إيمان بسيوني ابنة الناصرة هي واحدة من ألمع الإعلاميات الفلسطينيات في مجتمعنا التي عكست صورة جميلة عن المرأة الطموحة المُجتهدة المُثقّفة والتي تسعى لتحقيق ذاتها وشغفها متمسّكة بأحلامها الأولى، رسمت طريقًا خاصًّا بها، حاكت من خلاله قصّة نجاح مُستمرّة ومتجدّدة ولا تزال، باع طويل في هذا المجال جعل منها إعلامية جريئة تحترم الجمهور وعقله، وتفرّدت أخيرًا بكسر الصّورة النمطيّة المحصورة للإعلام في مجتمعنا العربي لتحقّق نجاحًا جديدًا وتفتح بابًا خارج أسوار البلاد جسرت من خلاله هوّة عمرها سنوات مع الوطن العربي بمجالها.
سنوات من العمل الجادّ في الحقل الإعلامي التقت من خلالها نخبة من فناني ومُبدعي فلسطين والوطن العربي، وتناولت موضوعات اجتماعية وفنيّة وإنسانيّة عبر نافذة برامجها العديدة. ماذا تخبئ الأم، الإعلامية وسيّدة الأعمال إيمان بسيوني خلف كُل هذا النّجاح؟
البداية ..
شغفي بهذا العالم بدأ منذ الصغر، منذ نعومة أظافري وأنا أحب المسرح والوقوف أمام الكاميرات، وكنت مُشارِكة فعّالة في مسارح المدرسة بجميع المُناسبات، ورافقني هذا الشّغف بجميع مراحل عمري حتّى بعد تخرّجي من المدرسة.
وبسبب محدودية المجال الفنّي -التّمثيل والمسرح- آنذاك، طلب أهلي منّي أن أكمل دراستي الأكاديمية بموضوع بعيد عن الفنّ والإعلام، فاتّجهت إلى العمل الاجتماعي وحصلت على شهادة اللقب الأول من جامعة حيفا، وعملت فيه لمدّة تسع سنوات متواصلة، لكن بعدها بدأت أشعر أنّني لم أعد أجد نفسي وشغفي في هذ المجال، عندها وبعد أن ولدت ابنتي الثانية جونا قرّرت التّخلي عن عملي في مجال العمل الاجتماعي والاتجاه إلى الطريق الذي أحبّه وأحقّق فيه ذاتي وطموحي.
لحظات ضعف..
نحن كبشر نمرّ بلحظات ضعف وضغوطات نفسية كثيرة، لا بُد من وجود هذه اللحظات في حياتنا لنشعر بقيمة كُل شيء، لكن اللحظة التي أعتبرها "كسرة قلب وكسرة روح" هي وفاة أمي، التي شعرت بعدها أنّ طاقتي نفدت وأنّني لن أستطيع النهوض مجدّدًا من بعدها، ولكن سبحان الله حتّى في مصيبتي هذه منحني الله قوّة كبيرة زادت إيماني بنفسي وقوّت عزيمتي وإصراري على أن أستمر بالطّريق الذي رسمته.
لا يُمكنني أن أقول أنّ هُناك نقطة مفصليّة كانت في مسيرتي منذ البداية حتّى اليوم، فأنا أعتبر جميعها خبرات وتراكم تجارب أضافت لي الكثير، حتّى إن كانت تجربة غير ناجحة فهي بالتأكيد علّمتني وأضافت لي، والأهم أنّ جميع هذه التّجارب أكّدت لي أنّه لا توجد خسارة، فإمّا أن أربح أو أن أتعلّم درسًا!.
وأكملت قائلة.. الحياة مدرسة وعلينا أن نتعلم منها وأن ننضج فيها وإلّا فإنّ سنين حياتنا تذهب هدرًا. هذا النّضج من اكتساب الخبرات في حياتنا يظهر على الشخص دون بذل أي مجهود، ودون أن يقول "أنا نضجت"، وذكاء النّاس لا يُمكن أن يُراهن عليه، فلديهم منه ما يكفي للتفرقة بين الشخص السّطحي والعميق، وبين المؤثّر الحقيقي الذي يُحدث فرقًا إيجابيًّا حتّى في حياتهم الشّخصية وبين العكس.
انا مُمتنّة جدًّا للمسافة التي قطعتها في حياتي بالصّعوبات قبل الانجازات والنّجاحات التي أوصلتني إلى ما أنا عليه اليوم، من شخصيّتي، التّوازن النّفسي، العقلي والإدراكي والسلوكي والعاطفي.
الشّهرة في حياة إيمان
الشّهرة هي التّوازن الحقيقي بين نفسي وبين النّعمة التي منحني إياها الله، في هذا المجال أنا لا أبحث فقط عن الشّهرة بقدر بحثي المُستمر عن التّميّز والاستمرار وهناك فرق شائع بينهما. فإذا حقّقت الشهرة والتّميز هذا يعني أنّني حقّقت هدفي ورغبتي وشغفي.
"نجوم مع إيمان"، البرنامج الذي لاقى صدى واسعًا في موسمه الأول الذي تمّ تصويره بين دبي وبلجيكا مع باقة من الوجوه البارزة فنّيًّا وإعلاميًّا في العالم العربي مثل لجين عمران وشذى حسون وداليدا خليل، ومؤخرًا تم الانتهاء من تصوير موسمه الثاني في قلب العاصمة المصرية القاهرة مع أهم النجوم مثل غادة عبد الرازق ومحمد صبحي ونسرين طافش وغيرهم، ماذا تقول إيمان عن البرنامج ورسالته..
سعدت كثيرًا بالتّصوير في مصر، البلد التي احتضنتني كما احتضنت الكثير من الفنانين والمبدعين العرب من قبل، وكانت تجربة أكثر من رائعة رغم التحديات والصّعوبات التي واجهتها حتّى يرى البرنامج النور وأتمنّى أن ينال إعجاب واحترام الجمهور.
أمّا عن رسالتي في برنامج "نجوم مع إيمان" بالموسمين الأول والثاني كانت بالأساس جسر الهوّة بيننا وبين الوطن العربي، إذ تمّ تغييبنا قسرًا في السّابق بما فيه الكفاية وحان الوقت لأخذ الفرصة الحقيقية مثل سائر الإعلاميين والفنانين العرب في مختلف البلدان العربية، لأنّنا نستحق بالفعل أن تُسلّط الأضواء علينا، نحن بلد الفن، بلد المبدعين، الشعراء، المثقفين، الممثلين، المسرحيين، الادباء، الكتاب، الرسامين، الراقصين، الإعلاميين، رجال وسيدات الاعمال. نحن شعب يستحق الحياة.
الجانب الثاني من حياة إيمان بسيوني كسيّدة أعمال
عالم إدارة الأعمال هو أسلوب حياة، وليس مجرّد مُمارسة لشيء ما أو هواية ما، هو جزء لا يتجزأ منّي ومن شخصيّتي، دخلت هذا العالم بعد إدراك تامّ لاستعدادي بخوضه، فأنا شخصيّة مُغامرة وشغوفة ودؤوبة ومجتهدة ومستعدّة لخوض التّحدّيات وكل هذه الأمور وجدتها في مجال إدارة الاعمال وبفضل الله أرى نجاحًا فيه. وعدا عن النّجاح الشخصي وتحقيق الذّات، لديّ رسالتي الخاصّة للمجتمع من خلال الأعمال التي أديرها وهي انخراط الشابات في سوق العمل واعتمادهن على أنفسهن لانّي أؤمن بالمرأة وبكيانها وأنّها تستحق العمل والعيش بكرامة، لذلك في المحلات الثلاثة التي أديرها حرصت على توظيف شابات وفتح الفرصة أمامهن للانخراط بسوق العمل.
الأمومة
أعظم شعور في العالم هو شعور الأمومة هو شعور لا يُمكن وصفه، ابنتاي راما وجونا هما أعظم شيء حصلت عليه في حياتي، فضل الله عليّ كبير وهذه العطايا منه ثمينة يجب ان نعرف كيف نُقدّرها ونُحافظ عليها ونحترمها وأن نحمد الله ليلا ونهارًا عليها، فليس من المفهوم ضمنًا أن أكون امًّا وأن أستطيع خلق كلّ هذا التّوازن في حياتي، لكن عندما تكون الأم تعي تمامًا القيمة العظمى التي بين يديها ستجعلها أولويّة دون منافس".
أخيرًا..
رضى الله من رضى الوالدين
والسعادة لحظة والرضى حياة
الرضى هو شعور عظيم جدًّا يخلق التّوازن النّفسي ويمنح الشّعور بالأمان لأنّك بين يدي رب العالمين، فالله اكرمنا بالسّعي وعلينا ان نسعى ونجتهد ونعمل بكرامة لتحقيق ذواتنا، لا شيء يأتي بسهولة لكن المتعة الحقيقية هي عندما يحقّق الشخص نفسه رغم كل الصّعوبات التي يمرّ بها.
الجميلات هنَّ الجميلاتُ نقش الكمنجات في الخاصرة، الجميلات هنَّ القويات يأسٌ يضيء ولا يحترق وللحلم بقيّة..