بعد شهر من هدمها في المرة السابقة، هدمت السلطات الإسرائيلية صباح اليوم، الخميس، بحماية قوات من الشرطة، مساكن أهالي قرية العراقيب غير المعترف بها في النقب، جنوب البلاد، وذلك للمرة الـ194 على التوالي منذ العام 2000.
وهذه المرة الـ12 التي تهدم فيها السلطات مساكن القرية المتواضعة منذ مطلع العام الجاري، حيث كانت المرة الأخيرة التي هدمت المساكن يوم 30 سبتمبر/أيلول الماضي. ويعيد الأهالي نصب الخيمة من أخشاب وغطاء من النايلون في كل مرة، لحمايتهم من الحر الشديد في الصيف والبرد القارس في الشتاء.
وتواصل وحدة "يوآف" الشرطية التابعة لـ"سلطة توطين البدو" المسؤولة عن تنفيذ عمليات هدم المنازل في البلدات العربية بالنقب، و"دائرة أراضي إسرائيل" اقتحام القرية واستطلاع أوضاعها بصورة استفزازية، فيما واصلت السلطات، في الآونة الأخيرة، التضييق على المواطنين العرب في النقب، آخرها هدم أربعة منازل في تل السبع لأبناء عائلة الجرابعة – بينها منزل لسيدة وأولادها الثلاثة المعاقين - وهدم منزل في أم بطين تابع للعريس سعيد زايد أبو كف.
وقال أحمد خليل أبو مديغم، رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن العراقيب، لـ"كل العرب": "رغم جميع الوعود السياسية من الأحزاب لوقف وتجميد عمليات الهدم عن بيوت العراقيب والنقب إلا أنّ هذه الوعود ينطبق عليها المثل - رجع بخفي حنين؛ من هدم البيوت هي تلك المؤسسة التي تقلع الشجر، وتجرف القبور، باستعمال سياسة التهديد ومحاولة الاستيلاء علي الاراضي العربية المسلمة بحجة المصادرة التي لم تكن الا ذريعة للاستمرار في عمليات السلب والنهب".
وتابع قائلا: "ها نحن عشية ذكري مجزرة كفر قاسم الـ65، حيث تقوم جرافات العنصرية المعززة بقوات من الجيش والشرطة بالتجوال في أراضي النقب وهدم بيوت الأهل، وفي هذه الذكرى للمجزرة لا بد من ذكر شهداء مجزرة العراقيب والذين تم نصب اسمائهم على مدخل المقبرة، ونطلب من جميع اعضاء الكنيست أن نتوحد بالكلمة والصف، حتى لو اختلفت الاحزاب والمسميات. ستبقي العراقيب شوكه في حلق العنصرية".