في الثامن والعشرين من الشهر الماضي حثت 12 دولة أوروبية إسرائيل بشكل جماعي على إلغاء خطط بناء أكثر من 3000 وحدة سكنية للمستوطنين في الضفة الغربية. وقد جاء في بيان مشترك لهذه الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي: “نكرر معارضتنا القوية لسياسة إسرائيل في التوسع الاستيطاني في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تنتهك القانون الدولي وتقوض الجهود المبذولة لحل الدولتين”.
في السادس والعشرين من الشهر الماضي قال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزارة قلقة جداً بشأن خطط إسرائيل للتقدم في خطط بناء جديدة في المستوطنات، بما في ذلك منازل كثيرة في عمق الضفة الغربية. وقال :“نعارض بشدة توسيع المستوطنات الذي يتعارض تماما مع جهود خفض التوترات وضمان الهدوء ويضر بآفاق حل الدولتين”،
الموافقة على بناء آلاف المنازل في المستوطنات ، وحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل" الرسمي، جاءت بعد يوم من انتقاد واشنطن لإسرائيل بسبب سياستها بشأن بناء المستوطنات، حيث قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إنها تعارض بشدة البناء الجديد في الضفة الغربية. هذا يعني أن إسرائيل لا يهمها الموقف الأمريكي ولا الأوروبي بشأن المستوطنات " ولّي براسها بدها تعملو"
حتى على الصعيد الداخلي يواجه رئيس الحكومة امتعاضاً من داخل الإئتلاف الهش الحاكم بسبب بناء المستوطنات في الضقة الغربية. فبعد وقت قصير من الاعلان عن تكثيف البناء في المستوطنات، كتب حزب “العمل” الشريك في الإئتلاف في تغريدة على تويتر أن “من يصدر تصريحات سياسية ذات تداعيات دولية بشكل غير مسؤول، دون تنسيق ودون تحضير، ويوافقون على بناء 3000 وحدة سكنية في الضفة الغربية هو ليس يتسحاق رابين”.
هذا الانتقاد كان موجها لوزير الدفاع بيني غانتس، الذي قيل إنه يرغب في أن يكون “رابين الجديد”، أما عضو الكنيست من حزب “ميرتس” موسي راز فقد صرح لإذاعة الجيش يوم السابع والعشرين الماضي، أنه "يأمل أن يظهر غانتس المسؤولية ويوقف هذا البناء المدمر وسلسلة القرارات الشعبوية التي تضر بالحكومة ودولة إسرائيل”.
منظمة “سلام الآن” المناهضة للاستيطان، قالت: “إن الحكومة التي تنتهك الالتزام بالوضع الراهن وتدفع ببناء مضر في المستوطنات ليست حكومة تغيير بل حكومة يمينية بشكل كامل، وأنصار حل الدولتين في الحكومة قد غفوا في المناوبة”.
كلهم كذابون مخادعون. فالاتحاد الأوروبي الذي يستنكر ويعربد ويزمجر ضد إسرائيل هو نفسه الاتحاد الأوروبي الذي يدعم إسرئيل اقتصادياً، وتوجد للاتحاد الأوروبي اتفاقية صداقة وتعاون مع إسرائيل موقعة عام 2010 ترمي إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين الطرفين.
كلهم كذابون منافقون. في عام 2020، منحت الولايات المتحدة مساعدات مالية لإسرائيل قدرها 3.8 مليار دولار، كجزء من التزام سنوي طويل الأمد وضعته إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما. وكل هذه المساعدات تقريبا تُخصص لأغراض عسكرية. ويأتي هذا الدعم كجزء من اتفاق وقعه أوباما عام 2016، يمنح إسرائيل حزمة مساعدات قيمتها 38 مليار دولار خلال عقد كامل ما بين 2017 و2028. ودفعت الولايات المتحدة خمسة مليارات دولار لصالح توطين المهاجرين اليهود في إسرائيل،
ولم يقدم الاتحاد الأوروبي ولا الولايات المتحدة، على اتخذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل بسبب بناء المستوطنات وتكثيف هذا البناء المخالف كلياً للقوانين الدولية. حتى الأمم المتحدة لم تحترم إسرائيل قراراتها وضربتها بعرض الحائط.
كلهم كذابون مخادعون منافقون بقولون ما لا يفعلون، ولم تتجاوز إجراءاتهم حدود الانتقاد والاستنكار فقط، ولم يقدموا على أي خطوة عقابية فعالة ضد إسرائيل التي ضاعفت أعمال بناء المستوطنات وضاعفت بناء الوحدات السكنية في المستوطنات ولم نسمع من العالم سوى الاستنكار والتعبير عن القلق.
مرة أخرى: كلهم كذابون مخادعون.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com