القى د. سامر حاج يحيى - رئيس مجلس إدارة بنك لئومي، الكملة الافتتاحية للمؤتمر الاقتصادي للمجتمع العربي لـ The Marker وبنك لئومي الذي عُقد اليوم في مدينة الناصرة، بمشاركة شخصيات اجتماعية وسياسية واقتصادية وسيدات ورجال اعمال وغيرهم.
وتحدث د. حاج يحيى عن التحديات التي يواجهها المجتمع العربي والحلول المطروحة للنهوض به اقتصاديا وتعليميا واجتماعيا وفي مختلف المجالات، مع التشديد على توفير الفرص والأدوات اللازمة لجيل الشباب لا سيما في عالم الهايتك والابتكار. وتناول حاج يحيى الدور الذي يجب أن تلعبه الوزارات والمؤسسات المختلفة في سبيل ذلك كما تحدث عن الدور الذي يقوم به بنك لئومي لتحقيق الأهداف المنشودة.
إليكم الكلمة الكاملة التي ألقها د. حاج يحيى في المؤتمر.
حَضَرات السيدات والسادة ، السيد علي سلاّم، رئيس بلدية الناصرة، أوريت فركاش هكوهين، وزيرة الابتكار، العلوم، والتكنولوجيا،الحضور الكرام مع حفظ الألقاب، בוקר טוב לכולם، صباح الخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتُه،
صباح الخير ناصِرَتي الحبيبة، مدينة مرحلتي من الصبا، التي زرعت بي أُسس التعليم، التميز، القِيادَة، والرِيادَة. ومن هنا لا بُد من تَحية خاصَة، مُكَلَلَة بالشُكر والعِرفان،لأساتذتي ومعلماتي في مدرسة المطران.
صباحُ الخير ناصرتي الغالية، مدينة البشارَة، السلام، التسامح، والتعايش، التي أرضَعَتني قيم السلام، شموليَة الثقافة، واحترام الآخر.
لا أُخفي تَأَثُري اليوم، ففي طياته رَمزيَة مُمَيَزة. فهذا هوُ أول خطاب لي بمؤتمر في البلاد، بصِفَتي رئيسًا لمجلس إدارة بنك لئومي، أُلقيه من الناصرة، من هنا، على مسافة مرمى البصر من جبل المطران، موقع حفل تخرجي من مدرستي، المطران، قبل 34 عامًا. ومنذ ذلك الوقت، وبإلهام من الأسُس التعليمية والقِيَم التي اكتسَبتُها هنا، واصلت التقدُّم نحو الدراسات العليا في أفضل الجامعات في البلاد والولايات المتحدة، كما تَقَلَدت أرفعَ المناصب في أكبر المؤسسات المالية في إسرائيل والعالم.
لا ينبغي اعتبارَ قصة النجاح هذه قصة فريدة، ولا نجاحًا شخصيًا، ولا إنجازًا لشخصٍ مُميز. مِن المُهِم بالنسبة لي، ألا أكون الأول والأخير، ألا أكون الأول فقط لنفسي، ألا أكون الأول دون أن يسير على نَفس الخُطى، الشباب والصبايا الذين يُؤمنون بأَنفُسِهِم، ويتسَلَقون مِثل النمور إلى أعلى الشجرة، الى قِمَم النجاح والمناصب.
"لم أر أبدًا سَقفًا زُجاجِيًا، ولم أعِشْ تَجرُبَةَ كسر سَقف زُجاجي. أقول للشباب العصاميين: لا تدعوا فكرة وجود سقف زجاجي مفترض تردعكم بل عَليكم أن تَتَشَبَثوا بأهدافكم وأن تؤمنوا بأنفسكم ومحيطكم". فأنا لستُ شخصًا مُمَيزًا، ولكن مصدر نجاحي هو- بوصلة القيم التي تلقيتها من والدي وأجدادي، الدعم والتشجيع من أفضل المحاضرين والمُدراء، والمثابرة على مُواجهة التحديات، إيمانًا بموضوعية ومهنية أصحابِ القرارات. وآخر تلك القرارات كان من قبل مجلس إدارة بنك لئومي. في إطار منصبي كرئيس لمجلس إدارة بنك لئومي، أنا ملتزم بمواصلة العمل بإخلاص ومهنية من أجل مؤسستي، وفي ذات الوقت – الاستمرار بالتأثير الاجتماعي وإحداث التغيير المنشود باستقامة، من على كلِ منصة ومنبر، من منطلق القيم التي تشكل لي مِرساة للاستقرارِ، في مواجهة التعقيدات والمعضلات الاجتماعية التي ولدت فيها".
السيدات والسادة الكرام،أسوق هذا الكلام الآن، في افتتاحِ المؤتمر الاقتصادي للمجتمع العربي برعايَة، بنك لئومي و-TheMarker، الذي باتَ يكتسبُ زخمًا أكبر من عام إلى عام، ونحن نتَطَلع، متفائِلين، إلى إمكانية الاستمرار بتقليص الفَجَوات، وتمكين المجتمع العربي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
تقليص هذه الفَجَوات، يبدأُ منذ نُعومَة أظفار الانسان – بِزَرع القيَم في داخِله بتغذِيَة طُموحاتِه للمضي قُدُمًا نحوَ الأعالي، بإرشاد قدُراتِه التَعليمِيَة والتَفكيرِية، بتَعزيزِ مهاراتِه الليِنَة، ودَعم إيمانهِ بالقُدرات الذاتية، الثقة بالنفس، والارتقاء بأحلامه.
المجتمع العربي في البلاد يَتَسِمُ بمستوياتٍ مُنخَفِضةٍ نسبيًا في مجالِ البُنيَةِ التحتيَة ورأسِ المالِ البشري (الذي يُقاسُ بسنوات الدراسة وجودة التعليم)، مما أدى إلى فجوات في عدةِ مجالاتٍ، منها:
- الاندماج في الصناعة المتقدمة والهايتك (مُستقر على 2.5%)،
- حجم الدَخل (نِصف مُقابله قطريًا)،
- عدد وحجم المصالح التجارية (10%من مُجمَلِها قُطريًا، فقط).
توصيات بنك إسرائيل، وزارة المالية، ومراكز أبحاث، ركّزت على "النمو الاقتصادي الشامل"(Inclusive Economic Growth) – أي، تَعزيز الإنتاجِيَة في المجتمع العربي من خلال مَجموعة خُطوات، التي أتفِق مَعَها، ومن بينِها:
1. تعزير جهاز التعليم الذي يواجه خللًا كميًا ونوعيًا، من المرحلة الابتدائية، خاصة ما يتعلق بإتقان اللُغتيَن- العبرية و الإنجليزية، مهارات الرياضيات والقراءة، المَهارات الشخصية، والتَوجيه المهني.
2. تَخصيص أراضي دولة، تُسَرّع وتُسهّل التخطيط والبناء، تزيد شفافية الاسعار، وتَحُث السوق الثانوي، وذلك الى جانب رصد ميزانية وبرنامِج لتسجيل وتطوير الأراضي الخاصَة.
3. كَفالة دَولَة لقُروض السكن، والاستحواذ على قروضِ اسكانٍ من قبلِ بنكِ إسرائيل
4. حَوافز للتَقارير الضريبيَة على القيمَة الكامِلَة للمُعامَلات العَقاريَة
5. الاستثمار في البُنيَة التحتيَة الرَقَمِيَة، المناطقْ الصناعيِة، مراكز الهايتك، والمواصلات العامة
6. مساعدَة حكومية في التأهيل المهني، مَعَ التركيز على مجالات العمل المستقبليَة والتي تَشهَد نقصًا
7. تعزيز الدمج في مجال الهايتك المُتَعَطِش لمهندسين مُتميزين ومُتفانين، والذي يصدّر العمل الى شرق اوروبا
8. إقامة كُلِيَة في بلدَةٍ عربيَة لتوفير احتياجات التعليم على قرب جغرافي
نحن في بنك لئومي، وأنا شخصيًا، على تواصل معَ عِدة جهات فاعِلَة ومُؤَثِرة، من مكاتب حكوميَة وممثلي الجمهور العربي، لأننا نُؤمِن بأهميَة دَورنا في إحداث التغيير المنشود باقتصاد المجتمع العربي، ودمج أبنائه في مناصب رفيعة.
كما ومَضَينا قُدُمًا باستراتيجِيَة لتعزيز نشاطات البنك في المجتمع العربي، ملاءَمة الخَدَمات
البنكِيَة له، ودفع عجلة "التمويل الشامل" (Financial Inclusion).
الاخوات والأخوة،
بنك لئومي هو البنك الأكبر والأعرق في الجهاز المصرفي الإسرائيلي كُلِه،
وفي المجتمع العربي بشكلٍ خاص، منذ أيام البنك العربي الإسرائيلي الذي تأسس عام 1959،
وهو صاحب أكبر عدد من الفروع في البُلدان العربية، والعددُ الأكبرْ من مُدراءِ الفروع.
عند الإعلان عن دمجِ البنك العربي داخل بنك لئومي عام 2015، وقَفت هنا، كعضو في مجلس الإدارة
في حينه، وتعهدت بأن هدف الدمج هو لفائِدَة الزبائن والموظفين.
اليوم، أقف هنا كرئيس لمجلس الإدارة، وأؤكد بأن الدَمج تم تَحقيقه بنجاح كامل، ويُجدي من ثماره للزبائن والموظفين على أفضل وأبعد الحدود. مَكّن الدمج الزبائن العرب من مُواصلة التمتع بنفس الجو الدافئ الذي شَهِدوه من الموظفين والمُديرين العرب المخلصين في الفروع، والتي حافَظنا عليها، على الرغم من الاتجاه العام في النظام المصرفي لتقليص عدد الفروع. في الوقت ذاته، انخفض الاكتظاظ في الفروع، وحَظي الزبائن بوصول أكثر شُمولًا للمنتجات المصرفية والخدمات الرقمية المتقَدِمَة، زيادةً على الاستفادَة من بنك عالمي، ذي سُمعة مرموقة ومعروفة، معَ عُمق سيولي ورأس المال، ومعَ انتشار واسع لفروعه في كافة انحاء البلاد.
وفي السنة الأخيرة، بادرَت إدارة البنك لتوفير حلول في مختلف الخدمات البنكية، من حيث ادخال الابتكار والهايتك، ترميم وتجديد الفروع، زيادة صلاحيات وتخصص المدراء، تعزيز العروض البنكية المناسِبَة للمجتمع العربي وللسُلطات المحلية، ومُخاطَبَة الجُمهور بالعربيَة.
كما وَفَرَت حُلولًا لتمويل السكن في البَلدات العربية، وافتتاح "لئومي مشكنتا" فيها. فَقَد شهِد البنك نُموًا بنِسبَة مئوية من منزلتين في هذا المجال، ناهيك عن تمويل السكن في البُلدان المُختَلَطَة. كما قام البنك بصيَاغة حلول لتمويل المصالح الصَغيرَة في مختلفِ القطاعات، من ضِمنِها حلول لتمويل العَقارات التجارِيَة دون رهن مباشر على العَقار.
وكنا أول بنك اتخذ سلسلة إجراءات بهدف التخفيف عن أصحاب المصالح التجارية، الذين واجهوا صعوبات في أعقابِ جائحة الكورونا، مثل القروض بكفالة الدولة، وكانت حصة المصالح التجارية في المجتمع العربي لا تقل عن نِسبَتِها الاقتصادية.
وسنستمر في التفكير خارج الصندوق بما تسمَح به القواعد القانونية والتنظيمية، وَوِفقَ إدارة المخاطر.
حضرات الأخوة والأخوات،
إدارة وموظفو البنك يَعون أيضًا قيم الـ ESG, وأهمية دعم المجتمع من خلال مبادراتِ التطوع والتبرع، لمشاريع ومؤسسات تُعنى بتطوير وازدهار المجتمع العربي، مثل مشروع - "متطوع من بلدي"، لدعم مشاريع اجتماعية تختارها السلطة المحلية، كما يقوم لئومي بتوزيع آلاف الطرود الغذائية عشيَة الأعياد، بالتعاون مع أقسام الرفاه في السلطات المحلية.
في الختام،تعزيز عناصر "التمويل الشامل" والنمو الاقتصادي الشامل ودَمج المجتمع العربي بذلك، فيه مصلحة وطنية، اجتماعية، واقتصادية تخدم الجميع – وأنا مُؤمن وملتزم بهذه الرؤيَة.
سأواصل دعمَ جميع الشباب والشابات الذين يَتَوَجهون لي للحصول على المساعدَة أو المَشورَة، وآمل أن أراهُم يَكبُرون وينجحون مهنيًا.