الغضب وردود الفعل القوية الخليجية وخصوصاً السعودية على ما قاله وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول حرب اليمن وعبثيتها وعن الدور السعودي فيها ليس المقصود به قرداحي نفسه وتصريحاته التي تفوه بها قبل أن يصبح وزيراً وهي أقوال ليست بعيدة عن الواقع وكثيرون منهم سعوديون يعترفون بأن التدخل السعودي في اليمن وإن كان مبرراً ومفهوماً في بدايته إلا أن السعودية انزلقت وتورطت أو تم توريطها في حرب لم تكن القيادة السعودية تتوقع طول أمدها وقوة الخصم الذي ذهبت لتقاتله والخصم هنا ليس جماعة الحوثي فقط بل إيران وجزءاً كبيراً من الشعب اليمني أيضاً .
الموقف السعودي كان ضد الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء ميقاتي وضد لبنان الدولة والسبب لأنه لأول مرة منذ توقيع اتفاق الطائف في أغسطس 1989 الذي وضع حداً للحرب الأهلية يتم تجاهل السعودية في المشاورات حول تشكيل الحكومة حيث تشاور الرئيس اللبناني مع الفرقاء السياسيين ومع فرنسا وأمريكا ودول أخرى وتجاهل المملكة السعودية، وهو الأمر الذي اعتبرته السعودية تهميشاً لدورها وحضورها وما تمثله في التوازنات الداخلية وخصوصاً للسنة، وأن إيران وحزب الله فرضوا سيطرتهم على الدولة اللبنانية مما سيكون له انعكاس خطير على الدور الإقليمي السعودي وعلى الحرب الدائرة في اليمن.