أحبُّ أن أراهُ حراً.. جالساً في حديقةٍ..
أو ماشياً على رصيف شارعْ/..
الحقدُ ليس لي.. لأنه مُنَفِّرٌ كشوكةٍ جارحةٍ
تقضُّ المضاجعْ/..
الحبُ لي.. لأنه أقوى من الألمْ/..
الحقدُ ليس لي.. لأنه يُحبطُ الهِمَمْ..
يسيرُ غاضباً بلا هُدىً..
فيكسرُ القلوبَ.. لا يرى الضوءَ..
همُّه الوحيدُ أن ينتقمْ/..
الحبُّ لي.. لأن وجهَهُ الوضّاءَ يرسلُ الضِياءَ
في الصباح والمساءْ.. لا يكرهُ الناسَ
بل ينشُر الوئامَ بين الأهلِ والأممْ/..
الحقدُ ليس لي.. يقودهُ الجَشَعْ.. لا يُضيرهُ
أن تموتَ العصافيرُ على سُطوحِ المنازلْ/..
على استعدادٍ دائمٍ أن يُحَوّل اتجاهَ الريحِ والمطرْ/..
لا يُضيرهُ أن يُحَوِّلَ الحدائقَ الغناءَ إلى مزابلْ/..
الحقدُ ليس لي.. وقودهُ الجَشَعْ..
لا يُضيره تَحْويلُ دُمَى الأطفالِ إلى قنابلْ/..
ولا يُضيره تَحْويلُ الطفلِ البريء إلى مُقاتلْ/..
لا يُضيرهُ.. وهو يزرعُ السُمومَ في الجَوِّ والأرضِ..
أن تثورَ الزلازلْ/..
الحبُّ لي.. إنّه رحمةٌ للقريبِ والغريبْ/..
هو الذي مَهَّدَ السهولَ الخضراءَ للعندليبْ/..
وهو الذي هيأ للنحلِ والفراشِ حقلَهُ الرَطيبْ/..
قال لي حاقدٌ: إن الحبَ في القلب مَرضْ/..
قلتُ للحاقدِ ناصحاً:
لو تذكّرتَ يوماً أن أُمَّاً أرضعتْكَ الحَليبْ/..
لكُنتَ أدركتَ ما غدا ثابتاً على مدى العصورْ:
ما من طبيبٍ لقلبِ عاشقٍ إلا الحبيبْ.
نيويورك
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com