قبل عدة سنوات بدأ الشاعر سعد أبو غنام من كسيفة مشروع الكتابة الإبداعية، والذي بدأ كمبادرة فردية إذ بدأ تدريس الكتابة الابداعية لمجموعة طلاب من أجيال مختلفة في كسيفة في المدارس والمركز الجماهيري.
وقد أصدر طلاب المشروع ثلاثة كتب من نتاج ورشات الكتابة الإبداعية في كسيفة وأشهرت الكتب في أمسيات ثقافية حضرها جمهور غفير. ومن ثم بدأ الشاعر والكاتب أبو غنام نشر الفكرة في أطر أوسع، فدرّس الكتابة الإبداعية في بلدات أخرى وأصدر كتابا من ابداعات مجموعة الكتابة الابداعية في بلدة شقيب السلام والآن يدرس الكتابة الابداعية لطلاب عرب في جامعة بئر السبع ولمجموعات المعلمين أصحاب الميول الكتابية وذلك من أجل تمرير الفكرة الى طلابهم.
عن مشروع الكتابة الابداعية والذي أظهر طلابه ابداعاتهم ضمن فعاليات مهرجان الاستدامة والتراث في كسيفة مؤخرا يقول الشاعر سعد أبو غنام: "الطلاب أبدوا مستوى ممتاز وكتبوا بغزارة إثر سيرورة مشاركتهم في ورشات الزراعة الصحراوية وورشات عن المياه والاستدامة في الأسابيع الأخيرة في كسيفة وقد أبدعوا كتابيا في وصف تجربتهم في مشروع الاستدامة والتراث، وبشكل عام طلابنا متعطشين إلى هذا النوع من النشاطات التوعوية الثقافية والابداعية وما أحوجنا اليوم لثقافة الكتابة والقراءة وانا أرى بأم عيني الحماس الكبير والإثارة لدى الطلاب أثناء ورشات الكتابة الابداعية وأحاول دائما أن أنشر موضوع الكتابة الابداعية على نطاق أوسع وعلى المستوى القطري وليس فقط على مستوى النقب".
وتابع قائلا في حديث لموقع "كل العرب": "أنتظر بفارغ الصبر التعاون والمؤازرة من جانب وزارة التربية والتعليم من أجل دمج الكتابة الإبداعية في العملية التعليمة وضمن برنامج الدروس للطلاب وإيجاد صيغة مهنية تمكنني من إرشاد أكبر عدد من المعلمين في هذا المجال، علما أنني أقوم بأرشاد موضوع الكتابة الإبداعية كاستكمال مدرسي، ولكن على نطاق ضيق جدا لا يفي بالغرض ولا يعطي الموضوع حقه وأهميته التي يستحقها".
تشجيعا من موقع "العرب" و"كل العرب" نقوم بنشر مساهمات الطلاب من مدرسة أبو وادي، الذين أبدعوا مؤخرا في الكتابة والإلقاء ضمن مهرجان الاستدامة والتراث في بلدة كسيفة جنوب الجنوب.
هنا نصّ بقلم الطالبة المبدعة "رسيل المحاريق" وهي طالبة في الصفّ الرّابع ج في مدرسة أبو وادي الابتدائية في كسيفة في جنوب البلاد. مدرسة أبو وادي ترفع شعار الإبداع وتشجّع وتعمل على تنمية المواهب الأدبيّة الواعدة والصاعدة ورسيل هي مثال رائع للنهج الذي تسير عليه المدرسة:
حُلمي العزيز
حُلمي العزيز
أنا أفكّر
أعملُ
أستطيع
أبحثُ
أجرّبُ
أقرأُ
أكتبُ
لن يمنعني شيء
لا أحد
لستُ صغيرةً إلى هذا الحدّ
كبيرةٌ أنا بأحلامي
بما أراهُ في خيالي
في النهاية
أحلامي هي الأمل
أعلمُ، لن يحدثَ هذا
في لمحِ البصر
سأعمل، سأعمل ولكن
يا حلمي العزيز
تحقّق، بالله عليك تحقّق..
ولو بعد حين
رسيل المحاريق - كسيفة