وراء كل خلل يحدث لسلوك الأبناء أسره مهمله وغير مدركه لدورها التربوي الذي يحمي الأبناء من المخاطر التي تحيط بهم ومن المغريات والمؤثرات الكثيرة في هذه الايام ، التي تؤدي إلى الانحراف ، إذا لم يحسن الآباء تربية ومراقبة أبنائهم ، وتحصينهم ضد هذه المغريات والمؤثرات ، وخاصة أصدقاء السوء وما أكثرهم في المجتمع ، لان الأبناء في مرحلة المراهقة يحتاجون إلى التوجيه والمساعدة والرقابة والاقتداء بالشخصية الرجالية كقدوة لهم ، وأن تغرس فيهم الخلق الحميد ، والسلوك القويم ، واحترام المعايير الاجتماعية , وتقوية الوازع الروحاني -الديني ، ويجب أن لا تكون مشاغل الآباء ووظائفهم وتجارتهم أهم من أبنائهم الذين هم أغلى ما يملكون ، وعلى الاهل ألا يعطوا أبناءهم الثقة المفرطة والحرية بدون حدود ، خاصة في مراحل المراهقة لأنهم يسيئوا استعمالها ؛ فالأبناء في هذه المرحلة يفتقرون للتجربة والمعرفة الحياتية وهم بحاجه الى ارشاد ونصح ومرافقه لهدايتهم الى الطريق الصحيح ، ونحن في مجال ألتربيه وتأهيل الشباب نعرف مستوى تربية الآباء لأبنائهم من خلال سلوكهم في المدرسة وفي حياتهم اليومية ، إذ تجد بعض الأبناء نموذجا في سلوكهم ودراستهم ، فتعرف من خلال ذلك أن هؤلاء الأبناء وراءهم أسر حريصة على التربية ، أما الأبناء الذين يفتقدون لمتابعة الآباء فتجدهم كثيري الغياب ، والهروب من المدرسة ، والتأخر عن المدرسة ، والسلوك السيئ الذي يقودهم إلى ارتكاب المخالفات ضد القانون وارتكاب الجرائم ، وسبب لمعاناة الآباء والأمهات ، وكان يمكن تجنب هذا الفساد لو أحسن الآباء تربية أبنائهم في الصغر.
عدم رعاية الأبناء في الصغر يجعلهم عرضة للانحراف والفساد الأخلاقي والفكري ، وسيدفع المجتمع ضريبة هذا الإهمال وكذلك الاهل ، عندما يتحول هؤلاء إلى عنصر هدم في المجتمع ، وصيد سهل لعصابات الإجرام ، ويجدون في هؤلاء الأبناء الذين يفتقدون النصح والتحصين صيداً سهلاً ، لتحقيق ما يخطط له أولئك المفسدون في الأرض سواء كانوا من تجار المخدرات ومروجيها ، أو غيرهم ، والأمثلة التي تؤكد ذلك كثيرة فمعظم الذين سقطوا في غياهب الفساد ، وأدمنوا على استعمال المخدرات ، والرذيلة انحرفوا لأنهم لم يجدوا التربية السليمة ، والمراقبة والإرشاد من قبل الآباء .