يعزف غالبية المواطنين العرب-البدو في النقب عن تلقي اللقاحات ضد وباء الكورونا، حيث وصل عدد متلقي اللقاحات بالجرعة الثالثة إلى 5000 فقط، في حين وصل عدد الذين تلقوا الجرعة الأولى والثانية إلى نحو 66 ألفا، حيث لا تقتصر ظاهرة العزوف عن أخذ اللقاحات على النقب فحسب، وإنما في معظم البلدات العربية – ما يؤدي إلى حالة من القلق لدى مسؤولين في الجهاز الصحي.
د. أحمد يونس، مسؤول الكورونا في بلدية رهط
د. فؤاد الصانع، مدير مديرية النقب الجنوبي في صندوق المرضى كلاليت، قال إنّ "المعلومات الخاطئة قد تضر بصحة الجميع في الجنوب، والأعداد القليلة من مرضى الكورونا ناتجة من عدم إجراء الفحوصات الكافية، لذلك نناشد الجميع بإجراء الفحوصات على وجه السرعة، لأن كل شخص معرض للإصابة بالكورونا – والفحص والتطعيم يأتي لحماية أنفسكم والعائلات والأهل والأحباء".
أما رجل الأعمال من رهط، حسين قديري، فأشار إلى أهمية التطعيمات قائلا: "لقد تعلمنا من المرة السابقة كيف أدى العدد الكبير من الإصابات إلى إغلاق كافة مناحي الحياة وتراجع الحالة الاقتصادية في البلاد، وبالتالي لا شك أن على المجتمع العربي كافة أن يتلقى التطعيم من أجل استمرار المصالح الاجتماعية والاقتصادية".
رجل الأعمال من رهط، حسين قديري
وفي خضم حملة التطعيم الثالثة، قال مسؤولون في مكافحة الكورونا، إنّ وزارة الصحة تستعد أيضًا للجرعة الرابعة موضحًا أن الجمهور في البلاد يؤمن بالجهاز الصحي، حيث أوضحوا أنّ إسرائيل هي أول من أعطت الجرعة الثالثة وعلينا جميعًا تقبل فكرة التعايش مع موجات الكورونا – وذلك في ظل الرفض الجماهيري لحملات التطعيم.
ويقول د. أحمد يونس، مسؤول الكورونا في بلدية رهط، إنّه "لا شك أنه يوجد تخوفات فالناس يقولون إننا انتقلنا على الطعيم الثالث وها هو الرابع في الطريق – فهل سننتهي من التطعيمات يوما ما، وهذا التخوف في محله".
وفي مستشفى سوروكا بئر السبع يرقد حاليا 43 مريض كورونا، 12 مريض كورونا بحالة خطرة، سبعة من بينهم من عرب النقب، فيما رصدت في البلاد نحو خمسة آلاف حالة إصابة جديدة بالفيروس، وذلك بعد أن تجاوز العدد خلال الأيام الماضية عتبة العشرة آلاف، فيما ارتفع عدد البلدات العربية الحمراء إلى ثلاث وثلاثين، فيما تصنّف تسعا وعشرين – برتقالية بينها مدينة رهط في النقب – وفق المعطيات التي قام بتحضيرها د. مازن أبو صيام، مسؤول الكورونا في منتدى السلطات المحلية العربية في النقب.
ويشير تحليل لمعطيات صادرة عن وزارة الصحة قام به معهد العلوم التطبيقية (تيخنيون) إلى أنّ نسبة نجاعة الجرعة الثالثة من اللقاح تبلغ 96% مقارنة مع 42% فقط هي نسبة نجاعة الجرعتين الأولى والثانية، أما احتمال الإصابة بكورونا لدى كل من لم يأخذ الجرعة الثالثة يزيد بـ25 ضعفا عن الذين تلقوا الجرعة الثالثة.
اما المتعافون فتصل نسبة حمايتهم من الفيروس إلى 90% ولكنها تصبح أعلى من ذلك في حال أخذهم جرعة واحدة من اللقاح على الأقل.