهمال التربوي لا زال سيد الموقف ولم نتعظ ونتعلم الدرس
الاهالي الاعزاء , مدراء مدارسنا , رؤساء السلطات المحلية , هنالك إهمال وخلل في تربية الأولاد بصورة عامة عند الكثير الكثير من الأهالي الذين لا يعرفون أساليب التربية التكنولوجية الحديثة لظروف صعبة عاشوا فيها , وهذا الاهمال ينتج عنه مشاكل اجتماعية كثيرة تتولد منها ارتكاب الجرائم مستقبلا , ويتوجب على كل سلطه محليه بواسطة أذرعها الاجتماعية والتربوية المتمثلة في مكاتب الخدمات الاجتماعية والمدارس ورجال التربية ،أن تأخذ على عاتقها قدر الامكان مهام التربية بدل العائلات بسيطة الحال , وحماية الاطفال وتنشئتهم وتربيتهم ، وعمل برامج خاصة للأطفال ، ومراقبة أداء الحضانات وتطوير مناهجها التعليمية والتربوية ، حتى نضمن بناء شخصيات أطفالنا بشكل سليم وبعيدا عن الاجواء السلبية التي تسبب الانحراف , لعلى وعسى , هذا الشيء يساهم في تغيير المجتمع نحو الأفضل ويقلل قدر الإمكان حدوث الجرائم
واسمحوا لي أن أقول لكم , لا نستطيع علاج الجريمة, اذا لم نقم بعلاج القضايا التربوية التي ذكرتها علاجا جذريا , وكذلك لا نستطيع علاج الجريمة اذا لم نصل مباشرة الى الشباب المنحرفين وجها لوجه ونتحدث معهم ونعالجهم , وإلا سنبقى كما يقول المثل : " نسمع جعجعة ولا نرى طحينا " , وندور في حلقة مفرغة , وكذلك لن يحصل أي إصلاح اجتماعي وعلاج الانحراف والجريمة والعنف وتطور المجتمع ما لم نرسخ وننفذ نظام تعليمي متطور ,يبدأ من مرحلة الروضة وحتى المرحلة الثانوية ، عدا ذلك فهو «نفخ في قربة مثقوبة »،
فالعنف في مدارسنا يدل على انحدار مستوى التعليم , وأصبح جهاز التعليم بحاجة الى إصلاح وبأسرع وقت ممكن ,ويجب وضع مناهج جديدة تتلاءم مع تطورات العصر , لان المدرسة تعتبر المحور والركيزة الأساسية لإصلاح الفرد والمجتمع
الاخوة الكرام : اذا تخلينا رويدا رويدا عن قيمنا وأخلاقنا ,هذا سيزيد من تفككنا وانهيارنا , فنحن مستعمرون ثقافيا وفكريا , وعلينا العودة الى قيمنا وثقافتنا التي أغنت شعوب كثيرة غيرنا ونحن اهملناها ولم نستفد منها , فانهيار القيم يؤدي الى انهيار الامة كلها , فلا تنظروا الى ما يحدث في مجتمعنا متفرجين وكأن الأمر لا يخصكم , بل ما يجري من عنف وسوء الاحوال يمس في صميم حياتكم , والعنف يقف على بعد امتار من بيوتكم , فحتى نمنع العنف فهذا متعلق ومربوط بكل واحد منكم , فإذا ربيتم أبنائكم تربية صالحه , وغرستم فيهم القيم والوازع الديني واصلحهم اعوجاج سلوكهم , بذلك منعتم انحرافهم ومنعتم انتشار العنف في المجتمع , فلا يعالج العنف ويمنعه الا الأهل والمدرسة والاذرع التربوية والاجتماعية للسلطة المحلية
وبالرغم من الظروف الصعبة لا بد ان نؤمن بقدرتنا على التغيير, ولكن لا يغير الله ما في قوم حتى يغيروا مافي أنفسهم ,ان شاء الله كلي امل أن في الفترة المقبلة على الجميع العمل جاهدين لتقليص منسوب العنف في بلداتنا حتى نحدث قفزه نوعيه من النهوض بمجتمعنا الى الامام
الدكتور صالح نجيدات