عبرت مريم شلبي، منسقة التبرع بالأعضاء في المجتمع العربي، عن قلقها من انتشار الموجة الرابعة من جائحة الكورونا وتأثيرها السلبي على التبرع بالأعضاء، كما حدث في مثل هذه الفترة من العام الماضي.
وأشارت شلبي الى أن زمن الانتظار ضمن القائمة القطرية للحصول على أعضاء ما زال طويلا وانها تخشى أن يفقد الكثيرين حياتهم خلال الانتظار.
كما دعت الجمهور الى ضرورة التكاتف الاجتماعي في هذه الفترة الحرجة بسبب تعذّر التبرع بالأعضاء لدى مرضى الكورونا وجراء انخفاض النشاطات المختلفة بسبب التقيدات او بسبب اغلاق مستقبلي محتمل.
في الصورة: مريم شلبي - منسقة التبرع بالأعضاء في المجتمع العربي
واشارات شلبي انها تعتبر هذا الموضوع رسالة انسانية عليا تعود بالفائدة على العائلة المتبرعة وامكانية تخليد ذكرى احبائهم، كذلك منح الحياة لأشخاص اخرين وانقاذ حياتهم. حيث تحدثت شلبي عن تجربتها مع العائلات التي تبرعت بأعضاء ذويها والشعور المثير لديهم، بأن قسم من اعضائهم ما زال ينبض ويعيش وقد أنقذ حياة الاخرين.
وبهذا الخصوص بادرت شلبي الى اقامة سلسلة من المحاضرات في البلدات العربية من أجل رفع الوعي الموضوع. تهدف هذه المحاضرات المجانية الى خلق مناخ عام مساند لأهمية التوقيع على بطاقة "آدي" والتي من خلالها يعرب الموقعون على استعدادهم للتبرع بأعضائهم للزراعة بعد وفاتهم.
وأفادت شلبي أن التوقيع على البطاقة عبارة عن وصية روحانية لأبناء عائلتهم، تسهل عليهم اتخاذ القرار بالتبرع بأعضائهم.
ويشمل قانون زراعة الأعضاء 2008 بندًا هو الأول من نوعه في العالم، حيث ذكرت شلبي أنه "يمنح بموجبه للمتبرعين الموقعين على البطاقة وأبناء عائلاتهم القريبين أفضلية في قائمة المنتظرين للزراعة، إذا اضطروا لا سمح الله إلى ذلك في المستقبل".
زمن الانتظار لزراعة كلية مثلا يتراوح بين 4 الى 5 سنوات!
وقالت شلبي أن زمن الانتظار للحصول على كلية ضمن قائمة الانتظار القطرية يتراوح بين 4-5 سنوات ترافقها معاناة مستمرة خلال اجراء الدياليزا، حيث من المهم ايضا تشجيع التبرع بين الاحياء ووقف الانتظار الطويل للحصول على كلية من متوفى.
وتابعت: "اليوم وبفضل البرنامج الوطني (للتقاطعات) يمكن التبرع بكلية حتى في غياب ملائمة طبية والتغلب على هذه المشكلة وتحقيق رغبة المتبرع بالتبرع ورغبة المتبرع له بالحصول على كلية مناسبة طبيا. برنامج التبادل الوطني التابع لوزارة الصحة يتيح اجراء "تبادل" بين المتبرعين والمرضى المسجلين في البرنامج والعثور على كلية ملائمة طبيا حيث تم العام الماضي اجراء 50 عملية زراعة كلية ناجحة بفضل البرنامج".
موقف الدين والشرع داعم ومشجع
وتطرق سلبي: "تجيز الديانات المختلفة التبرع بالأعضاء والانتفاع بها ما دامت تحقق المصلحة وتنقذ حياة إنسان لقوله تعالى: ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، وما دام المنقول منه لا يضار وأيد هذا الرأي علماء لهم فتاوى فردية ومجامع فقهية معتبره فمن العلماء الشيوخ جاد الحق علي جاد الحق, يوسف القرضاوي، محمد سيد طنطاوي ونصر فريد واصل، عطية صقر، علي جمعة، محمد نعيم ياسين، والشيخ عكرمة صبري، مفتي القدس والديار المقدسة ومصطفى الزرقا، عبد الرحمن بن ناصر السعدي وإبراهيم الدحقوبي وغيرهم ممن يعتبرونها صدقة جارية".
ومضت: "المجامع الفقهية التي أيدت هذا الرأي فمنها :مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره الرابع بجده في المملكة العربية السعودية في 6/11/1988م والمجلس ألأوروبي للإفتاء والبحوث والمؤتمر الإسلامي الدولي المنعقد في ماليزيا 1969 ومجمع البحوث الإسلامية في مصر وهيئة كبار العلماء بالسعودية ولجان الإفتاء بالأردن والكويت ومصر والجزائر وغيرها. ويؤكد علماء المسلمين للعلاقة الوثيقة بين التعاليم الإسلامية والحقائق الطبية لكون الإسلام يدعو إلى كل ما يخدم الإنسانية وهذا يتوافق موقف رجال الدين عندنا الشيخ مشهور فواز والشيخ عكرمة صبري ورجال الدين المسيحيين".
واستطردت شلبي: "فيروس الكورونا زاد من عدد المنتظرين في قائمة الانتظار القطرية العام الماضي واخشى من عودة هذه الظاهرة وأدعوا الجمهور للتكاتف الاجتماعي وتشجيع التبرع بالأعضاء في هذه الفترة الحرجة في البلاد كما في ارجاء العالم انخفضت نسبة التبرع بالأعضاء خلال العام الماضي بسبب جائحة الكورونا وبسبب الاغلاق وتعذر التبرع بالأعضاء بعد الموت الدماغي لمرضى الكورونا وبسبب انخفاض عدد ضحايا حوادث الطرق وحوادث العمل. بسبب الجائحة في البلاد، ارتفع عدد المنتظرين لزراعة اعضاء بنسبة 10 بالمائة في العام 2020 مقارنة بالعام الذي سبقه وأضيف الى قائمة الانتظار القطرية 736 منتظر جديد وارتفع عدد الموتى خلال الانتظار للتبرع بالأعضاء الى 63 شخصا وهذا محزن جدا. امل ان ننجح في زيادة عدد المتبرعين بالأعضاء خلال الفترة القريبة وان ننجح في عبور الفترة القريبة بأمان".