في أوّل زيارة لهم لبدو الجنوب، قام سفراء أربع دولة آسيوية، اليوم الثلاثاء، بجولة شملت بلدة شقيب السلام وقرية وادي النعم مسلوبة الإعتراف في النقب.
كاميرا "كل العرب" رافقت الوفد ونقلت عددا من اللقاءات والخطابات الهامة أثناء الجولة.
وشمل الوفد سفير اليابان كويتشي ميزوشيما، وسفيرة تايلاند بانابها تشاندراراميا، وسفيرة نيبال المنتهية ولايتها د. أنجان شاكيا، وسفير سريلانكا وارونا ويلباثا، ورئيس مجلس السلام العالمي، الشيخ قاسم بدر، ورئيس وممثل الكنائس الانجيلية الأفريقية في البلاد، القس جيري بيستور، إضافة إلى زوجات وأزواج السفراء وعدد من الدبلوماسيين الآسيويين في سفارات بلادهم، وعدد من الناشطين العرب من المثلث والجليل، وعدد من الضيوف اليهود الداعمين للسلام والمساواة.
بدأت الزيارة في القاعة الرياضية في مدرسة شقيب السلام الثانوية، حيث كان في استقبال الوفد الدبلوماسي مدير المدرسة الأستاذ مسلم الحمامدة وطاقم النشاطات الاجتماعية، إضافة إلى عدد من الوجهاء والشيوخ من النقب، وشملت عددا من الكلمات في قضية السلام والعدالة الاجتماعية حيث تبرع الإعلامي نواف النباري بالترجمة الفورية من العربية إلى الإنجليزية لتصل الرسالة إلى الضيوف، ومن ثمّ توجه الوفد لزيارة "بيت الزهراء" لصاحبته فاطمة أبو شريفة (أم فؤاد) – وجلس السفراء في خيمة بدوية، معبرين عن إعجابهم ببيت الضيافة، واستمعوا إلى قصة (أم فؤاد) في النضال من أجل العلم والعمل.
ومن ثمّ قام الوفد بزيارة لمعرض "غاليري زينب" للفنانة زينب أبو جريبيع، والتي ترسم الطابع الفني التراثي بطريقة عصرية.
وبعدها توجه الوفد الدبلوماسي إلى قرية وادي النعم مسلوبة الاعتراف، حيث اضطر السفراء للمشي على الأقدام في منطقة جبلية بسبب عدم استحالة وصول الباص إلى بيت المضيف، الشيخ يوسف الزيادين، الذي كان في استقبالهم مع عدد من الشيوخ والوجهاء.
وبعد تناول وجبة الغداء استمع الوفد إلى معاناة سكان القرى مسلوبة الاعتراف، وطالبوا بأن يتم نقل رسالتهم إلى الدول المعنية وكذلك محاولة الضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل تغيير الظلم الواقع على السكان العرب-البدو في النقب.
ولخصت أبو التوم الزيارة بأنها مهمة للكشف عن ظروف حياة المواطنين العرب-البدو، خاصة في القرى مسلوبة الاعتراف.
ووعدت سفيرة نيبال، أنجان شاكيا، التي تحدثت باسم السفراء، بالعمل على مواصلة التواصل مع الأهل في النقب، وشكرت المضيفين على حسن الضيافة البدوية، وأشارت إلى أنها قامت في شهر فبراير الماضي بزيارة لمنطقة البحر الميت واستضافتها عائلة بدوية، ولكنها هذه المرة الأولى التي تقوم بزيارة للبدو والاطلاع عن كثب على سبل حياتهم.
بقي أن نشير إلى أنّه قام على تنسيق الزيارة ولاء صباغ - سفيرة السلام العالمي والناطقة بلسان مجلس السلام العالمي، بالتنسيق مع الناشطة الاجتماعية والسياسية أمل أبو التوم من بلدة شقيب السلام والناشط جلال أبو بنية من قرية وادي النعم غير المعترف بها. وقالت صبّاغ لـ"كل العرب": "الهدف الأساسي لهذه الزيارة أن يقوم مندوبو الدول بالضغط على الحكومة من أجل تغيير وتحسين الوضع المأساوي خاصة في القرى غير المعترف بها، فنحن لسنا بحاجة إلى مساعدات مادية لهذه القرى بل الاعتراف فقط، إضافة إلى تسليط الضوء على الدور النسائي الريادي والرائع رغم الظروف السيئة في المجتمع العربي-البدوي".
وتابعت قائلا: "لمسنا في زيارتنا للأهل في النقب أن هناك عددا كبيرا من المثقفين والمتعلمين الذين يريدون التغيير والمضي قدما مع الحداثة - ولكن مع ضرورة المحافظة على نمط الحياة البدوية التقليدية".