المواطنون العرب يروون تفاصيل ليلة الرعب:
انتظرنا رصاصة من الخلف في الظهر أو الرأس!
ليلة رعب: قام قسم التشخيص الجنائي في الشرطة العسكرية برفع البصمات عن سيارة مواطن من مدينة رهط، في محاولة للتعرف على جنود قاموا بالتنكيل بمواطن من عرب النقب وفلسطينيين من الضفة الغربية بدون سبب!
وبموازاة ذلك، تواصل الشرطة العسكرية التحقيق في شكوى قيام الجنود إسرائيليين بالاعتداء على الثلاثة أثناء تجولهما في أحضان الطبيعة بالقرب من عرب الرشايدة بالقرب من رجم الناقة شرق تقوع، حيث قام الجنود أيضا بتدمير سيارة المواطن الرهطاوي وسرقة ألف شيكل بعد تقييدهم بأصفاد بلاستيكية.
المواطن يوسف الجلاوي
وقال يوسف الجلاوي، ابن مدينة رهط، إنهم اضطروا للسير نحو كيلومتر حتى التقوا بأشخاص ساعدوهم على إنزال الأصفاد، حيث قام بتقديم شكوى في شرطة كريات أرباع في اليوم التالي للحادث، لكن تم استدعاؤه للإدلاء بشهادته في الجيش الإسرائيلي فقط بعد توجه للجيش الإسرائيلي – وذلك بعد ثمانية أيام من الاعتداء الذي وقع بين الساعة 18:00-19:00 واستمر لمدة ساعة كاملة!
وقال يوسف الجلاوي (44 عاما)، وهو متزوج وأب لستة أطفال، إنه أضرم النار يوم الاثنين الأسبق مع اثنين من معارفه الفلسطينيين - أب وابنه - في منطقة مستوطنة معاليه عاموس في جنوب شرق الضفة الغربية. وروى: "كنا نشعل النار ونأكل عندما وصل جيب عسكري فجأة ونزل الجنود". وبحسب الجلاوي، فقد قدم الشاي لأحد الجنود، فأجابه بصورة مهينة ومشينة: "إخرس...". وقد طلب الجنود من الشاب الرهطاوي والفلسطينيين اللذين فضلا عدم الإفصاح عن هويتهما، بطاقات الهوية ثم سألوا من يملك السيارة؟ وروى الجلاوي: "بدأوا في تفكيك السيارة، وقمت بتشغيل المصباح الأمامي للهاتف لمعرفة ما كانوا يفعلونه، وسحبنا أحد الجنود بعيدًا عن السيارة وأخذ هواتفنا، وأمرنا بأن نجلس على ركبنا".
قيدوا أيديهم بأصفاد بلاستيكية وراء ظهورهم
بعد ذلك، على حد قول الثلاثة، قام الجنود بتقييد أيديهم بالأصفاد البلاستيكية وراء ظهورهم واجبروهك بالجلوس على ركبهم في منطقة صخرية. ويضيف الجلاوي: "وقف ثلاثة جنود خلانا وسمعت صوت تجهيز البنادق لإطلاق الرصاص وكنت أفكر ما إذا كانت الرصاصة ستكون قي الرأس أو الظهر. حاولت أن أسأل ما إذا كنا رهن الاعتقال وما الذي كان يحدث، فتفوه الجندي بكلمات نابية، وعندما نظرت باتجاه سيارتي لأفهم ما يفعله الجنود فيها، دفعني الجندي من وجهي وأمرني بألا أنظر حيث كان يصوب سلاحه. في هذه الأثناء وصل جيب عسكري آخر إلى مكان الحادث، وبعد حوالي ساعة، أبعدني جندي عن أصدقائي فسألته: ماذا تفعل، ماذا فعلنا؟ فضربني على كتفي بالسلاح".
وقال المواطن الرهطاوي إنّ الجندي أشعل مصباحا كهربائيا مثبتا على مقدمة سلاحه وطلب منه أن ينظر إلى المصباح القوي، وحين أخبره أنه لا يستطيع لأنه يلبس نظارات "رفع ذقني بحذائه وأجبرني على النظر إلى المصباح الساطع ومرره من عين إلى عين ما آلمني. ثم أمسك وجهي ودفعني للخلف وسقطت، وعندها بدأت أصرخ عليه أن يتركني". وردًا على الصراخ وصل جندي آخر وأخبر الجندي الذي ضربني بأن يتركه ويرحل. وأضاف: "قال لي الجندي الذي هاجمني انه لا يسمح لي بالمجيء الى هنا وانني اذا عدت مرة أخرى فسوف يقتلني".
وقال الرجل المسن (60 عاما): "لم أتمكن من السير لمدة يومين لأن الجنود أجلسونا على ركبنا في مكان كثير الحجارة حيث كان من الصعب علينا حتى المشي، وأنا شخص بالغ وهذه الحالة أثرت على صحتي. هرب ابني من مكان الحادث في وقت ما، بينما كان لا يزال مقيد اليدين".
سرقة ألف شيكل من المركبة
وقد سار الجلاوي وصديقه المسن على الأقدام حتى قرية الرشيدة البدوية، وهناك تم قطع الأصفاد حيث اتضح أن معصمي الجلاوي يدميان نتيجة الضغط عليهما بالأصفاد البلاستيكية. وقد توجه إلى محطة شرطة كريات أرباع لتقديم شكوى، وهناك قامت الشرطة بتصوير يديه الداميتين. ويقول الجلاوي في لقاء مع مراسل "كل العرب": "حين عدت إلى سيارتي وجدت أن الجنود سرقوا ألف شيكل مخصصة لابنتي الصغيرة و-15 شيكل من علبة النقود. سأتمكن من التعرف عليهما بسهولة". أما الأب وابنه من الضفة الغربية فعبرا عن تخوفهما من تقديم شكوى خوفا من انتقام الجيش.
وقالت الشرطة في تعقيبها: "عند استلام الشكوى بتاريخ 16.11.21، تم تحويلها لعلاج الشرطة العسكرية".
الاصفاد البلاستيكية التي تم ربط ايديهم بها