أثار فيلم "أميرة" الروائي الذي أخرجه محمد دياب، ويمثل الأردن في ترشيحات "جوائز الأوسكار" لعام 2022، غضبًا واسعًا ورفضًا شديدًا، وقوبل بعاصفة من الانتقادات الحادة من الفلسطينيين والأردنيين، لما فيه من إساءة كبيرة للأسرى الفلسطينيين في سجون وزنازين الاحتلال الإسرائيلي ولأبنائهم، وتحت الضغوطات الكبيرة، وفي ظل الجدل والسجال الذي أحدثه وأثاره الفيلم، وكونه يمس بالقضية الفلسطينية، واحترامًا لمشاعر الأسرى وعائلاتهم، قررت الهيئة الملكية للأفلام العدول عن تقديمه لتمثيل الأردن في جوائز الأوسكار، كما تقرر وقف أي عروض للفيلم.
فهذا الفيلم يشكك في نسب أبناء الأسرى الذين تم انجابهم عبر النُطف المهربة لآبائهم، مما يعكس الخيال الهادف لتحقيق مكاسب فنية على حساب تضحيات الأسرى.
ويروي الفيلم قصة فتاة تدعى "أميرة" ولدت عبر نُطفة مهربة لوالدها، الذي يقبع في سجن مجيدو الإسرائيلي، ولكنها تفاجأ لاحقًا أن هذه النُطفة تعود لضابط إسرائيلي مسؤول عن التهريب داخل السجن، والذي قام باستبدال النُطفة قبل أن يتم تسليمها لعائلة الأسير.
لقد جاءت أحداث الفيلم بطريقة متساوقة بشكل مباشر مع الرواية الصهيونية، وتجنٍ كامل على الحقيقة، وتمس بجلاء ووضوح بقضية هامة من قضايا شعبنا الفلسطيني، ويضرب الرواية الفلسطينية الوطنية والنضالية في الصميم، ويسيء بطريقة لا لبس فيها إلى تاريخ ونضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية.
وفي حقيقة الأمر أن النُطف المُحررة شكلت على مدار السنوات الماضية أهم وأبرز الإنجازات التي استطاع ونجح أسرى الحرية من خلالها كسر أغلال السجن، وجدران الزنزانة، وصناعة الأمل بقوة الإرادة، وباتت محطّ اهتمام العالم. وكان من الأجدر أن يسلط الفيلم الضوء على إبداع وعبقرية السجين الفلسطيني وتحدي الجدران والأسوار والأسلاك الشائكة لصناعة الحياة وإنجاب الأطفال.
وباختصار شديد يمكن القول ان فيلم "أميرة" يسيء لأسرى شعبنا ويضرب خاصرته، ويخدم الاحتلال والرواية الصهيونية، ومعظم القائمين عليه من الجنسيات المختلفة، المحترفين في صناعة الأفلام، كانوا من المتطفلين على القضية الوطنية المقدسة، اولًا، وقضية الأسرى ثانيًا.