الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 05:02

لكل صاحب تحدٍ.. لا تقلق

بقلم: حنيفة سليمان

حنيفة سليمان
نُشر: 14/09/21 17:52,  حُتلن: 18:36

ابتلعتني الأفكار ,غصت في بحر الضياع ، سبحت في اغواره ، كدت أغرق ، كاد نفسي ينقطع ، لوحت بكفي عل أحدا يسمع صوتي ، يرحم عيوني المفجوعة بالألم ، شعرت بأني تائهة في عالم لامتناهي ، توقف عقلي عن ضخ الأفكار ، قطع دابر الابداع الى حين ، الابداع الذي كان يهطل بغزارة رافعا شارة الامر للقلب بإيقاف نبضات المشاعر والاحاسيس التي كانت تساندني ، اتوكأ عليها حين ينهار توازن الحياة ، تغير مزاجها حتى يراعي الذي كنت احسبه من انصاري تنحى واعتذر لي بكل اسف قائلا انه من حقه ان يغفو قليلا على وسادة الراحة ويتناسى وظيفته التي صنع من اجلها والتي ظنها سهلة الا انه وقع في فخ الخطأ ولم يجد من ينقذه .

جعلت ابحث وادور بعيني في انحاء الغرفة عما يحفزني على الكتابة، عما يرد اليها الروح، عن أداة قادرة على قطع شرايين الملل الذي اخذ يعبث بمشاعري، يتملكني , يضم كل ذرة مني الى نفوذه، حتى فنجان قهوتي الذي بمجرد ارتشافه تفتح قريحتي على الكتابة لم يجد نفعا، بحثت عن حروف امل استقرت على الكتب او بينها او حتى تحتها بين الأوراق المتناثرة على الطاولة، في الدروج والخزائن والتي ان جمعتها فوق بعضها لاحتلت نصف الغرفة بلا شك وبدأ التساؤل يحوم في عقلي: هل ستقرأ كلماتي؟ هل سأجد من تسترعيه تلك الحروف، تلفت نظره وانا التي ....؟! ليطرق باب اذني صوت مألوف!
بدأ لساني يطرح اسئلته: ما الذي اتى بها الان؟ لم لا تتركني بحالي؟ أعيش راحة غيابها الم تنسني؟ لقد اعتقدت بأنها رحلت الى غير عودة لتقاطع لساني قبل ان يطرح السؤال التالي: اعرف ما يدور بخاطرك يا عزيزتي فأنا لم انسك لحظة حتى اعود واتذكرك. لم يدم الصمت سوى ثوان لتعود وتباغتني بصوت حاد: أخبريني ماذا يعني ان تخلقي مع تحد؟! أطرقت طويلا ولم أجد إجابة لهذا السؤال. التزمت الصمت مجددا , فأي عذر سأتفوه به سيكون تافها أكملت: اعلمي يا عزيتي ان الإعاقة ليست بالجسد ولكن بالعقل والروح بالضمير الميت، لست صفحة مطوية في كتاب النسيان، لست مسؤولة لا عن شكلك ولا عن اسمك ولا عن هيئتك واستمر الصمت .....
اعلمي بأنك قادرة على مواجهة الحياة، قادرة على رسم امنيات بل وقادرة على تحقيقها. رفعت اصبعها في وجهي محذرة: اياك ان تنتظري الظروف لتشعل لك شمعة كوني انت اول من اقادها، اياك ان تنتظري القدر ليأتيك بفكرة كوني انت اول من انارها، كلام البشر لا ينتهي لا تنتظري ان ينظر اليك من هذه الزاوية او تلك كوني معهم بقدراتك لا بإعاقتك فأنت المسؤولة الوحيدة عن نجاحك او فشلك، فرحك او حزنك، وقوفك او سقوطك القرار بيدك.
ابتسمت ابتسامة لا اظن انني ابتسمت بمثلها من قبل، نظرت الى يدي المعطلة، تأملتها كثيرا وضعت في رحاب الذكريات.

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة

.