تزامنا والذكرى الخامسة لرحيل الرئيس السابق لمجلس الجبهة القطري، المربي حسن بشارة افتتاح مهيب لنادي الحزب والجبهة في الطيرة على اسم طيب الذكر حسن بشارة
افتتح فرعا الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية في مدينة الطيرة، يوم الجمعة، ناديهما في المدينة على اسم المربي المناضل، الرئيس السابق لمجلس الجبهة القطري، طيب الذكر، حسن بشارة، أبو جهاد، بحفل جماهيري حاشد الحضور الكبير وغير المتوقع لرفاق أبي جهاد، محبيه وأقربائه من الطيرة وخارجها، أدى بالعشرات الى الوقوف خارج قاعة النادي، وقد اختاروا البقاء حتى انتهاء البرنامج رغم برودة الطقس
افتتح الحفل وتولى ادارته، عضو بلدية الطيرة عن الجبهة، المحامي سامح عراقي، فتوجه في بداية كلمته بالتحية الحارة الى كوادر الحزب والجبهة في المدينة، والى الهيئات الحزبية القطرية على ما بذلوا من جهود لافتتاح النادي الجديد، كما توجه بالتحية الى أبناء وذوي المربي المرحوم حسن بشارة، على تبرعهم السخي في هذا السبيل، وركز عراقي على أهمية احياء النادي الجديد بالفعاليات السياسية والاجتماعية الثقافية، كما تطرق الى الخطوات المتخذة نحو اقامة مؤسسة حسن بشارة الثقافية، بمحاولة جادة، لرفع لواء العلم والثقافة في المدينة
وكان أول المتحدثين، النائب محمد بركة، رئيس مجلس الجبهة القطري، فاستهل كلمته بالقول "لو كان أبو جهاد اليوم بيننا لتطرق أول ما تطرق الى المأساة الدائرة في قطاع غزة والاقتتال الفلسطيني المؤلم" وحذّر بركة من الانشغال بهذا الاقتتال عن التحديات الحقيقية الملحة أمام القضية الفلسطينية وتوجه بنداء حار الى الفصائل المختلفة باسم الجماهير العربية في الجليل والمثلث والنقب بايقاف شلال الدم والاحتكام الى أسس الوفاق الفلسطيني
وفي موضوع آخر تطرق بركة الى ما أسماه "الشكل المبتذل من البحث العلمي حول تاريخ الجماهير العربية" ووصف بعض الواقفين من ورائه بالـ"مزورين الجدد" خاصة أولئك الذين يحاولون تشويه مسيرة الجماهير العربية واختزالها بأنفسهم اذ قال "هنالك من يحاول اختزال المشوار النضالي بنفسه، وإن لم يسعفه الحظ يحاول التشويه، لكننا نقول بأن هذه كثيرة عليهم
إنما نطلقها وعدا حرا وصادقا إن الطريق الذي عبده الأوائل أمانة في الأعناق، قد نتناقش حوله لكن العبث به محظور" وكان بركة قد تطرق هنا الى "الدراسة" التي تدعي بأن اقامة الجبهة غداة يوم الأرض كان مؤامرة لحزب المباي، ضد أحزاب اليمين!!
وأنهى بركة كلمته بتوجيه النداء الى كوادر الحزب والجبهة والشبيبة في الطيرة باحياء هذا النادي بالفعاليات المختلفة، لتحويله الى "مشعل ومنارة وخلية نحل
"
الرئيس السابق لمجلس الجبهة القطري، طيب الذكر، حسن بشارة، أبو جهاد
د
زهير الطيبي، سكرتير جبهة الطيبة الدمقراطية، تحدث في كلمته عن لقائه الأول بأبي جهاد، كمرب ومعلم للغة العربية في مدرسة الطيبة الثانوية، اذ قال "كان أبو جهاد يبحر في كنوز اللغة وجواهرها وكان يستغل الأشعار والنصوص الأدبية ليغرس فينا حب الوطن وصون الكرامة الشخصية والوطنية والاباء والقامة المنتصبة" ثم تحدث عن لقائه به مجددا في صفوف الجبهة الدمقراطية وميادين العمل والنضالات، فقال" تعرفت عليه أولا كمعلم للعربية ومن ثم كمعلم للوطنية وللسياسة النظيفة الناصعة"
وقدم المحامي سامح خاسكية، قصيديتين نظمهما لذكرى أبي جهاد واستعرض من خلالهما عملهما المشترك في محطات مختلفة، سيما العمل على جمع حملات الاغاثة من المدينة الى أبناء شعبنا الفلسطيني في المناطق المحتلة
الكاتب محمد نفاع، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي، دعا كوادر الحزب في الطيرة الى تحويل ناديهم الى مقر وعنوان يعرفة القريب والبعيد، ثم تطرق الى ما كان قد أثاره النائب بركة حول تزوير تاريخ الحزب والجبهة، وتحدث عن الدور التاريخي الهام الذي أدته الصحف الحزبية، خاصة الاتحاد والجديد ببقاء الجماهير العربية وصون هويتها، كما دعا الى دعم صحيفة الاتحاد والمشاركة الواسعة في حفلها السنوي، نهاية هذ الأسبوع
تطرق نفاع أيضا الى التطورات في العالم العربي، مؤكدا على ضرورة لفظ المؤامرات الأمريكية الاستعمارية في المنطقة، وتوجه بتحية حارة الى المقاومة الشعبية العراقية على ما تنزله من خسائر بالمحتل العراقي، وأكد على ضرورة منع أي اقتتال طائفي في أي من الأقطار العربية
المربي والشاعر، عبد الرحيم الشيخ يوسف، وهو زميل أبي جهاد في مهنة التدريس في مدرسة الطيبة الثانوية، تحدث عن أبي جهاد المربي المتفاني وعن ذكرياته معه ومع الطلاب، اذ كان المرحوم قد قضى جل حياته التدريسية في هذه المدرسة
المربي فتحي فوراني أشار بكلمته الى لقائه الأول بأبي جهاد، عام 1961، حيث كتب بشارة مقالة تحت عنوان "نحن العرب فلتسمع الدنيا لنا" وهو بعد في أول مشواره الثقافي السياسي، وعن تطور المعرفة بينهما فيما بعد، وعن دور أبي جهاد بتخريج أجيال كاملة من عشاق اللغة العربية، وقال ايضا "وقد جمع أبو جهاد
المجد من طرفيه
حب اللغة العربية
وحب الأرض
في وطن الآباء والأجداد
"في زياراتي إلى بيتي وبيوت أحبتي وأهلي وإخوتي في طيرة بني صعب
كان الفلاح أبو جهاد يأخذني من يدي في جولة إلى مملكته الصغيرة
"الأرض"
وكان يتألق ويتيه متعة ولذة ويهيم عشقًا
في التعبير عن جنونه بالأرض الطيبة
حصته من هذا الوطن!"
"لقد اختار أن يكون عينا ساهرة
فاختار خير الجهاد
وخير الجهاد عين ساهرة
لعين نائمة!"
وأما المربي مفيد صيداوي، مدير مدرسة كفر قرع الثانوية، والذي تتلمذ على يد أبي جهاد ومن ثم انضم الى جانبه الى صفوف الحزب والجبهة، توقف عند ثلاث خصال حميدة بأبي جهاد، وهي مواقفه الأصيلة وصونه لتاريخ الآباء والأجداد وأدبهم، وحفاظه على العلاقات الطيبة مع الناس، حتى أولئك ممن كان يختلف معهم بالآراء والمواقف، وصموده وثباته عند المواقف الجبهوية الأصيلة، واقترح صيداوي، تعزيز الخطى نحو اقامة مؤسسة حسن بسارة الثانوية والاعلان عن جائزة "البحث العلمي في التربية والأدب والتاريخ" كرد على محاولات التشويه لتاريخ الجماهير العربية في البلاد
السكرتير العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي، الرفيق عصام مخول، أشار في كلمته الى الانتماء الوطني والطبقي الأممي الذي تميز به أبو جهاد والى علاقته الوثيقة بالحزب الشيوعي كصديق له وكشريك بتأسيس الجبهة الدمقراطية للسلام والمساوة في الطيرة وقطريا، وألقى مخول الضوء على ما ميز أبا جهاد من جرأة وصراحة جعلاه نارا على رجعية شعبه ومناضلا من أجل الوجه التقدمي الحضاري لشعبه
ودعا مخول الى أن يتحول افتتاح النادي الى مناسبة لانظلاقة أقولى لفروع الشبيبة الشيوعية في المثلث الجنوبي، اذ قال "بلا شك، كان أبو جهاد سيسألنا اليوم، وكمرب للأجيال، عن حال الشبيبة الشيوعية التي أوصانا خيرا بها"
وأنهى مخول كلمته بالتأكيد على ضرورة تعزيز مشاعر الانتماء والالتزام مشددا بأن في هذا وفاء للرعيل الأول الا أنه لم يكتف بهذا بل أكد على ضرورته من أجل مواصلة المشوار
الكلمة الأخيرة، كانت لنجل حسن بشارة، د
جهاد بشارة، الذي شكر الحضور وتعهد بالبقاء على درب أبيه ورفاقه الأوائل وأشار الى عدد من الاقتراحات حول تطوير النادي والرقي به من مقر سياسي الى ملتقى ثقافي واجتماعي
يذكر بأن حفل افتتاح النادي على اسم حسن بشارة، تزامن والذكرى الخامسة لرحيله، وقد رحل عن عالمنا وهو بعد في عز العطاء، اذ كان يشغل في السنوات الخمس الأخيرة من حياته منصب رئيس مجلس الجبهة القطري