لغةُ القلب مُشَفَّرةٌ
لا يقرأُها عرّافٌ وطبيبْ/
لغة القلب مخبأةٌ
لا يفهمها إلا من خاطبَ
جُرحاً فتحته الدمعةُ من عين حبيبْ/
همساتُ القلبِ أغانٍ
لا يَسمعُ نبضَ صداها
إلا من أهداها مهْجتَهُ
في يوم العيد/
أعظمُ حبٍ ما يبقى جمرا يتوهجُ
تحت رمادْ/
أعذبُ ماءٍ لا يستعرضه السطحُ
ويبقى مخفيا تحت سهولٍ وتلال/
***
يتجلّى سحرُ العينينْ
حين يغطّي بعضَ الوجهِ وشاحْ/
كأسُكِ مترعةٌ بجمال الدنيا
لا تُشرب إلا جرعاتٍ في كل مساءٍ وصباحْ/
حين يهبُّ جمالُ الدنيا عاصفةً
أُصبِحُ جندياً في الميدان بدون سلاحْ/
يسحرني البحرُ المتموجُ في العينينْ
وأنا لا أملك أن أشربَ بالفنجان مياه البحرِ
ولا تحملني الأمواجُ سوى سبّاحاً أو ملّاحْ/
في الشمسِ سعيرٌ ملتهبٌ
حين ترى وجهكِ
تصبح وجهاً وضّاءً تتوهج فيه الأفراحْ/
***
نفسي غائمةٌ والشارعُ يستقبلُ أمطارَ خريفْ/
تحت سماءِ المُدن الكبرى
عبثاً أحلمُ أن أسمع زقزقةَ العصفورِ
فلا عصفورٌ غرَّد أو حلَّقَ سربُ حمامْ/
زهرٌ مُبْتَلُّ الوجنةِ، لا أدري بَلَّتهُ من قطرات المطر الباردِ،
أم من دمع بكاءْ/
أحلمُ أن أستيقظَ ذات صباحٍ
تحت التينة في برِّ الشامْ/
أحلمُ أن أمشي ذات نهارٍ
في حقلٍ مفتوحٍ لا تُزرع فيه الألغامْ/
لغةُ القلبِ ستصبحُ ذات غدٍ مشروعةْ
كي ننسِجَ من أصوافِ مغازلها حُبّاً وسلامْ
يوسف حمدان - نيويورك