اسبوع عصيب مر على الساسة واعضاء البرلمان عربا ويهودا في برلمان دولة اسرائيل. وكذلك عملت اللجان في البرلمان بشكل متواصل. بعد هذا الجهد الجهيد نجح الائتلاف الحكومي باقرار الميزانية بعد قرابة اكثر من ثلاثة اعوام دون ميزانية.
لا شك ان الاحزاب العربية الممثلة بالقائمة الموحده والتي هي جزء من الائتلاف الحكومي. وكذلك القائمة المشتركة والتي هي جزء من المعارضة، هاتان القائمتان كممثلتين للمجتمع العربي حملتا واقعين ومسارين في التعامل مع السياسة.
فتصور المشتركة ذهب الى النهج التقليدي .وهو طرح والاشارة الى اوضاع المجتمع العربي وذلك عبر النهج الخطابي المتباكي والشعارات المهترئة. وبالجانب الاخر رأينا تصور الموحدة والذي ذهب لنهج الشراكة لاول مرة في الدخول بالائتلاف الحكومي وغير النهج التقليدي في سيرورة عمل الساسة العرب داخل البرلمان الاسرائيلي.
لا شك ان كسر هذا الحاجز بعد 73 عاما واخذ التعامل مع السياسة بشكل مغاير له صبغة تلقت القبول. ويرجع ذلك للناتج المحصل من هذا التغيير.وعلى راسه رصد الميزانيات للمجتمع العربي وتعديل في قوانين التخطيط والبناء والاعتراف ببعض القرى غير المعترف بها.
ومما لا شك به ان التنازع السياسي تأجج بسبب هذه التغييرات خاصة بين المشتركة والموحدة وعلى راس المشتركة حزب الجبهة برئاسة ايمن عودة. ويظهر جليا ان تحصيل الموحدة على هذه الميزانيات والاعتراف بالقرى والعديد من الانجازات .تراه الجبهة والمشتركة عامة ضربة في الخاصرة والاهم من ذلك ايضا فقدان والالتفاف الجماهيري بتراجع بعد ان اظهرت الموحده انجاز ما وعدت الجماهير به وخاصة في ان تكون لها تاثيرا في سياسات الحياة المدنية ومتطلبات المواطنين العرب في الدولة.
ومما هو جدير بالذكر أن الموحده لم تقف مكتوفة الايدي امام مناكفات المشتركه بل تصدت لادعاءات المشتركة واوضحت للقاصي والداني بكل شفافية ان درب اتقان التعامل سياسيا ونهج الموحدة هو الافضل وهو الأصح وهو من يصب في مصلحة الجماهير العربية واضحدت ادعاءات المشتركة بل وجعلتها كمن يوقع هدفا ذاتيا في مرمى شباكه.
ان هذا الاتقان في التعامل مع السياسة يقودنا للنظر لمن نريد ان نعطي المقود لقيادة جماهيرنا العربية. وكذلك ياخذنا لسؤال مهم جدا. هل رهن هذه السياسة والعمل بها بامكاننا نهجه دون صهرنا وامتزاجنا بدون ترك وعزل ثوابتنا الوطنية والدينية؟؟
للانصاف نقول نعم ممكن.
وان اتقان التعامل مع السياسة والذي انتهجته الموحدة اكد دون ادنى شك. ان السياسة هي فن الممكن. وان ما فعلته الموحدة برهن ذلك وعلينا كمجتمع اليوم ان نطالب باقامة وتفعيل (لجنة وفاق) مهنية تضغط على المشتركة بالتواصل ومد يد الشراكة للموحدة دون النظر اليها بدونية او التقليل من شأنها بل على العكس يجب الالتفاف حولها والتعلم من تجربتها في خوض السياسة ونهجها الصحيح المؤثر.
ولو ارتأت المشتركة غير ذلك فانها تبرهن اولا ان مصلحة الجماهير ليست في سلم اولوياتها. وثانيا ستترك المشتركة فراغًا سياسيًّا للمتخبطين بسبب عدم وحدة المسار.وثالثا ستبرهن للجميع ان ما كانت تدعيه في حملاتها الانتخابية من وضع انزال نتانياهو من سدة الحكم في سلم اولوياتها هو خداع اعلامي فهي تجلس اليوم معه في المعارضة.. ورابعا وهو الاهم .ان لم تغير المشتركة فن التعامل مع السياسه لنيل التاثير وادعاء اسباب غير مقنعة كتواجد ائتلاف حكومي عنصري. فانها ابدا لن تكون مؤثرة وربما حينها يتوجب عليها العدول عن قرارها خوض الترشح للبرلمان بل والاستقالة الجماعية. واخذ قضايانا كاقلية مضطهدة ورفع قضايانا دوليا.
لا شك ان (لجنة الوفاق) امر ضروري خاصة بعد اقرار الميزانية ووضوح المشهد السياسي الاسرائيلي. حيث ان وجود مركبات الموحدة داخل اطار لجنة المتابعة العربية. ياخذ بالقائمتين الى التواجد على طاولة اتخاذ القرارات لمجتمعنا العربي والمطلوب تصفية اجواء المشاحنات والمناكفات من اجل مصلحة جماهيرنا العربية. فهل مشهد فن السياسة الذي اقدمت عليه الموحدة امام اعتى واشد الاحزاب الصهيونية والعنصرية من اجل مصلحة جماهيرنا. ممكن ان تقوم به الموحدة امام المشتركة.
وان تضحدا هاتان القائمتين قول
بأسنا على بعض شديد.
الكاتب هو عضو بلدية الرملة