ملاك عروق:
*رغبت بالاستقرار في تركيا ولمست الامان هناك أكثر، لكن الهجرة ليست الا هروب.
غالية أبو الهيجاء:
*مخطئ من يتنازل عن بلاده ووطنه، من عليه الهجرة هم المجرمون وليس نحن.
لؤي شواح:
*محزن ومؤلم هوالحال الذي وصلنا اليه، فالجريمة مستمرة بوتيرة لا تعقل، ولا أخفي حقيقة انني من الذين فكروا بالهجرة.
يشهد المجتمع العربي في الآونة الأخيرة تصاعدًا في حالات العنف والجريمة وحوادث اطلاق الرصاص، حيث راح أول أمس، الأحد، 4 شبان ضحايا للجريمة، وذلك في غضون يوم واحد، وتلت ذلك جريمة اخرى، وقعت صباح اليوم، الثلاثاء، اذ لقي محمد فايز (57 عامًا)، من حيفا، مصرعه بعد رميّه بالرصاص.
وتجدر الاشارة أن الارتفاع في وتيرة الجرائم يأتي تزامنًا مع إطلاق الحكومة الاسرائيلية ووحدة "سيف" الشرطيّة لخطة حكومية تحت شعار"مكافحة الجريمة".
وتستفحل الجريمة، في ظل غياب الشرطة وسلطة القانون، ما يخلف حالة من الفلتان الأمني في البلدات العربية، لتتحول الجريمة إلى نشاط شبه يومي واقرب ما تكون لشربة ماء، الامر الذي يّعزز من الشعور بانعدام الامن الشخصي لدى المواطنين العرب ويكشف عن الميل أكثر لدى البعض بالهجرة خارج البلاد، بدافع اليأس، تحديدًا في اوساط الشباب العرب، حيث انهم باتوا يشعرون ان "الوضع يزداد فقط سوءًا يومًا بعد يوم"، كما أعربت الشابة ملاك عروق في حديث لموقع وصحيفة كل العرب.
ملاك عروق
وروت عروق (23 عامًا)، من دالية الكرمل: "الجريمة بمجتمعنا دفعتني لأن أعيش كل الوقت صراعًا داخليًا بشأن الهجرة، لست وحدي، بل أعرف الكثيرين ممن يفكرون بذلك أيضًا، اذ يرون بالهجرة ملاذًا للعيش الكريم الآمن، بدلًا من احتمالية الموت هنا في واقع الجريمة هذا" .
اردت الاستقرار في تركيا!
وأضافت الشابة عروق: "اقيم حاليًا وبشكل مؤقت في تركيا من أجل دراسة اللغة، وقد لمست هنا الأمان اكثر وأحببت فكرة الاستقرار، لكن رغم ذلك ولكوني عربية فلسطينية لا أرى بالهجرة حلًا، بل اشعر بانتماء اكبر للبلاد وهذا بحد ذاته يمنحني المسؤولية لأن اعود وأكون جزءًا من عملية تغيير في مجتمعنا وليس أن اهرب".
الجريمة مُدبرة وسياسة دولة!
هذا وحمّلت عروق المؤسسة الاسرائيلية المسؤولية عن فوضى السلاح وتفشي الجريمة، مشيرة إلى أنّ "الجريمة مدبّرة وتنمّ بالأساس عن فعل سياسي، وليس شأنًا ثقافيًا كما تحاول ان تقنعنا الشرطة، ذاتها التي تتواطأ مع المجرمين من خلال غض الأبصار عن تسرب السلاح، إغلاقها الملفات وعدم معالجتها إياها، فهي تتقاعس عمدًا عن فك رموز الجرائم وبالتالي عدم محاسبة الجناة"، بحسب ما قالت.
وعن الشعور بانعدام الأمن الشخصي، أفادت: "شخصيًا وكل من حولي لا نشعر بالأمان بتاتًا، فالجريمة لم تعد تفرق بين مذنب وبريء. أي شعور بالأمان هذا وقد تجاوزنا أعتاب الـ 80 قتيلاً منذ مطلع العام؟ المؤسف حقًا اننا بتنا نتعامل مع الجريمة على أنّها بمثابة امر طبيعي وعادي"، على حد تعبيرها.
أحمد حبشي
ومن ناحيته، أدلى الشاب أحمد حبشي (22 عامًا)، من بلدة اكسال بدلوه قائلًا: "الهجرة فكرة غير واردة بالنسبة لي واتطلع للعيش في مجتمع امن ومتماسك، كما لا ارى سبيلاً للخلاص من الجريمة سوى الوعي".
غالية أبو الهيجاء
الهجرة للمجرمين!
أمّا الشابة الطمرواية غالية ابو الهيجاء (20 عامًا)، عقبت بالقول: "مخطئ من يتنازل عن بلاده ووطنه، من عليه الهجرة هم المجرمون وليس نحن، الذين نطمح للعيش بأمان في وطننا. بسببهم هؤلاء أعداء الحياة اشعر بالخوف على عائلتي واحبائي واعيش بقلق مستمر"، حسبما ذكرت. وأردفت ابو الهيجاء: "مسؤوليتنا جميعًا ان نعيد الامن والامان لبلداتنا وان نحمي مستقبلنا، فلنبدأ بأنفسنا، ولنوفر الأطر الاجتماعية لاحتواء شبابنا".
ومن جهتها، قالت الشابة زينب زعبي (19 عامًا)، من بلدة سولم: "أدرك أنّنا نعيش ظروفًا قاسية وصعبة بفعل الجريمة، لكن هذا ليس دافعًا يمكن تبريره من أجل الهجرة"
اخبار الجريمة لم تعد تصدمني
ومضت زعبي "توالي الجرائم في مجتمعنا جعلني اتعاطى معها بشكل شبه طبيعي، لم اعد اشعر بتلك الصدمة عند سماعي الاخبار عن جريمة هنا او هناك وهذا مؤسف للغاية".
لؤي شواح
وقال الشاب لؤي شواح (19 عامًا)، من يركا، ان "الامر خرج عن حدود السيطرة ولم يعد يطاق"، واستأنف شواح قوله: "محزن ومؤلم هوالحال الذي وصلنا اليه، فالجريمة مستمرة بوتيرة لا تعقل، ولا أخفي حقيقة انني من الذين فكروا بالهجرة، لكن الامل بتغيير هذا الواقع المرير لا زال يرمقني". واستطرد شواح: "لربما الهجرة فرصة جديدة للحياة بالنسبة للبعض، لكن على الشباب، بناة المستقبل لهذا المجتمع ان يأخذوا دورهم في تغيير واقعهم. لنطمح ان تكون بلادنا وجهة للمهاجرين من حول العالم وليس العكس".