سالي روني كاتبة وأديبة إيرلندية شابة حققت شهرة ونجاحًا عالميًا، بعد أن أصدرت عملها الإبداعي الأول "محادثات مع الأصدقاء" وادراج عملها الثاني "أناس عاديون" في قائمة الكتب المرشحة لجائزة بوكر الأدبية العام 2018.
وقبل أيام معدودات رفضت سالي بيع حقوق ترجمة روايتها الجديدة "أيها العالم الجميل أنت" لدار نشر إسرائيلية كانت قد أعربت عن رغبتها بنقلها وترجمتها للغة العبرية. وكأن سالي تجيب عن عنوانها "لا يمكن للعالم الجميل أن يجد له بقصة اسمها إسرائيل".
وهذه الرواية لسالي روني صدرت بالإنجليزية في السابع من أيلول الماضي، ولا تتمحور من قريب أو بعيد حول دولة الاحتلال، ولا تطرح سؤالها على حال عالمنا السياسي وصمته إزاء الظلم والقهر واغتصاب الأرض والاضطهاد الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الرابض على صدره، بل تحكي قصة حياة مشتركة بين أربعة شباب إيرلنديين، فتاتين وصبيين، يعيشون تفاصيل تراوح ما بين الحب والصداقة والرغبة والمعاناة الاجتماعية والاقتصادية، وقد تكون سالي روني انتبهت إلى هذا الامر أو قد لا تكون، لكن من قبل المعادلة- إن كان الأمر كذلك- ما ينطوي على الكثير من الضرورة والمنطق والتفكير العقلاني.
الروائية سالي روني قالتها بصراحة وبملء الفم، وبلا مواربة ودون تأتأة أنها "لا تشعر أنه سيكون من الصواب قبول عقد مع دار نشر إسرائيلية لا تنأى بنفسها علانية عن الفصل العنصري وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني التي نصت عليها الأمم المتحدة".
لقد أزعجت سالي روني دولة الاحتلال ووجهت لها صفعة قوية تردد صداها في أنحاء العالم بسبب دعمها لحركة المقاطعة وتضامنها مع الشعب الفلسطيني وإدانتها للاضطهاد الذي تمارسه إسرائيل ومصادرتها لحقوق الفلسطينيين برفضها ترجمة كتابها الثالث الجديد إلى العبرية. وطبيعي أن تواجه خطوة سالي وتلقى ردود فعل بين أوساط الجمهور اليهودي في إسرائيل والعالم، حيث اتهمت كالعادة بمعاداة السامية.
إن معارضة سالي روني ورفضها ترجمة روايتها "أيها العالم الجميل أنت" من قبل دار نشر إسرائيلية بسبب اضطهاد سلطات الاحتلال ودولة العدوان والاستيطان للفلسطينيين، هي خطوة شجاعة وجريئة تستحق عليها الكاتبة الإيرلندية التقدير والتحية.