كانت ومازالت ارض فلسطين ملتقى الحضارات ومجمع الثقافات، منها الآشورية، البيزنطية، اليونانية، الرومية، الفرعونية، العربية الإسلامية الخ...
هذه الحضارات تركت أثرا بالغا من حيث المبنى التاريخي والآثار الفنية على مدى العصور المتعاقبة.
لا شك ان العصر التركي والذي امتد نحو 400 سنة شكل حالة حضارية ثقافية بشتى المجالات، ومع دخول الانتداب البريطاني استمرت الحالات الثقافية والفنية في التطور والازدهار على الرغم من الأوضاع السياسية في تلك الفترة.
ازدهر الشعر والادب وحتى الرسم والتشكيلات الفنية ومنها المسرح الذي تأصل عن طريق المسرح الكنسي وفرق الهواة ومع نكبة 1948 هاجر الكثير من المثقفين الى دول أخرى منها العربية وبقية دول العالم.
وعلى الرغم من احتلال الأرض، الا ان الفكر الثقافي والحضاري تأصل واخذ مناحي التعبير عن النكبة ومجرياتها على الرغم من الانقطاع عن التواصل مع بقية العالم العربي والامتداد الثقافي العربي ولا بد من الإشارة الى:
- دور الكتاب والشعراء
- الرسامين
- الموسيقيين، عزفا وغناء
- المسرحيين في بلاد مختلفة وفي شتى المناطق
- النحاتين
نحن اهل البلد ارضا وارثا حضاريا وثقافيا. ولكن الانقطاع عن العالم وعدم النشر والانتشار أدى الى حالة من الضمور عند البعض، وأدى الى محاولات الوصول الى العالمية عند البعض الاخر فمنهم من وصل الى العالمية عبر الاعمال الفنية المسرحية والسينمائية والفنون التشكيلية. لدينا من المواهب والقدرات ما يضعنا كفلسطينيين على الخارطة العالمية للإنتاجات الثقافية والفنية.
ان تصاعد الوسائل الالكترونية بالعقود الأخيرة زاد من الاهتمام بالاتصال والتواصل مع أبناء جلدتنا وشتى شعوب الأرض، وبالتالي فان انتشار البرامج المتلفزة في العالم العربي هي الوسيلة والطريقة لإعادة اللحمة الثقافية بشتى اشكالها.
وانا بدوري اخذت على عاتقي مهمة ربط سلاسل التواصل مع المحطات العربية من اجل النشر والانتشار وتعريف العالم العربي من حولنا اننا فقد الأرض ولكننا لم نفقد البوصلة الثقافية والحضارية التي تربطنا بتراب بلادنا على الرغم من المآسي السياسية ومخلفاتها
الدولة العبرية وخلال سنوات طوال عملت على إخفاء ودحض جميع الاشكال الثقافية من خلال التعتيم وقلة الدعم للمؤسسات الثقافية العامة.
ومن ناحية أخرى لم تكن هنالك إمكانيات تقنية ومادية لإقامة مؤسسات عربية لرعاية المبدعين العرب في شتى المجالات الثقافية. وحتى المؤسسات التي عملت الدولة على اقامتها لخدمة المواطنين العرب تم اغلاقها لأسباب سياسية وفق الحكومات والوزراء المتعاقبين.
اما بالفترة الأخيرة فنحن على أبواب طفرة جديدة من الشموخ الثقافي نتيجة للجهود المجتمعية والفردية منها من خلال جمعيات ثقافية تسعى للحفاظ على الهوى والهوية على الرغم من تدنى المساعدات المادية الحكومية وغيرها.
ونحن اليوم باشد الحاجة الى التعريف والكشف عن المقدرات والطاقات الكامنة وكذلك نرسل صرخة الى العالم العربي من اجل المؤازرة والمساعدة بالمستويات المادية والمعنوية من اجل تعزيز التواصل والاتصال مع أبناء شعبنا في كل مكان. وهنا لابد من الإشارة الى الفنانين المبدعين الذين شاركوا في حلقات ذا فويس على قناة (mbc).
للأسف نحن لا نملك محطات تلفزة ووسائل إعلامية كبيرة، وذلك لأسباب سياسية وغيرها وعليه فان ظهور مبدعينا على الشاشات العربية وخاصة (mbc) الاوسع انتشارا.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com