الطبيبة الفلسطينية المتفوقة سماح أبو خرج لكل العرب من كوبا:
*حصلت على الشهادة الذهبية في الطب البشري
*حكاية نجاحي مرتبطة بمأساة اللجوء
* طلبت من الأمم المتحدة مساعدتي للعيش مع أهلي في السويد
حاورها: أحمد حازم||
طالبة طب فلسطينية أحدث خبر تفوقها في كوبا ضجة كبيرة في الوسط الفلسطيني والعالم العربي، اسمها سماح أبو خرج من مواليد مخيم اليرموك في سوريا. فلسطينية الأبوين من بلدة صفورية. بعد النكبة الأولى لجأ قسم من عائلة أبو خرج إلى جنين ومنهم من ذهب إلى سوريا وقسم آخر لجأ إلى لبنان. غسان أبو خرج الأب أقام في مخيم اليرموك وأسس عائلته هناك. وخلال الحرب الأهلية الدامية في سوريا التي طالت أيضاً مخيم اليرموك وهجرت قسماً كبيراً من أهاليه، لم يبق أمام غسان سوى الهجرة وطلب اللجوء في أوروبا شأنه شأن الملايين من السوريين.
الطبيبة سماح أبو خرج
العائلة توجهت أولاً إلى لبنان، وبعدها ذهبت إلى السويد طلباً للجوء ولا تزال تقيم فيها. لكن الإبنة سماح لم تذهب إلى السويد بل حملت حقائبها وذهبت إلى كوبا لدراسة الطب البشري من خلال منحة جامعية. ومن هناك بدأت قصة النجاح الكبير مصحوبة بمآسي اللجوء.
فما هي قصة هذه الطبيبة التي ذاع صيتها كطبيبة فلسطينية حصلت على لشهادة الذهبية في الطب؟
"العرب": لنتحدث من البداية: لماذا اخترت مهنة الطب البشري؟
د.سماح: اختياري لمهنة الطب هو حلم من الطفولة وهذا الحلم كبر معي ويوماً بعد يوم تمسكت اكتر بالحلم خصوصا عندما مررنا بفترة صعبة بالمخيم وبالأحداث ..ولهذا السبب زاد اصراري على مهنة الطب كتحدي واصرار على اني لا أريد أن اخسر احلامي والحمد لله استطعت تحقيق أحلامي.
"العرب": من وراء السبب في اختيار كوبا للدراسة؟
د. سماح: يوجد عدة اسباب لاختياري كوبا للدراسة: الأول طبعاً الظروف الصعبة التي مررنا بها خلال الاحداث في سوريا، وكانت كوبا هي سبيلي الوحيد حيث كانت تتوفر لي الإمكانية ولا تنسى أيضاً أننا نشأنا على حب كوبا وجيفارا وكاسترويلي وهؤلاء أسطورة بالنسبة النا
اضافة الى ان كوبا مشهورة بتخريجها عدد كبير من الاطباء الناجحين وحققت سمعة جيدة في هذا المجال.
"العرب": لقد تم اختيارك لتكوني طبيبة مساعدة في الجراحة لماذا؟
د. سماح: اختياري كطبيبة مساعدة كان بصراحة لاني دائماً كات عندي فضول تجاه الجراحة وكان حلم من الطفولة ان أصبح جراحة وبعد السنة الثالثة قررت أن أقدم أوراقي لأكون طالبة مساعدة في هذا المجال والحمد لله تم قبولي والجراح المشرف علي كان في وقتها رئيس قسم الجراحة وعلمني وساعدني كتييراً حتى اكسب من خبرته ومن مهاراته وهو رأى في شخصي اهتمام ورغبة للتعلم فساعدني في هذا الموضوع، خصوصاً أن علاماتي في الدراسة كانت بتفوق.
"العرب": أنت طالبة في كوبا ووالديك لاجئين في السويد، حدثينا عن القصة من البداية؟
د.سماح: .القصة بدأت عندما وقعت أحداث مخيم اليرموك. وقتها كنت طالبة بكالوريا "توجيهي" اضطررنا للسفر الى لبنان وانا انقطعت عن الدراسة. طبعاً في ذلك الوقت لم يخطر على بالي حمل كتبي معي بسبب خطورة الوضع والخوف. بقيت أربعة شهور ونصف منقطعة عن الدراسة في لبنان، حتى قررت ان استعد للامتحانات المقررة. وفعلا احد اساتذتي قام بدعمي من سوريا وارسل لي الكتب ووضعت خطة وبرنامج للدراسة واستطعت دراسة باقي المنهج بنفسي ضمن ظروف صعبة جدا. والحمدلله سافرت الى سوريا وقدمت امتحاناتي واستطعت الحصول على شهادة الباكالوريا التي كانت بالنسبة لي ولعائلتي معجزة وحتى الأن عاجزة عن تصديق الموضوع ..ولكن كما ذكرت سابقا الامور كانت خطيرة في سوريا وامورنا كعائلة مكونة من سبعة افراد كانت صعبة خصوصا انه كنا في مرحلة تكوين للمستقبل فكان الخيار الأفضل هو الهجرة لخطورة الاوضاع لكن للأسف كان صعب سفرنا كلنا للسويد فكان اتفاقنا كعائلة ان اكمل دراستي في كوبا خصوصا ان عائلتي تعرف رغبتي الكبيرة بدراسة الطب واستطعنا تأمين منحة دراسية في كوبا. والآن عائلتي في السويد وأنا في كوبا.
"العرب": هل تريدين الذهاب إلى السويد عند أهلك وممارسة مهنة الطب هناك؟
د.سماح: طبعاً اتمنى لو استطيع الذهاب الى السويد لأكون بجانب عائلتي، فأنا كفتاة وحيدة في كوبا لا يمكن لي الاستمرار هناك خصوصاً أن الوضع صعب للغاية في كوبا إضافة أني أريد العيش مع أهلي. قمت بتقديم طلب في سفارة السويد للحصول على تأشيرة دخول، لكن الجهات المختصة رفضت طلبي. وحاولت أن أقنعهم بتفهم وضعي من ناحية إنسانية لكنهم أصروا على موقفهم.
"العرب": ألا تفكري في مناشدة الأمم المتحدة لمساعدتك في جمع الشمل؟
د.سماح: طبعاً اتصلت بمكتب الامم المتحدة في كوبا وشرحت لهم الوضع، وقالوا لي يجب أن أنتظر ومن الممكن ان يطول الانتظار لمدة عامين أو أكثر نظراً لوجود عائلات وحالات لها الأولوية. ولا أدري ماذا سأفعل.