بالرغم من ارتفاع عدد المتبرعين بكلية في السنوات الاخيرة، الا ان زمن الانتظار لزراعة كلية ما زال يتراوح بين 4 الى 5 سنوات. وما زال الاف مرضى الكلى في البلاد يحتاجون الى زرع كلية، وغالبا ما تكون رغبة لدى احد اقربائهم بالتبرع لهم وانقاذ حياتهم او التخفيف من معاناتهم. لكن تكمن مشكلة وهي عدم الملاءمة من الناحية الطبية. برنامج التبادل الوطني التابع لوزارة الصحة يتيح اجراء "تبادل" بين المتبرعين والمرضى المسجلين في البرنامج ويزيد من احتمال ايجاد كلية بديلة ومناسبة.
حول هذا الموضوع وعن أهمية التعاون مع دول العالم المختلفة في هذا المجال وخاصة التعاون الأخير مع دولة الامارات العربية المتحدة تحدثنا مع د. طوني كرام، مدير قسم جراحة الاوعية الدموية وزرع الكلى في مستشفى رمبام.
ما هي البشرى التي يحملها برنامج التبادل الوطني لمرضى الكلى في البلاد؟
برنامج التبادل الوطني للمتبرعين بكلية بين الاشخاص الأحياء هو برنامج تابع للمركز الوطني لزراعة الأعضاء التابع لوزارة الصحة، وهو الجهة الرسمية الوحيدة التي تركز موضوع التبرعات بالأعضاء وعمليات زراعة الأعضاء في إسرائيل. وهو مخصص لمرشحين لزراعة ولديهم قريب عائلة مستعد للتبرع لهم بكلية، لكن لا يمكن تنفيذ التبرع بينهما بسبب أحد الأسباب التالية: عدم الملاءمة بين نوع دم المرشح للزراعة وبين نوع دم المتبرع. او وجود مضادات لكلية المتبرع في دم المرشح للزراعة. يتيح هذا البرنامج بشكل عام، إيجاد كلية بديلة في حال عدم وجود ملائمة طبية بين المتبرع والمتبرع له.
كيف تحدث الملائمة الطبية التي نتحدث عنها؟
أزواج المتبرعين والمتبرع لهم داخل العائلة والذين لا توجد بينهم ملاءمة طبية، مدعوون، في مراحل مبكرة، أيضاً قبل بدء علاجات غسل الكلى، للتسجيل في أحد مراكز زراعة الأعضاء. تقوم مراكز زراعة الأعضاء بتحويل البيانات إلى المركز الوطني لزراعة الأعضاء الذي يدير المجمع (البنك) القطري. في إطار البرنامج يتم تركيز جميع الأزواج (مرشح ومتبرع قريب عائلة)، الذين لا يمكن تنفيذ تبرع بكلية بينهم. ومن خلال برمجة حاسوب خاصة، تقوم بعملية تقاطعات وتعثر على ملاءمات بين متبرعين وبين مرشحين للزراعة من أزواج آخرين. وبهذا تنشأ ثنائيات جديدة: مرشح من ثنائي واحد ومتبرع من ثنائي آخر يوجد بينهما ملاءمة. كما وان هذا البرنامج يزيد من احتمالات ايجاد كلية لأشخاص لم تنجح عملياتهم في السابق.
بحسب هذا النموذج، كلما ازداد عدد المشاركين في البرنامج، كلما ازدادت احتمالات الملاءمة بين المتبرعين والمرضى. على ضوء التجربة الناجحة في دول أخرى من العالم مثل امريكا الشمالية ودول اوروبية عديدة واستراليا تبنت اسرائيل هذه النموذج ونجحت في اجراء 50 عملية لزراعة كلية خلال السنة الماضية. كما وان التعاون الأخير مع دولة الامارات يزيد من احتمالات إيجاد كلية مناسبة.
مؤخرا أجريت عملية زراعة لكلية وصلت من الامارات، حدثنا عن هذه التجربة؟
كان من المثير بالنسبة لي زرع كلية وصلت الينا من دولة الامارات العربية المتحدة لشابة من البلاد، كذلك التعاون وتبادل الخبرات مع الطاقم الطبي في دبي والتعرف على أطباء اكفاء وتبادل الخبرات والتنسيق المركب من اجل انقاذ حياة الانسان. هذا التعاون الطبي المميز الذي يجري ضمن برنامج التبادل الوطني للمتبرعين بكلية بين الاشخاص الأحياء يزيد من احتمالات إيجاد كلية مناسبة. احيانا لا نستطيع إيجاد كلية مناسبة من البلاد كما حدث في العملية التي نتحدث عنها وامل ان يكون هذا التعاون الطبي بداية لفتح افاق تعاون طبي في مجالات أخرى
ما هي رسالتك حول هذا الموضوع؟
اود ان أوجه رسالة إنسانية للجمهور وهي أن لا يترددوا في التبرع بكلية لاقربائهم وأحبائهم ووقف معاناتهم وإنقاذ حياتهم ونحن الأطباء والمختصين نعمل من خلال برنامج التبادل على الملائمة الطبية. الطب تطوّر كثيرا والمخاطر أصبحت نسبتها قليلة وإنقاذ حياة الانسان ووقف معاناته هي قيمة عليا. زمن الانتظار للحصول على كلية ضمن قائمة الانتظار القطرية يتراوح بين 4-5 سنوات ترافقها معاناة مستمرة خلال اجراء الدياليزا وباستطاعتنا تغيير هذا الواقع. كما وان التبرع بالأعضاء في حال الوفاة مهم أيضا من اجل انقاذ حياة الاخرين.