كيف مرّ عامُك الذي انتهى؟
كتفاحةٍ خَمِجت قبل أن تذوقَ طعمَها المُشتهى؟
أم كنسمةٍ عليلةٍ دغْدَغتْ فيكَ طِيْبَ المُنى
فأطْعَمتكَ أشهى الثمارِ من سِدرةِ المُنتهى؟!
***
لا تبك وردةً ذوت تحت أدمُع السحابْ/
براعمُ الربيعِ لا تطيلُ رحلةَ الغيابْ/
غداً ترى عيناكَ ليلةً تملأُ الكأسَ من نور القمرْ/
ترى الفجرَ يمسحُ الشحوبَ عن وجه السَحَرْ/
الوردةُ التي ذوَتْ تحيكُ من شُعاع الشمسِ متعةَ النظرْ/
ستستعيدُ بهجةُ العصافير بالربيعِ مجدَها المُنتظرْ/
***
عندما يهاجرُ العندليبُ
يسكت النشيدُ
يُسمعُ الصدى/
لتسمعَ النشيدَ من جديدْ
لا تلوي إلى الوراءِ
أنظرْ إلى المدى/
قد ترى الحياةَ ناعمةً كلمسةِ الوردةِ الحمراءَ للندى/
***
يومُنا الذي مضى ليس صفحةً في كتابْ/
تظلُّ ثابتةً فيها الحروفُ والمفرداتْ/
يومنا الذي مضى يعود مثل أوراق الخريفْ
تعودُ بعدما هوَتْ على الرصيفْ/
يومُنا يعودُ دائماً بعد الغيابْ
كما تعودُ الحياةُ من دفيئةِ الترابْ
يوسف حمدان - نيويورك