الطلاب:
يجب أن يصلنا القبول من الوزارة حتى موعد 25.12 وإلّا فبجميع الأحوال لن يُسمح لنا التقدّم للامتحان بعد موعد التسجيل الأخير هذا
نناشد المسؤولين بمساعدتنا وتوضيح الأمور لنا وأن تضع أمامنا الخطوات التي علينا اتّباعها لنخرج من هذا الكابوس ونتقدّم للامتحان
وزارة الصحة:
على المتقدّم الذي لا يستوفي كافة الشروط الرجوع إلى الجامعة الذي درس فيها وذلك حتّى تتوفّر لديه جميع الوثائق المطلوبة للاعتراف المهني
المحامي راني العمري:
نحن قدّمنا التماسات للمحكمة العليا لبعض الطلاب الذين درسوا في الأردن وننتظر قرار المحكمة في التماسنا
وزارة الصحة ودائرة التّمريض تدّعيان بأنّ الخطّة الدراسية الخاصّة بطلاب الجامعات الفلسطينية والأردنية هي خطّة لا تُلائم المعايير المطلوبة في البلاد
النائب إيمان خطيب- ياسين
أنا أعد جميع الطلاب أن أبذل قصارى جهدي لتحصيل حلول سريعة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الحل هنا بالذات ليس بيد السياسيين إنّما بأيدي المهنيين في وزارة الصحة والجامعات
-------------------------------------------------------------------------------------
يعاني خريجو موضوع التّمريض من الجامعات الفلسطينية والأردنية من رفض وزارة الصحة لطلباتهم وعدم اعطائهم شهادات الاستحقاق ليتمكّنوا من التّقدّم لامتحان مزاولة المهنة في البلاد، الحديث يدور عن مئات الطلاب الذين ينتظرون الموافقة ليتقدّموا للامتحان ليبدؤوا مسيرتهم العملية في البلاد كممرضين وممرضات بعد أربع سنوات تعليمية في الغربة.
القضية باختصار
توجه إلى موقع العرب وصحيفة كل العرب عدد كبير من خريجي التمريض من الجامعات الفلسطينية والأردنية، معربين عن استيائهم الشديد جراء رفض طلباتهم المتكرّرة للتقدّم لامتحان مزاولة مهنة التمريض من قبل وزارة الصحة في البلاد وعدم المصادقة على شهاداتهم والاعتراف بها، وحتّى اللحظة لا يعرف هؤلاء الطلاب ما الذي عليهم القيام به ليسمح لهم بالتقدم للامتحان مثل باقي الطلاب من خريجي البلاد، علمًا أنّ قسمًا كبيرًا منهم لم يتمكّن من التقديم للامتحان في موعد شهر 4 وموعد 9 ما يعني أنّهم أضاعوا سنة كاملة من عمرهم وهم يدرسون لامتحان لم يدخلوه، وكما قيل فإنّ كل طالب يصله ردّ بشكل شخصي مرفق بأسباب مختلفة عن باقي الطلاب.
وبحسب الادّعاء كما قال بعض الطلاب فإنّ الخطة الدراسية في الجامعات الفلسطينية والأردنية هي خطّة لا تتلاءم مع الخطة في اسرائيل، ولكنّهم يعتقدون أنّ هناك أبعادًا سياسية للأمر ذلك لأن الخطة لم تتغيّر منذ 2012. ومن المتوقع ألا يتقدّم هؤلاء الطلاب للامتحان القريب المقرر في شهر 4 المقبل 2022 بحال تمّ رفض طلباتهم مرّة أخرى حتى تاريخ أقصاه 25.12.
موقع كل العرب يفتح ملف هذه القضية ويتابع الموضوع مع الطلاب والجهات المعنية .
وكان لنا حديث مع بعض طلاب الجامعة الأمريكية في جنين..
الطالبة دنيا موفّق حيادري من سخنين
تقول: "تخرّجت من الجامعة منذ نحو العام، وقمت بتقديم جميع الأوراق المطلوبة ليتسنى لي التّقدم لامتحان مزاولة المهنة، تسجّلت لدورة قبل الامتحان الوزاري ودرست له ولم يخطر ببالي أنّ يصلني أي رفض وكانت المفاجأة أن تمّ رفض طلبي وامتنعت عن التقدّم للامتحان قبل أسبوعين فقط من موعده الذي كان في شهر 9 الماضي". وتابعت قائلة: "توجّهنا لأعضاء الكنيست العرب الذين أقاموا جلسة مع المسؤولين بتاريخ 15.11 ووعدونا بأن تُحل القضيّة بأسرع وقت ممكن، لكن الوقت يُداهمنا، ولا أحد يُساعدنا في قضيّتنا ونحن نخسر وقت وجهد وتعب ولا نعرف ما المصير الذي ينتظرنا، ما يهمّنا هو أن لا يضيع تعب السنوات هدرًا".
الطالب محمد نبيل مصاروة من باقة الغربية
قال: "بشكل مفاجئ في الشهر الخامس من السنة الماضية أرسلت وزارة الصحة لكل خريجي التمريض في جنين بأنّها تعترف باللقب لكنّها ترفض أن نتقدّم لامتحان مزاولة المهنة، والغريب أنّ الأسباب غير واضحة ولكل طالب وصل سبب خاص به، رغم انّنا أنهينا جميع المساقات والتدريبات معًا، فما المشكلة؟ ولماذا تصل أسباب مختلفة لكل طالب بدلًا من سبب واضح للجميع؟ لا ندري! خسرنا موعد الامتحان في شهر 9 ونتوقع أن نخسر الامتحان القريب". وتابع قائلًا: "بعد استلام الرفض حاولنا إعادة إرسال الأوراق الناقصة كما طلبت الوزارة لكن الأمر يتطلب 45 يومًا لقراءتها في كُل مرة، وهذا وقت ومجهود ضائعان، ونعيش اليوم بدوامة ونشعر أنّنا الحلقة الأضعف في كل هذه القضية التي لا نعرف أسبابها. بعد توجّهاتنا للمسؤولين التي لم تثمر شيئًا لا نعرف ما علينا فعله اليوم، لا نعرف حتّى هل ندرس للامتحان القادم أم لا!" وأنهى قائلًا: "نريد معرفة ما تريده وزارة الصحة منّا اليوم، ونحن مستعدين للقيام بكُل شيء سيتيح لنا أن نتقدّم للامتحان مثل باقي الطلاب، لكن نريد بيانًا يوضّح لنا كافّة التفاصيل بشكل رسمي".
الطالب إلياس مزلبط من المغار
قال: "تخرّجت منذ ما يقارب السنة ونصف من الجامعة، ومنذ ذلك الحين وأنا أحاول التّقدم لامتحان مزاولة المهنة لكن الوزارة ترفض مرارا طلبي، وفي كل مرّة أستلم رفضًا أجد سببًا جديدًا أمامي فيه، إن كان متعلّقًا بأوراق أو خطّة دراسية او أسباب أخرى. توجّهنا لنواب الكنيست مثل أيمن عودة ود.أحمد الطيبي أسامة سعدي، وخلال الجلسة التي أقيمت مع ممثلين من الجامعة وعدونا ان يُحل الموضوع بأسرع وقت ممكن، وحتّى اليوم لم نجد أي حل، كل ما نطلبه أن يسمحوا لنا التّقدّم للامتحان وبعدها يُمكنهم أن يُقرروا حسب قدراتنا ما يجب فعله، فنحن نستحق هذه الفرصة بعد جهد وتعب 4 سنوات". وتابع: "رغم أنّ لا شيء واضح بالنسبة لنا لكنّي بدأت أدرس لامتحان موعد شهر 4 ولكن يجب أن يصلنا القبول من الوزارة حتى موعد 25.12 وإلّا فبجميع الأحوال لن يُسمح لنا التقدّم للامتحان بعد موعد التسجيل الأخير هذا".
الطالب باسل محاميد من ام الفحم
قال: "وصل طلاب التمريض من دفعة 2016 رفض تام من قبل الوزارة للتقديم لامتحان مزاولة المهنة، والأسباب غير مفهومة حتّى اللحظة، فمن ضمن الأسباب التي وصلت أنّ الخطة الدراسية ليست قويّة ولا تؤهّل الطالب التقدم للامتحان، ولكن جميعنا درسنا بنفس المادة وأخذنا ذات المساقات والتدريبات حتّى في سنوات سابقة تعلّموا بنفس الخطة وتخرجوا وزاولوا المهنة بشكل طبيعي، إذن لماذا يصل لكل طالب سبب مختلف عن الآخر، علمًا أنّ الخطّة الدّراسية لا تتغيّر إنّما يُضاف عليها بعض التّعديلات لتحسينخها للأفضل بين العام والثاني" وتابع قائلًا: "نريد بيانًا واضحًا من قبل الوزارة تشير من خلاله إلى المتطلبات والشروط التي علينا استيفائها لنضمن قبولنا للتقدّم للامتحان بشكل مؤكّد، بعد كُل رفض نضطر أن نعود إلى الجامعة لطلب التقارير والمستندات المرفقة بقرار الرفض، وهذا كلّه يأخذ من وقتنا ومجهودنا عدا عن التكاليف التي نضطر ان ندفعها في سبيل أن نصل لبرّ ولم نصل حتّى الآن. نحن بحالة نفسية صعبة، ونريد أن نُسمع صوتنا للجميع ونطالب بمساعدتنا وإخراجنا من هذا الوضع الذي تمّ وضعنا فيه دون أي تبرير".
الطالبة آية جبارين من أم الفحم قالت: "خلال فترة التّعليم التي استمرّت 4 سنوات، واجهت الكثير من الصعوبات، ولكنّا جميعًا تمسّكنا بأحلامنا واجتهدنا كثيرًا حتّى نصل إلى مرحلة التّخرّج معتقدين أنّ كل شيء سيكون على ما يرام وسنتقدّم لامتحان مزاولة المهنة مثل طلاب الجامعات في البلاد بكُل سهولة لنثبت كفاءاتنا، ولكن كل شيء حدث خلافًا للتوقّعات. منذ شهر قدّمت جميع أوراقي المطلوبة ووصلني رفض من الوزارة، لا أعرف ما هو السبب الحقيقي وراء هذا الرفض فقد استوفيت كافّة الشروط المطلوبة، حتّى التّدريب العملي الذي كان في أوج فترة الكورونا، نحن الجامعة الوحيدة التي لم تتنازل عن إكمال التدريب ورغم الخطورة التي كنا نواجهها من فكرة انتقال الفيروس إلينا أو نقله إلى عائلاتنا وتشكيل خطر على حياتهم، إلا أنّنا لم نتنازل وأتممنا الفترة كاملة كما يجب، فلماذا نقف الآن هنا؟ لا نريد أن ندرس للامتحان بموعده القريب دون فائدة، نريد من يساعدنا في فهم ما مايحدث وأن يوّجها لما علينا فعله لنستطيع تخطّي مرحلة الامتحان ومزاولة المهنة بشكل طبيعي مثل أي ممرض آخر".
الطالب عدي مواسي من باقة الغربية
قال: "أنهينا مشوار أربع سنوات تعليمية في الجامعة الأمريكية بجنين ونحن متحمسين لمزاولة المهنة التي اجتهدنا من أجل أن نكون ضمن إطارها، لم تطل فرحة التخرّج كثيرًا بعد أن استلمنا الرفض من الوزارة بأنّها لن تسمح لنا بالتقدم لامتحان مزاولة المهنة، ووضعتنا في مكان غير واضح ننساءل فيه عن الأسباب التي أوقفتنا عن إتمام حلمنا في أن نصبح ممرّضين" وتابع قائلًا: "بفترة الكورونا، الجميع كان داخل منزله إلّا نحن فكنّا نواجه الكورونا أثناء أيّام التدريب العملي، كنا نرتدي 4-5 كمامات لنحمي أنفسنا وكنا نمتنع عن العودة إلى منازلنا ورؤية أهالينا تحسبًّا من نقل عدوى لهم، والأمر لم يكن سهلًا علينا أبدًا نفسيًّا وجسديًّا. تعلّمنا وتعبنا وسهرنا ليال طوال ونحن ندرس والجميع يعرف مستوى التعليم في الجامعة الأمريكية بجنين، أنهينا مشوارنا الدراسي لننخرط بسوق العمل مثل الباقيين لننفاجأ بعدها أنه لا يمكنا التقدم لامتحان مزاولة المهنة وكأنّ تعبنا ذهب أدراج الرياح، من الصعب قول هذا ولكن هناك طلاب فقدوا الأمل بعد أن سدّت الطريق أمام تقدّمهم للامتحان مرّتين، هذا يعني أنّ عامًا كاملًا من حياتنا خسرناه ونحن ندرس لامتحان لم يمسحوا لنا بتقديمه والمصير أمامنا مجهول، نناشد المسؤولين بمساعدتنا وتوضيح الأمور لنا وأن تضع أمامنا الخطوات التي علينا اتّباعها لنخرج من هذا الكابوس ونتقدّم للامتحان".
تعقيب الوزارة
هذا وتوجّهنا لوزارة الصحة لأخذ تعقيبها حول الموضوع، قالت: "يتمّ فحص كل طلب على لوحدة، ووفًا لذلك يتم تقديم الإجابة بشكل شخصي لكل طالب، المنهاج الدراسي يتطلّب إجراءات الاعتراف بالمكانة المهنية في إسرائيل بشفافية تامة مع إرفاقها بعدّة لغات على الموقع الالكتروني الخاص بموضوع التمريض في وزارة الصحة في البلاد، وعلى ضوء ذلك على المتقدّم الذي لا يستوفي كافة الشروط الرجوع إلى الجامعة الذي درس فيها وذلك حتّى تتوفّر لديه جميع الوثائق المطلوبة للاعتراف المهني. المشكلة ليست في وزارة الصحة. "، بحسب التعقيب.
المحامي راني العمري
هذا وفي حديث مع المحامي راني العمري وهو أحد المحامين الذين يتابعون القضية ويترافعون عن قسم من الطلاب، قال: "وزارة الصحة ودائرة التّمريض تدّعيان بأنّ الخطّة الدراسية الخاصّة بطلاب الجامعات الفلسطينية والأردنية هي خطّة لا تُلائم المعايير المطلوبة في البلاد، وتختلف عن الخطة الاسرائيلية، رغم أنّ هذه الخطّة أقرّت منذ العام 2012 ولم يتغيّر فيها أي شيء، الخطّة بقيت على حالها وكان الاعتراف بالشهادات موجودًا ونجح وتخرّج الآلاف من الطلاب واليوم يعملون بشكل عادي ضمن المؤسسات الاسرائيلية الصحيّة، فما الذي تغيّر إذن؟؟".
وتابع قائلًا: "لا نعرف سبب الرفض حتّى الآن، لأنّ الأمر بدأ فجأة منذ شهر 5 من العام الماضي 2020، وبدأت الوزارة تتخذ قرارات بشكل تعسّفي ضد جميع طلاب هذه الجامعات، مع ادّعاء الوزارة أنّ قرارات الرّفض هي فردية ومتعلّقة بالطالب ونواقص معيّنة في أوراقه أو عدم ملاءمة الخطة الدراسية للتمريض، ولكن السؤال هُنا، لا يوجد طالب واحد على الأقل من بين مئات الطّلاب الذي استوفى كامل الشروط ويتوجّب المصادقة على شهادته ويمكنه التّقدم لامتحان المزاولة؟؟".
وأكمل حديثه قائلًا: "نحن قدّمنا التماسات للمحكمة العليا لبعض الطلاب الذين درسوا في الأردن وننتظر قرار المحكمة في التماسنا، فمن ناحية قضائية الحق مع الطلاب لأنّ الخطّة الدراسية مُقررة منذ سنوات طويلة ولم يتمّ الإعلان من قبل الوزارة عن أي تغيير أو عن احتمال رفض الشهادات أو التقدّم لامتحان مزاولة المهنة. أمّا من الناحيّة السياسية فهذا الأمر بيد أعضاء الكنيست العرب الذين قالوا بأنّهم سيسعون لإيجاد حلّ في أقرب فرصة ممكنة، لكن حتى اللحظة لا حلول تلوح بالأفق. أنا أتوقّع أنّه خلال الشهرين القريبين من المفترض ان تتوضّح الصورة بشكل أكبر وأن يتمّ تحديد اتّجاه المسار القضائي، ونأمل أن يتمّ قبول الادّعاء والأخذ بعين الاعتبار مجهود الطلاب" كما قال.
النائب إيمان خطيب-ياسين
وكان لنا حديث مع النائب إيمان خطيب –ياسين عن القائمة العربية الموحدة والتي تتابع الموضوع عن كثب قالت: "الحديث يدور حول المئات من الطلاب الذين أنهوا 4 سنوات دراسية في الجامعات الفلسطينية والأردنية والذين لم يتمكّنوا من التّقدّم لامتحان مزاولة المهنة بسبب رفض وزارة الصّحة، وذلك حسب ادّعاءين، الأوّل يتعلّق بالجامعات الأردنية حيث أنّ الوزارة لم توافق على التّطبيق العملي الذي قام به الطّلاب عبر منصّة الزوم مع العلم أنّ الطّلاب أعلنوا كامل استعدادهم لإعادة التطبيق من جديد إذا منحتهم الوزارة الموافقة، أمّا طلاب الجامعات الفلسطينية وبأكثرهم في الجامعة الأمريكية في جنين فإنّ الإدّعاء كان بسبب ضعف الخطّة الدّراسية بحسب الوزارة".
وتابعت قائلة: "المسؤولية ليست فردية ولا تقع على عاتق الطّلاب، فلا يعقل أن يتعلّم الطلاب 4 سنوات من حياتهم ويتكبّدوا مصاريف التّعليم والسّكن والكتب وغيرها وفي النهاية لا يجدوا أمامهم سوى رفض من الوزارة، هذا ظلم للطلاب، المسؤولية تقع على وزارة الصحة وإدارة الجامعة. أنا شخصيّا كان لي حديث مطوّل مع وزير الصحة نيسان هوروفيتس حول هذا الموضوع، وطالبت بجلسة مع مسؤولة التمريض في الوزارة لبحث إيجاد حلول لهذا الموضوع، ومن المتوقّع أن يصلنا ردّ لتعيين جلسة قريبة لمعالجة القضية ومساعدة الطلاب، وأنا أعد جميع الطلاب أن أبذل قصارى جهدي لتحصيل حلول سريعة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الحل هنا بالذات ليس بيد السياسيين إنّما بأيدي المهنيين في وزارة الصحة والجامعات" .