الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 04:02

قسوة الجهل،ونهايته قتل..!!-مرعي حيادري

مرعي حيادري
نُشر: 09/09/21 01:09

بين الفينة والأخرى تطالعنا عناوين الأخبار،بالعنف والقتل لأناس أبرياء أو أنهم أختلفوا على قطعة أرض، أو لمجرد حوار ونقاش عابر،على حرية رأي وتعبير يكون أساسه الإنتخابات الرئاسية المحلية والحزبية ،التي هي الموضوع الاول الذي تحتدم فيه أعلى درجات النقاش،وتأجيج الصراعات ،وربما العامل الأول في زرع بذور الخلافات التي نلقاها وتعودنا لمشاهدتها على مدار سنوات خلت من عمر الشعوب بالإضافة إلى مسببات أخرى دون المستوى المطلوب وجميعنا نلفظها إطلاقا ،فليس من حقنا أن نجعل من حياة غيرنا رميا بالرصاص وحتى لو كان الحق معنا..!!

وعلى كل مواطن شريف في هذه الديار أن ينهج طريقا واعدا في تربية الأبناء طريق العلم والثقافة والتربية للأبناء حتى لا نقع بمطبات شتت شعبنا في نكبة ال ٤٨، فالعلم هو سلاح الحياة ومعه نقدر أن نتجاوز كل عتمات الدروب مع الحياة، حافظوا على هذا النهج من أجل الابتعاد عن المطبات الحالكة.

لا يمكننا إنكار الواقع الذي نعيشه اليوم في سبيل الحياة بصورها وصفاتها الإيجابية والسلبية على حد سواء،والمؤسف جداً وبعد سنوات ومراحل قطعناها في تربية الأبناء وتعليمهم بكل المستويات العلمية والثقافية،وللأسف تبقى الصورة قاتمة في عصر المكننة والتطور والحداثة عصر القرن الواحد والعشرين ،الذي تأملنا فيه الخير لأمتنا ،والتخلص من بقايا العائلية القاتمة ،وإزاحة ستار الجهل ،لنبدله بالعلم والمعرفة والثقافة والتكنولوجيا والعبور نحو شاطئ الأمان وألاستقرار..

ما يؤلم حقا أن ترى رجال علم وثقافة في مجتمعنا العربي الشرقي، ما زالوا ينهجون بنفس أساليب العنتريات والعائلية البغيضة،مستغلين بعض الناس البسطاء والفقراء والمحتاجين في أستغلالهم وتوريطهم بمشاكل هم بغنى عنها، والسبب وضعهم الإجتماعي والإقتصادي ،الذي بسببه يدفعهم إلى البلاء في مصائب قاتمة ،ناهيك عن سطحية تفكيرهم المحدود..

مدننا وقرانا العربية تفوقت على الكورونا وكل أنواع أمراض ألانفلونزا ،ولم تقدر على مواجهة العائلية التي هي المسبب الأول في خلق السيطرة والعنف الذي صار وباء العصر دون منازع، حقيقة مؤلمة تحتاج لرعاية وتربية وتغذية سليمة فكرية وثقافية ،حتى نستطيع تحقيق ولو جزء بسيط من هذا الوباء الذي أضحى يغتصب مجتمعاتنا العربية يوميا ، وعلى مدار الساعة أنه لأمر مذهل..!!

للتذكير فنحن الأقلية العربية مهمشين من أعلى مؤسسات الدولة ،وتعودنا على ذلك،وما زالت أساليب ألابرتهايد من كافة الحكومات المتعاقبة ،تؤكد صحة أقوالي ،وبعد تجارب طويلة كانت الباع الطويلة لتلك الحكومات، برسم معالم الخطط والبرامج التي تعود علينا بما نحن فيه من مجتمع متفكك، ونهج عائلي وطائفي للأسف..
فالصحوة منكم مطلوبة وكفى لهذا التقوقع وإدارة الظهور..!!

الإنسان المناسب في المكان المناسب ،مقولة نرددها، ولا نفعل بها حقيقياً على أرض الواقع والسبب الالتصاق بالعائلية وتفضيل إبن الفندة الكبيرة المسيطرة داخل العائلة ،وتنصيب الشيخ أو المختار دون أستشارة ٨٠٪ من أهل القبيلة ،وعلى مضد يقبلون بالقرار وألاعتى من ذلك ،يكون القائد المنصب أو المختار ،بعيداً كل البعد عن التجارب الحياتية أو التعليمية والثقافية،فكيف لنا أن نتخلص من بؤر العبودية بعصر نحن بأمس الحاجة لقطع دابر التخلف والجهل السائد..؟!.

إخواني وأخواتي الكرام..
نحن بأمس الحاجة إلى نقلة نوعية محسوسة وملموسة لتربية الأبناء وتعليمهم بكل المستويات العلمية التي توصلهم إلى أعلى جودة في الحرية الفردية ،والتعبير عن الرأي والرأي الآخر لنجعل مجتمعنا العربي الفلسطيني الشرقي ،معافى من تلك الأوبئة المزمنة حفاظاً على أبنائنا وأحفادنا أجيال المستقبل،الذين هم عماد المجتمع القادم والتخلص من بقايا العائلية القاتمة وإزاحة ستار الجهل، وتبديلة بفضاء الوعي الباهر ،هذا أقل واجب أخلاقي ندركه ونفعله تنفيذاً لتوجيهات أصحاب النقاء والبهاء والشرفاء..

أن حرية الرأي والتعبير عن الذات فوق كل المعايير الحياتية الإجتماعية والسياسية ،وهي العنوان الأول والأخير في تحرير العبودية الفكرية وظهور النقلة النوعية في التحرر الفكري في اختيار الصواب بكل ما يتعلق بمصلحة الجموع والتغلب على الذات الفردية الشخصية وقمع كل ماهو ظالم..

"الشرفاء عناوين باعهم طويل
والظالمين بقائهم بؤس وعويل"

اللهم أني قد بلغت.
وأن كنت على خطأ فيقوموني..

"مرعي حيادري*

مقالات متعلقة

.