أقدم مجهولون على إضرام النار بشجرة الميلاد في بلدة الرامة المتربعة على صدر الجليل، وهو عمل صبياني جبان ومشين، وغريب عن عادات وقيم شعبنا، مدان ومستنكر.
وهذه ليست المرة الأولى الذي تتعرض فيها شجرة الميلاد للتخريب والحرق في بلدات الجليل، وما حدث في الرامة ليس سوى محاولة جديدة لتعكير أجواء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وزرع نار الفتنة في هذا البلد الجميل الطيب، بلد الشاعر الراحل سميح القاسم، والمربي المرحوم غطاس غطاس، والناقد نبيه القاسم، والشاعرة سوسن غطاس وسواهم من المبدعين والمثقفين والفنانين والسياسيين، والذي تعيش فيه جميع الطوائف بكل المحبة والاحترام، ويحتفلون بالعيد معًا وسط أجواء ميلادية رائعة.
ويبدو أن هناك من لا يريد الخير لهذا البلد من خفافيش الليل والظلام فقام بفعلته الشنيعة بهدف اضرام الفتنة. ولكن ثقتنا كبيرة بالعقلاء في الرامة وبأهلها الكرام الذين سيطوقون الحادث ولن يعطوه اهتمامًا أكثر من حجمه، وهو يزيدهم لحمة، وسيعملون على إعادة نصب شجرة الميلاد، وتمتين النسيج الاجتماعي، وسوف يشدون بعضهم بعضًا كالبنيان المرصوص ويقووا تماسكهم وتعاونهم. فدعوا الفتنة نائمة، ولعن اللـه من يروج لها ويقف خلفها.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com